تحية...

خضعت مرة لعملية جراحية "بسيطة" و أصابني ما يصيب البشر عادة من قلق و خوف من التخدير و "القص" و اللزق..الخ..قادني الطبيب الى غرفة العمليات و هو يحدثني عن أشياء عامة, طبعا كان يطبق معي ما تعلمه في الجامعة في مجال تطمين المريض, من سوء حظي كانت غرفة العمليات مشغولة بحالة طارئة فقد بدؤا للتو بإجراء عملية قيصيرية لسيدة , فأنتظرت مع "جلادي" طبيبي في غرفة مجاورة ريثما تنتهي "القيصرية",إزداد قلقي و توتري و أنا أشاهد الداخلين و الخارجين الى غرفة العمليات بعضهم يحمل مشارط و سكاكين و بعضهم أوعية و طناجر و قناني أحد الداخلين و كان مسرعا صرخ بأعلى صوته على طبيب التخدير أن لا ينسى "دق الشدة" مساءا ,قرأت أحدى المعوذتين لأنني لا أحفظ الثانية جيدا, من هول ما أرى و زاد توتري و قلقي ,طبيبي الذي يجلس معي لم يدعني بسلام أيضا فقد بدأ يحدثني عن شقيقه العاق الذي هرب من "العسكرية" بعد أن ترك الدراسة و "دبر" له مليون واسطة حتى مشي الحال و بعد أن مات والدهم أستولى هذا الأخ العاق علىكل شيىء "بالبلص و السلبطة" بس وين بدو يروح مني, ثم سألني أن كنت أعرف محاميا شاطرا ليوكلة ضد هذا الأخ العاق ,كنت شاردا أتخيل نفسي مبطوحا على الطاولة المعدنية و هؤلاء الأوغاد يلعبون "الطرنيب" فوق جثتي,عدت الى رشدي مع سؤال الطبيب عن محام قلت له نعم أعرف..لدي صديق محامي "أخو أخته",و كنت أجاملة ليخفف من وطأة مبضعه على جسدي ,قال الطبيب حسنا بعد أن ننهي العملية تعطيني رقمه بدي شوف أنا "ولا هو" ثم زفر في وجهي من حرقة قلبه....و هو يسب و يشتم كل شي اسمه أخويه.
فتحت عيني على صفع شديد على وجهي و هز أشد من كتفي تمعنت بالمنظر المغبر الذي أمامي كان طبيبي يحاول أيقاظي من البنج و ما أن فتحت عيني حتى قال بسرعة "بدي رقم المحامي بسرعة لا زم أخرب بيتو لهلواطي"

لا يوجد علاقه بين هذا النص و اللقاء...و من أراد أن يوجد علاقه..فله ذلك....

سأعود سريعا..