اقتباس:الحروب التي انفجرت فجأة لم تكن مصادفة، و الشر ليس صدفة أيضا ، إنها حقيقة موجودة بيننا من زمن ، لكن تفجيرها بهذا الشكل الفظيع جعلنا لأول مرة نتلمس بواطن الشر الرهيبة التي تظهر اليوم على شكل قتل و إرهاب . ستيفن لونورمان .كاتب و سياسي بلجيكي .

المحترم نيوترال .
يجب ألا يغيب عن بالنا أننا نعيش و نتحاور خلال مجتمع متخلف مهزوم ،وهو يحمل في ملامحه كل تضاريس المحنة و احتقانها ، نعم لدينا مجتمع متهرئ و لكن ليس لدينا مجتمعا غيره ، بل لهذا السبب تحديدا فدورنا هنا و هنا تكمن الرسالة .إن مكان الطبيب حيث يكون المريض لا السليم ، فالصحة لا طبيب لها !.
إن العقل السلفي غير قادر على التفكير الموضوعي لأنه يعيش بالنص و يفكر به و لكنه لا يفكر فيه ولا يطرحه قط للحوار ، إن التكفير و التخوين و التصايح كلها سلاح المفلسين و المساكين . إنهم رغم كل الحيل الشعورية و اللاشعورية يدركون و لو بشكل مبهم أنهم منهزمون في كل مكان في هذا العالم و أنهم يخسرون معركتهم حتى قبل الشروع فيها ،إنهم يدركون ولو بشكل مبهم أنهم ينتسبون لماضي البشرية و ليس لمستقبلها ، لأمراضها و ليس لصحتها ، و كثير منهم يعلم أنهم ينفردون بمشروعهم الدموي و يغردون خارج البشرية .
سنكون في حاجة لكل أنواع المخدرات كي لا ندرك أننا في مواجهة عالم جديد و خطير ، عالم لن يكون فيه متسع للجميع ، عالم أشبه بقارب النجاة و أن البقاء .. مجرد البقاء سيصبح امتيازا لمن يقدر على تعديل أوضاعه كي يلحق بهذا العصر ،و هم غير قادرين على ذلك و لهذا تتناثر جثثهم في كل شوارع العالم أو تتعفن في المساكن العشوائية على أطراف المدن المنتهكة .
حديثك عن اتهام الإسلاميين (حزب الهلال) لنا بالأمركة و غيرها من التهم البائسة المضحكة الكسولة يذكرني أن السلفيين كانوا يتهموننا بالشيوعية على نفس الأفكار عندما كانت علاقتهم بالأمريكيين سمن على عسل كما لو كانت أمريكا ابنة الله البكر ، نعم نفس الأفكار مثل التسامح الديني و حقوق المرأة و التسليم بالعلم كمرجعية معرفية و رفض الطائفية و المذهبية الضيقة و الخرافات ، أي كل ما يتهموننا به كمتأمريكين كانوا يرونه شيوعية كافرة و العياذ بالله ، فهل رأيت حماقة كهذه ؟.
إننا لا نمثل الأغلبية بل نكاد نكون أقلية صغيرة ، و لكننا مهتمون بمصير الناس و نفكر لهم و من أجلهم بينما يعتقد الأصوليون أنهم هم أنفسهم الحل لهذا لا يفكرون لأحد بل لا يفكرون مطلقا ، فالتفكير معصية ، فقط الكراهية في الله هي الدين و به يثابون .. يثابون للكراهية ، فمن يريد جنتهم المجدبة ؟.
إننا غرباء في هذه المدينة و العقل غريب و الله غريب .. البلاهة تجلس وحدها على العرش و تعبد كرب الزمان .

