نفي النفي هو صواب

لم تفلح محاولاتها بالعزوف وما أراد قلبها أن تفلح
لم ترفض نقطة اللقاء وماشاءت الأقدار أن ترفض
لم تصدق العين مارأت ولا اعترف العقل بالحقيقة
لم تنزف اليد إلا رائحة طيبة وما أدركت أنها عاشقة
لم تستسلم فحسب بل ذابت بخلاياه وماخلت مكانها سوى أملا
لم تتحدث منذ ذاك وما نَفع كلامها بعد بكائها
لم يكن بكاء حزن ولا بكاء ألم بل سعادة ونشوة
لم ترد أن تترك يده ولا أراد أن يتركه الإحساس
لم يحدث أكثر من ملامسة ولا تحقق حلم قديم
لم يزل هو يبحث عن لقاء آخر ومازالت هي تتحس دفاه

قصة حبيبين (مش أغنية كاظم الساهر) أرادا أن يحبا بعضهما، ولم تسمح لهم الظروف بذلك
بل إن مامنع اللقاء الكثير من الأمور التي لاتحصى
أقول لاتحصى وأعنيها ياأصدقاء
وأنا بطبعي أعني ماأقول........ وإن قلت شيئا يبدو أني لاأعنيه فبالتأكيد هو عكس ماهومكتوب ......... أي أمر واضح
لكني لاأكذب ولاأحب الكذب
هذا لايعني أني لاأكذب بل إني ربما أحيانا أضطر لأن أكذب
لكني ماأزال لاأحب الكذب ولاأجرب أن أكذب
فإن فلتت مني كذبة ما تكون إما بتأثير الظروف أو بتأثير الإدرنالين أو أنه فعل انعكاسي لاعلاقة لي به مطلقا
أما الإخفاء فهو لايعتبر كذبا
تقول إحدى كاتبات عصرنا الرائدة أنه من الأفضل أن لانجيب على سؤال سوف بالتأكيد نكذب فيه
وأنا أواقفها
لذلك لاأسأل الأشخاص أسئلة أتوقع منهم أن يكذبوا به...... فالأفضل أن لاأعرف نهائيا على أن أعرف غير الحقيقة

نعود لهذين الحبيبين
ولماذا الأسباب كثيرة تلك التي منعت لقائهما........ أو بالأصح التقائهما للأبد أو حتى لأبد حتى إشعار آخر
فأنا لم أعد أؤمن بالأبد
لن أتطرق لموضوع الأبد وإلا سأحتاج مئة صفحة قد لاتسعد طارق بن القداح
لكن هذين الحبيبين قد منعت لقائهما أمور حصلت سنة 570 للميلاد
أو ربما قبل ذلك............ ربما 0 للميلاد
لكنها بدأت عندما قرر البشر أن يؤلفوا الأديان
وأي أديان...........
قد اخترعوا وابتكروا المئات بل ربما أكثر....... ثم قرروا أنها كثيرة فأعادوا النظر (بعد اجتماعات طويلة مع الرب الإله احتاجت آلاف السنين) وأنقصوها لتصبح عشرات وثلاث منها سماوية لاتعترف إحداها باثنتيها ولا أخرى بإحداها
ثم وقف في طريقهم المكان........ فلا مكان اللقاء كان مناسبا ولانغيره كان مناسبا
ثم الزمان........ فلا عرفوا متى يمكن أن يكون اللقاء ولا إن كان سيكون
أصلا......... لقائهم أو بالأصح تعارفهم كان في الزمان الغير مناسب
فبذلك أنقصوا فرصة الحب واحد
فجربوا المستحيل ....... لكي يتحايلوا على الزمن وأن يجعلوا الأمر يبدو كقدر مقدر عليهم
لكن هذا لم يفلح أيضا....... ففي يوم من الأيام وهكذا دون سابق إنذار اختفى أحد الطرفين من المكان ولعبت الظروف كلها ضد أن يعاود ظهوره
أو ربما هو (أحد الطرفين) لم يرد هذا
ثم مضت الأيام واستمرت الحياة وفات الأوان
عندما مجددا التقى العاشقين (مثل أغنية ماجدة الرومي -من زمان- وأغنية فيروز -كيفك أنت ملا أنت-)
وعاد الحب أكثر التهابا بينهما لكن الوقت كان قد فات من ناحية كليهما
فاستسلموا للواقع الذي حدث ووقع
وقرروا أن يستمروا في الحياة دون هدف
سمعتم بالحياة دون هدف؟
إن أكثر العلمانيين والمحدين تحديدا يعانون من نقص في الأهداف رغم معرفة هؤلاء بأكثر الحقائق المخفية في هذا الكون الفسيح
ورغم توسع مداركهم العقلية واستيعابتهم الفهمية
لكنهم يعانون أشد المعاناة من الإحباط الذي سببه -اللا هدف-
وفي بعض الأحيان ينتهي بهم الأمر للانتحار
هكذا كان حال هذين العاشقين (من جنسين مختلفين على فكرة....كي لايخطر ببال أحد أنهم من جنس واحد ... يعني ربما يخطر... هكذا الإنسان كثير الآثام والظنون)
حالهما أنهما ينتميان لمجتمعين ومكانين وزمانين مختلفين
لكنهما يشتركان بكل ماتبقى

تحياتي لهذا الأربعاء الجميل الرائع