بعد التحية


خاطرة اليوم ستكون قصيرة و بسيطة ، و يمكن أن نعتبرها تتمة للخاطرة 26 المتعلقة بالقدر.

تقول الآية 13 من سورة الرعد :

"لَهُ [COLOR=Blue]مُعَقِّبَاتٌ

و الآية تعني وجود ملائكة تقوم بحفظ الإنسان من أمر الله . و نجد في تفسير ابن كثير :

"..................وَقَالَ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْر اللَّه " قَالَ مَلَائِكَة يَحْفَظُونَهُ مِنْ بَيْن يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفه فَإِذَا جَاءَ قَدَر اللَّه خَلَوْا عَنْهُ .............."

في الهامش تجد التفسير كاملاً .

إذاً فالذي نخلص منه من هذه الآية هو وجود ملائكة سماهم القرآن "بالمعقّبات" وظيفتهم حفظ الآدمي من "أمر الله" ، بحيث إذا جاء أمر الله تحول هذه الملائكة دون وقوعه حسب تصريح الآية .

أي

أن هناك أمر لله ، و ستقوم هذه الملائكة بحفظ هذا الآدمي منه !!!!

لقد وضعت علامات التعجب لأني لا أفهم كيف تمنع هذه المعقّبات أمر الله من النفاذ و تحول دون وقوعه ؟؟!!!!

خصوصاً إذا وجدنا القرآن يتباهى بقدرة الله و مشيئته النافذتين أبداً حسث يقول :

"هو الذي يحيي ويميت [COLOR=Blue]فاذا غافر 68

"انما امره اذا [COLOR=Blue]اراد شيئا يس 82

"بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [COLOR=Blue]وَإِذَا قَضَى أَمْرًا البقرة 117

"قالت رب انى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء [COLOR=Blue]اذا قضى امرا آل عمران 47

"انما قولنا لشيء [COLOR=Blue]اذا اردناه النحل 40

"ما كان لله ان يتخذ من ولد سبحانه [COLOR=Blue]اذا قضىص 35


الآيات السابقة جميعها شرطية ، و جواب الشرط فيها يقرر وجوب وقوع إرادته و قضائه ، و لكن كيف سيقع هذا الأمر إذا كان هناك ملائكة تحول دون ذلك ؟؟؟

و هنا تخطر في البال أسئلة عديدة :

هل لهذه الملائكة قدرة على رد أمر الله ؟

هل حازت هذه الملائكة على الحؤول دون تنفيذ أمر الله بأمره أيضاً ؟

أي هل هو الذي أمرها لتحول دون تنفيذ أمره !!!

أليس هذا تناقضاً ؟

هل يمكن أن يأمر الله أمراً و يأمر ملائكة لتحول دون تنفيذه ثم يقول لنا أن أمره نافذ دائماً و أبداً و في طرفة عين و يريد منّا أن نصدقه ؟؟!!!

أليس هو من يقول "وما امرنا الا واحده كلمح بالبصر" القمر 50

هل نصدّق نفاذ أمره أم حؤول الملائكة "المعقّبات" دون ذلك ؟؟؟


مجرد أسئلة .


تحياتي




الهامش :

هنا تجد النص الكامل لتفسير ابن كثير للآية 11 من سورة الرعد