الزميل المحترم Relative
تحية و شكرا على اهتمامك ، و يسعدني دائما أن تتواصل معنا بتعليقاتك و ملاحظاتك ، إنني في بداية العرض و لهذا فربما لا يكون الشكل العام متضحا بعد ، مثلا عرضي لتاريخ الصراع بين الليبرالية و الدين لن يقتصر على فلاسفة القرن 17 ، و هو مدخل طبيعي لاستكشاف العلاقة الحالية و المستقبلية بينهما.
أركز على الصراع الليبرالي المسيحي لأن القانون العام هناك ، فنحن يا عزيزي مستهلكون للعلم و للحضارة و للنظم التي ينتجها الغرب ، إن بحثي عن دور الدين في مجتمع العولمة يعني بحثي عن دور الدين في كل مجتمع بشكل أو آخر ،و أرجوا أن يتوفر لنا من مداخلات الزملاء ما يتناول مستقبل الدين في عالم شبه ليبرالي عربي قادم بلا شك . إن الخصوصية التي ندعيها يدعيها جميع الأصوليون في كل مجتمع ،ولو عشت في أوروبا منذ 300 سنة لوجدت أن هناك من يؤكد أن المسيحية هي دين و دولة فجون لوك هو أول من رفض بوضوح النظريات التي كانت سائدة في عصره و التي كانت تروج لوجود مصدر إلهي للحكومات البشرية سواء من حيث طبيعتها أو القوانين التي تعمل بها تلك الحكومات ، وقد نشر لوك مقالين هامين عن الحكومة عام 1690 هاجم فيهما نظرية الحق الإلهي التي روج لها الأصولي الأنجليكاني روبرت فيلمر ، ويمكننا أن نتصور أن فيلمر لو كان بيننا الآن لرفع الشعار الأصولي ( أن المسيحية دين ودولة ) و أن ( المسيحية هي الحل ) ! وهكذا نجد أننا نكرر تاريخ أوروبا المسيحية و لكن بعد 300 سنة كاملة و أن خصوصية الإسلام التي نصدع رؤوسنا بها هي نوع من الخداع الذاتي . إن فكرة أن الإسلام دين ودولة هو نوع من الدعاية السياسية التي تفتقد أي سند تاريخي و الدولة الإسلامية كانت دائما دولة مدنية يحكمها ملوك وسلاطين لا يختلفون في شيء عن غيرهم حتى في الشعوب الوثنية ،ولم يعرف المسلمون دولة دينية قبل دولة الخوميني في إيران ،وهي في النهاية مشروع شيعي تراثي مؤجل منذ 1400 سنة قفز من كتب التاريخ إلى زمن آخر يراقبه بدهشة و فزع .
يا عزيزي .. ابن رشد و ابن سينا و غيرهما من الأبناء الكبار للتراث الإسلامي هم بؤر منعزلة لا امتداد لها ، هم خارج السياق و النسق الفكري السائد ، هم أشبه بالموانئ المهجورة لا يقصدها أحد سوى الباحثين عن الحفائر ، الحضارة هي خطاب عام و ليست لحنا خافتا منعزلا هنا و هناك لا يكاد يبين . منذ فشل ثورة المعتزلة و هيمنة السلفية الأشعرية ورمزها حجة الإسلام الغزالي على العقل المسلم توقف المسلمون أن يكونوا مفكرين و غرقوا في سبات عميق حتى أيقظهم الأوربيون فيمن أيقظوا على صوت القنابل و هي تنهال على رؤوسهم اليابسة ، و بعد يقظة قصيرة عادوا إلى أحلامهم السعيدة وواقعهم المرير .
عن اليابان و تجربتها مع الحداثة هناك مداخلة طويلة في شريط آخر هو (مستقبل الليبرالية في العالم العربي ) الذي أشرت إليه سابقا و أرجو أن يكون لديك وقت لمطالعته .
في النهاية سيكون لنا بعد الإنتهاء من طرح المادة الأساسية وقتا لمناقشة كل النقاط بشكل مستفيض .
خالص تقديري .

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	كيف يرى السوريون مستقبل بلادهم؟ -- ممنوع دخول الجنس الثالث	الملكة	13	3,357	04-27-2012, 03:18 PM آخر رد: السلام الروحي
	كيف ترى مستقبل الحرية في العالم العربي ؟.	بهجت	20	7,088	03-12-2012, 05:58 PM آخر رد: بهجت
	مستقبل الجزيرة العربية في زمن الاحتكارات - عبد الله النفيسي	عبادة الشايب	2	1,346	12-22-2011, 09:47 PM آخر رد: Rfik_kamel
	سقوط العالم الإسلامي نظرة في مستقبل أمة تحتضر	vodka	6	5,083	07-25-2011, 01:36 AM آخر رد: بهجت
	هل الدين شر محض أم فيه خير ؟	Sniper +	6	1,827	11-20-2010, 05:15 PM آخر رد: ماجن