هناك فرق بين اهانة شخص حاضر و اهانة رمز ديانة او سياسية او غيرها.

على سبيل المثال، لنفرض اني اعتبر البابا رمزا مقدسا. اذا قمتَ بإهانة البابا، فهذا حق لك فالبابا ليس ملكي انا كي احد من رأيك فيه. لي الحق ان اقدسه، و لك الحق في ان تسخر منه.

اما اذا قمت بإهانتي انا شخصيا، فهذا تهجم شخصي فأنا ملك نفسي و سأطالبك بسحب الاهانة و الاعتذار عنها.

ما أريد قوله هو أنك لا تقدر أن تملك رمزا تاريخيا او دينيا او وطنيا، الخ. أنت حين تحاول حد حريتي في التعبير عن مثل هكذا رموز، يصبح الأمر و كأن هذه الرموز ملك لك و ليس لي الحق في أن أستعملها في رسوماتي مثلا.

هناك مفهوم "الحقوق محفوظة" للفنان او الكاتب او الناشر او المخترع، الخ. فمثلا لو قمتُ بتأليف قطعة موسيقية، فهي ملكي و لا يحق لك أن تتلاعب بها او تغيرها او حتى تعزفها بدون اذن مني.

لكن محمد او يسوع او غيرهم من هكذا رموز لا يملكهم أحد و حقوق ملكيتهم ليست محفوظة لأحد و غير مسجلة لأحد. هي ملك عام للتراث الانساني، و بعض الناس يقدسونهم، بينما البعض يحترمونهم فحسب، و البعض يمقتونهم، و البعض يسخرون منهم، و البعض يعبدونهم، الخ.

لا يمكنك ان تأتي و تقول، "لكم الحق في تبجيل يسوع و احترامه و عبادته، و لكن لا يحق لأحد أن يسخر منه او يهينه."

يأتي من يقول، "لكن التعدي على محمد او يسوع أمر يجرح البعض و يهينهم."

الجواب: في مجتمع تسود فيه حرية الرأي و التعبير، هذا أمر لا مفر منه. لا يمكنك ان تعيش في مجتمع حر و تتوقع الا يجرح شعورك شيء او يغضبك شيء. هذا أمر ببساطة مستحيل. بعض الناس مثلا تستفزهم كلمات المسيحيين عن الثالوث الالهي و عن المسيح المصلوب، و يعتبرون هذا كفرا و اهانة كبرى. و المسيحيون بدورهم تنجرح مشاعرهم حين يأتي مسلم و ينكر ان المسيح صُلب فهم يعتبرون الصلب اهم حقيقة في التاريخ. لذلك لا يمكن ان تكون المشاعر المستاءة و المجروحة عذرا لتحديد حرية التعبير.