ان الفلسفة بالنسبة لفوكو لم تعد نشاطا نظريا موسوعيا يضبط المعاني النهائية والغائية للوجود والممارسة البشرية، بقدر ما اصبح تشخيص وتفكيك ونقد، تنشا وتنمو على هامش مجالات البحث وميادين التحليل. يقول فوكو ( لقد مرت الفلسفة المعاصرة وتجاوزة حقبة سارتر وميرلوبونتي، حيث كانت على نص فلسفي ما، او نص نظري ما، ان يعطيك في النهاية معنى الحياة والموت ومعنى الحياة الجنسية، ويقول لك هل الله موجود ام لا، وما تكونه الحرية، وما ينبغي عمله في الحياة السياسية، وكيف تتصرف مع الاخرين الخ.... ).

ان السؤال الذي يصوغه فوكو على اساس ذلك بقوله ( ما هو الشيء الخالد وسط هذا العالم الذي يفنى فيه كل شيء، ومن نحن المحكوم علينابالموت، بالنسبة لذلك الشيء الذي لا يفنى ؟). كما يرى فوكو ان الفلسفة منذ القرن التاسع عشر، تقترب اكثر من السؤال عن ماذا يجري حاليا، ونحن الذين لعلنا لا شيء غير ما يجري حاليا، لا اقل ولا اكثر؟ لان الفلسفة هي مسألة الحاضر الذي هو نحن، لهذا نرى الفلسفة اليوم سياسية كلها وتاريخية كلها. انها السياسة المتداخلة في التاريخ، والتاريخ لا غنى عنه للسياسة).
كما يوضح فوكو للدور الجديد للفلسفة كتشخيص للحاضر... بقوله ( اذا ما كان ثمة، على وجه الاحتمال، نشاط فلسفي مستقل االيوم، ووجدت فلسفة لا تكون مجرد نوع من النشاط النظري الداخلي للرياضيات او اللسانيات او الاثنولوجيا او الاقتصاد السياسي، اذا كان ثمة فلسفة مستقلة، متحررة من كل هذه الميادين، امكننا تعريفها على النحو التالي: بانها نشاط تشخيصي. بان يشخص المرء الحاضر معناه ان يقول ما هو حاضر، ان يقول فيم يختلف حاضرنا، اختلافا جذريا عن كل ما عداه، اي عن ماضينا، ولربما كانت هذه هي المهمة الموكولة للفلسفة الان ).

اما بالنسبة لجيل دولوز فهو يشير في كتابه ما هي الفلسفة ...
( ان الفسلفة هي ابداع المفاهيم. لم تعد الفلسفة معرفة المبادئ الاولى، ذلك التعريف الاغريقي الارسطي، الذي لم تزعزعه اعتى ثورات العقل وانعطافاته الكبرى.....).

حيث يرى ان لا وجود لمفهوم بسيط. كل مفهوم يملك مكونات، ويكون محددا بها. للمفهوم اذا رقم. انه تعددية، حتى وان لم تكن كل تعددية مفهومية. لا وجود لمفهوم احادي المكون.....