الأستاذ / الصفي
كتبت
( الاية الوحيدة التي ذكرت قصة زيد هي التي اوردتها. و هي تثبت بان الاية نزلت بعد ان تزوج النبي(ص) السيدة زينب.
اين الاية التي زوجته منها ؟ )


الآية التي زوجته منها هي هذه الآية التي نحن بصددها
ولكن حضرتك فهمتها علي نحو مختلف ودعني أوضح لك
حضرتك تفترض أن صيغة الماضي تمحض الفعل الماضي للزمن الماضي فقط وهذا غير صحيح فصيغة الماضي يمكن أن تأتي للحال وللاستقبال أيضا إذا حفت بها قرائن من السياق توضح زمن الفعل
مثالها ( غفر الله لك ) فهذا زمن ماض ولكنه لا يدل علي الماضي بل علي المستقبل إذا قصد بالجملة الدعاء
وقد ينصرف الماضي إلي الحال إذا قصد به الإنشاء كــ ( بعت واشتريت ) وغيرها من أفعال العقود مثل ( زوجت ) فأنت في السوق تقول : ( بعتك كذا بكذا ) بصيغة الماضي وأنت في الواقع تبيع الآن فيقول لك المشتري : ( اشتريت ) بصيغة الماضي رغم أنه يشتري الآن
وكذلك في الزواج يقول ( المأذون )علي لسان الزوجة أو وكيلها ونحن نردد وراءه ( زوجتك موكلتي علي مهر كذا ) بصيغة الماضي وهو يقصد إنشاء الزواج الآن في الحال فيقول الزوج أو وكيله : ( قبلت ) بصيغة الماضي أيضا وهو يقصد قبول إيجاب الزوجة في الحال الآن ... وهكذا
فإذا نظرنا إلي القرائن الحافة بالآية المشار إليها فهمنا أن قول القرآن ( زوجناكها ) معناه انصراف الزمن النحوي للفعل إلي الحال وليس المضي .. لماذا ؟
لأن الأحاديث التي أوردتها لك توضح أن السياق ليس سياق الماضي فزينب بنت جحش قامت إلي صلاتها تستخير كما هو واضح فكان الرد علي الاستخارة هو تزويجها من الله كما وضح الحديث الآخر فمعني ( زوجناكها ) الإنشاء هنا وبالتالي يستطرد الحديث أن الرسول محمد دخل عليها بدون إذن منها لأنها زوجته من فعل الله الذي زوجه إياه وليس من فعل بشري و إلا فكيف تفهم ( زوجناكها ) ؟ هل أن الرسول محمد عقد عليها وفعل باقي أمور عقد النكاح ؟ الواقع أنه لم يفعل لأن عقد النكاح تم من الله حسب النص
والحديث التي تفخر به علي زوجات الرسول أنها تزوجت من السماء يوضح ذلك أيضا


وعذرا فقد نسيت أنك تنكر الأحاديث حتي لو كانت في البخاري ومسلم ولكن يمكن أن تعتبرها علي الأقل مما يجري مجري التاريخ

أما الزميل ( زيو حسام ) الذي أيدك فيما ذهبت إليه فلا عذر له لأنه ليس من منكري الأحاديث فيما أعلم واستغرابي أنه أيدك فيما ذهبت إليه رغم اختلاف منهجيكما



كوكو