اقتباس:طهران تنفذ الإعدام بعربيين أحوازيين
عنوان مغرض ، يضع الإطار أولا ، ثم يمزق الصورة حتى تتلائم وهذا الإطار .
مجموع الإعتراضات التي ذكرت في هذا الموضوع تنطلق من عدة أمور :
أ- افتراض أن العرب كتلة واحدة . وهذا وهم غرسه في لاوعينا " صوت العرب " قديما .. والناصرية والبعث ، حتى بتنا نرددها وكانها مسلمات خارج النقاش .
على سبيل المثال ، عندما تتحالف الكويت أو السعودية أو قطر مع الولايات المتحدة ضد العراق ، لأن في ذلك خدمة لمصالحها السياسية ، فهي هنا تسمى : " خائنة " ، " ذيل من أذيال الغرب " ... إلخ . كل هذا لأن هناك مسلمة فوق النقد ، وغير مطروحة للنقاش أبدا .. تقول : " أن العرب كتلة واحدة " . تضرب هذه المقولة بكل الحدود السياسية عرض الحائط وتلغي الواقع تماما ، لتذيبه في مثال : " الوطن العربي ، والأمة العربية " .
ب- التشكيك في إسلامية إيران ، من منطلقات غير مبررة أبدا : كعدم التحدث بالعربية ، وإعدام مجرمين تصادف وأن كانا عربيين قاما بتخريب في إقليم إيراني ، يقطنه العرب .
أنا لا يهمني مدى صدق الدعوى الإيرانية ، في أنها جمهورية إسلامية . كل ما يهمني هو كيفية سلبها هذه الصفة لعدم ممارساتها العروبية .
لعل الشيء الوحيد الذي نجح فيه الفكر العربي المصري والشامي* ، هو تزويدنا بالكثير الكثير من المسلمات ، بدل تقليصها .
* وصف الفكر بأنه عربي وشامي أو مصري ، لا ينطلق من اعتبارات عرقية أو عنصرية .. بل هو تحديد منهجي ضروري . فالشام ومصر كانتا قبل قرن ونصف ، مركزا للفكر العربي ، يهرب إليها كل من يريد حرية التفكير والبحث . وهي بهذا المعنى تكتسي طابعا زمانيا ، أكثر منه مكانيا .. فعبد الله القصيمي- وهو من أصول نجدية وهابية ، يصبح بهذا المعنى منتميا للفترة الشامية - المصرية للفكر العربي . كم أن أشعار أبي القاسم الشابي - وهو من بلاد المغرب العربي، تدرس في هذا الإطار على أنها تنتمي لتلك المحلة .
تنتهي هذه المرحلة في منتصف القرن الماضي عندما بدأت حركات الإستقلال ، وبدأت كل دولة تنمي مسلكها الخاص .. لتنفرط سلسلة الفكر العربي إلى : فكر مصري ، شامي ، مغربي ، خليجي .. ومع تقادم الزمان يصبح التخصيص أشد ضرورة .
لأضرب مثال على ذلك : أنا كخليجي لا أجد فرقا عندما أقرأ رواية لأحلام مستغانمي تعكس واقع الجزائر ، او رواية لمؤلف غير عربي يعبر عن مجتمعه .. في كلا الروايتين ، أحس أن مقروئي ينتمي لآخر ، لا يمثل أنانتي - والأنانة هي قولك " أنا أنا " كما يعملنا ابن عربي .
شكرا