اقرأ معي من جديد :

اقتباس:حتى أوضح لك نقطة ، النبي في الإسلام ليس بمقدس ، بل هو معصوم .. وليس معصوما في كل شيء ، بل هو معصوم فقط فيما ينقل عن ربه .

هذه دوما مشكلتي معك ، أنك لا تسمع إلا صوتك فقط .. أقول لك أنه ليس بمقدس ، تقول " كما أنك تعتبر محمدا مقدس .... إلخ " .


أتعرف إلى أين يؤدي بنا كلامك ؟

إنه يؤدي بنا إلا انعدام التواصل ، أنت تقول لي مصطلحاتي الخاصة ولكماتي الخاصة التي ليس لأي شخص الحق في تحريفها أو منعي من استخدامها . تستطيع من هذا المنطلق ، ان تقول أنا ذاهب للقداسة ، عندما تصف تلبيتك لنداء الطبيعة في الحمام ، وإذا قلت لك أن القداسة شيء ، والحمام شيء آخر ، تقول أنا حر ، حر ، لا أحد يفرض علي سلطة لغوية .

وما النتيجة ؟ أن يتواصل الناس بلغة الإشارة أو لا يتواصلون أبدا .


قدس ما شاء ، فهناك من كان يقدس التمر ، لكن أن تخلط بين التقدير والتبجيل والتقديس .. فهنا المشكلة . أنا لا يهمني إن قدست انسانا ثلك ، كل ما يهمني أنك تستخدم كلمة " تقديس " في معناها صحيح .. وهذه هي النقطة التي تريد أن توصلنا إلى نتيجة مفادها : أن معاني الكلمات : نسبية .

محمد أعظم البشر بالنسبة لي ، ولكن هذا لا يجعل منه مقدسا . وعندما أقول أنه أعظم البشر ، فذلك لأن الله اختاره من بين كل البشر ليحمل رسالته ، فالله أعلم أين يضع رسالته . ولم يختره إلا لأنه أفضل من يفعل ذلك .

ورغم كل هذا ، فهو ليس بمقدس .. لا مقدس إلا الله .


أما كلامك عن العلم والأيديولوجيا .. فأخشى الخوض معك فيه ، لأنتهي بأنك تحمل تعاريف جديدة لهذه الكلمات . أقول أيديولوجيا ، وأقصد بها معنى واحد من المعاني الثلاث الذي استخدمت في الكتابات الفرنسية والألمانية : أقصد بها أنها قناع ، يحجب صاحبه عن رؤية الواقع .

أن تؤمن بأن الأرض لا تدور حول الشمس ، وأن الشمس هي التي تدور ... أن تؤمن بهذه الحقيقة ، وتصرف نظرك عن كل الدلالئل العلمية التي تقول بالعكس ، فانت هنا تؤدلج العلم . فهل أنت كذلك ؟

أما كلمات كـ " الروحانيات " و" الانسانيات " .. فانت تتصور أن على الشخص أن يختار واحد منها ، تعتبرها نقائض .. على الإنسان أن يختار احداها .. لم تفكر يوما ان الإنسان نفسه مكون من هذه الاجزاء .

أخيرا .. لا يوجد إنسان " لا ديني " ، إلا إذا كان معنى الدين هو جملة الطقوس . ولا يوجد إنسان لا يقدس شيئا ، ولكن هناك من يعترف بذلك وهناك من لا يعترف .

التقديس ينافي كل المنظومة الحداثية التي تتبناها .. لأن الحداثة - بالتعريف - هي إبعاد القداسة .