اقتباس:  العاقل   كتب/كتبت  
مقدسات ! :o

منذ متى ؟ وما هي ؟

هل " دارون " مقدس بالنسبة لك ؟ :?:

أتمنى أن تعطيني قيمة " علمية " لك ، هل مثلا قانون لافوازييه ، قيمة علمية بالنسبة لك . وإن كان : كيف تتم السخرية منه ؟

العاقل،

دينك في هذه الايام هو سخرية و استهزاء بالعلم و الحضارة و الانسان. لعمري ليس فيه من ايجابيات ما يكفي ليعوض عن السلبيات.

دعني أشرح لك يا عزيزي جزءا من مقدساتي.

داروين و نيوتن و جاليليو مثلا هم أقرب ما يكون لما تعتبره أنت "أنبياء"، مع أني لا أعتقد بالنبوة، و لكن أستعمل الكلمة لتقريب الفهم. و ذلك ليس لأنهم جاءوني بأقاصيص و خرافات من الماضي، و لكن لأنهم فتحوا عقول البشر على استيعاب الواقع الذي نعيشه بوضوح لم يكن ممكنا قبلهم.

نعم، العلم و الطريقة العلمية هي أمور مقدسة لي لأنها أعطت الانسان القدرة على فهم الكثير من امور العالم و الطبيعة، بما لم تسمح له آيات رب الناس و إله الناس و الوسواس الخناس، و لا رب الفلق و شر ما خلق، و لا غيرها من التعويذات و التمتمات التي تُسكر عقول البعض.

تقديس هؤلاء الناس و تلك المبادئ لا يعني جعلها ثابتة هائلة قوامة عليّ و على حياتي، أنتحر من أجلها و أحد من حرية الناس كي لا ينتقدوها و أطوف الحجارة لها، فهذا مفهوم تافه للتقديس لا أعترف به. و مقدساتي حية متطورة، و ليست متحجرة.

دعني أذكر لك شيئا آخر مقدس لي: هو الاعتراف بالمرأة كشخص غير قاصر، لا تحتاج الى "محرم" يرافقها، و لها حرية التعبير و التنقل بدون قيود.

و مقدساتي لا تنتهي عند هذا الحد، فالعيش في بلاد تحترم حريتي في التعبير و الاطلاع أمر مقدس لدي، بحيث لا أشعر كشخص أبله يطلب الاذن من أبيه كي يشاهد برنامجا معين على التلفاز، أو كشخص يحتاج الى الالتفاف حول القيود باستخدام الـ "proxy" لقراء صفحات الانترنت، و كأنه ليس ذو عقل ناضج قادر على الحكم على الامور بنفسه.

سأكتفي بهذا القدر من قيمي "العلمية و الانسانية و الحضارية".

و أحزن لأناس هاجوا و ماجوا و أقاموا الدنيا و لم يقعدوها لأني نشرت رسمة ساخرة. أناس لا يفهمون تقديس شيء في الدنيا الا الخرافات و الاقاصيص الخارقة للواقع. فإذا قدسنا شيئا آخر، سخروا و استهجنوا، و كأن لا شيء آخر في العالم يستحق التقديس.