الأنبياء والرموز ملك للجميع وطريقة التعامل معها تكون بالاتفاق بين الجميع فإذا اتفق المسيحيون والمسلمون والهندوس وممثلو كل الدينات أن يحترموا رموز بعضهم البعض فلديهم هذا الإتفاق الذي يحكم سلوكهم تجاه هذه الرموز، كما ذكر بابا الفاتكان وأكد على احترام الأديان لبعضها البعض، لا نستطيع أن نمنع المسلمين أن يقولوا أن المسيح ليس إلها أو يردوا على موضوع التثليث منعا لجرح مشاعر المسيحيين، أو منع العلمانيين المسيحيين أن يقولوا الشيء نفسه كما فعل الكاتب دان براون لأن هؤلاء لديهم نقطة نقاش، لديهم رأي محدد يمكن الرد عليه وليس مجرد سخرية ، الرسوم الدنماركية كانت تنسب الإرهاب لمحمد شخصيا بسبب سلوك أتباعه، فليس لديها نقطة محددة ترغب في النقاش حولها مثل ألوهية أو عدم ألوهية محمد، كثير من المسيحيين يظنون أننا نؤرخ بتاريخ ميلاد محمد وأننا نظن أنه ابن الله فقط لأن المسيحية تقول ذلك في عيسى، فهناك فرق أن يكون الرأي جارحا وفي نفس الوقت يطرح قضية محددة يمكن مناقشتها وبين أن يكون جارحا وفارغا من المعنى أو سطحيا وهذا هو الأمر الذي يجب أن يحارب بطريقة تحفظ في الوقت نفسه قيم حرية الرأي، أما رسومات الزميلة التي تتكلمون عنها فلماذا أتت في هذا الوقت بالذات؟ إنها تعبر عن موقف سياسي داعم للحكومة الدنماركية التي تقاعست في اتخاذ رد فعل مناسب تجاه أزمة الرسوم الأمر الذي تحاول المعارضة الدنماركية استغلاله ضدها، وموقف داعم تجاه الصحف (العربية والأجنبية) التي أعادت نشر الرسوم المسيئة بهدف الشهرة أو غيره فتعمد جرح المشاعر في سبيل الشهرة وانتشار أكثر للصحيفة هو أسلوب رخيص وغير احترافي وغير محترم، ونحن نستطيع أن نفند هذا الموقف الذي هو موقف سياسي مؤيد للدنمكاركيين وليس أن نفند الرسوم بحد ذاتها. لو كان على الرسوم بحد ذاتها لكنت تجاهلت القضية برمتها منذ البدء.