حتى لا يصيبنا أي طشار

حسن العيسى

في العراق حرب أهلية غير معلنة بين السنة والشيعة، القيادات السنية التي كانت ترفض الخضوع لمنطق التاريخ وحكم الأغلبية، عليها اليوم بعد جريمة تفجير مرقد الإمامين الهادي وابنه حسن العسكري ان تحني رؤوسها للعاصفة، ولا تكابر ولا تتسول من محيطها العربي السني، ولا تراهن على قوى الإرهاب السنية من فلول الأفغان العرب وبقايا البعثيين، عليها ان تطهر مناطقها من أولئك وهؤلاء وهم أسوأ وأبشع ما أنتجته البشرية من مجرمين في العقدين الماضيين. ان لم تبادر القيادات السنية الى اقناع السكان بتطهير مساكنهم وثيابهم من براغيث الإرهاب الأصولي، فسيدفع الأبرياء من السنة أولا والشيعة ثانيا الثمن من دماء أطفالهم ونسائهم، مثلما حدث في قتل مئات الابرياء وتدمير عشرات المساجد السنية، كرد فعل مجنون وثأري من ميليشيات شيعية تعمل رسميا ضمن أجهزة الامن العراقية مثل لواء بدر التابع للحكيم وجيش المهدي الملحق بمقتدى الصدر.

لا يبدو ان حكومة الجعفري ستكون قادرة على لجم هذا الجنون الطائفي، لأنها حكومة طائفية بداية، ولأن رئيسها يعتمد، الى حد بعيد، على قوات المهدي وهي ابعد ما تكون عن الحياد، وهي مع قوات بدر اخترقت أجهزة الأمن العراقية.. وإلا فكيف نفهم اخراج مساجين من زنازينهم ثم قتلهم بدم بارد؟ وكيف نستوعب مظاهر البوليس الديني الشيعي الذي يجوب شوارع البصرة فارضا شرعه بالعصي والرصاص على شؤون البشر الخاصة، لكن ما العمل.. إذا كان هذا حكم الديموقراطية في بلدان متخلفة مثل دولنا، لا تستطيع هضم الحرية، ولا تفهم ابسط معاني العلمانية الليبرالية، وهو طوق النجاة الوحيد للعراق.. وأشقاء العراق من عرب وعجم، ومع ذلك يبقى بصيص من الامل في العراق بتحالف علمانيين ليبراليين شيعة وسنة من امثال اياد علاوي وغيره ان قدر لهم ترتيب البيت العراقي من فوضى حروب الاقليات، وبارك لهم غاياتهم رجل دين عاقل مثل السيستاني.

في الكويت وبعض دول الخليج قد يصيبنا «طشار»، او لا قدر الله اكثر، مما يحدث في العراق، اذا ترك الحبل على الغارب للمتزمتين والمتطرفين من الطرفين، وقرأنا بعض الكتابات غير المسؤولة في صحف تريد الإثارة وتملأ صفحاتها بمقالات لكتاب أي كلام للجماعات الدينية المتزمتة، التي تتصور ان الكويت حصن أصولي سني لا يمكن اختراقه، فأخذ هؤلاء يكتبون بلغة الولاة المتكبرين المتوعدة لإخوانهم من المواطنين الذين يختلفون عنهم مذهبا وفكرا، على هؤلاء الحذر، فالكويت صغيرة ولا تتحمل فتل عضلات الأغبياء، وربما عليهم الاقتداء ببيان الحركة الدستورية الذكي في إدانتها لجريمة تدمير المزار الديني