ياريموتا (f)(f)
اقتباس:طبعا كل ذلك منقول عن ابن عساكر.
لكن سؤالي الآتي .. ما هو دين ابن عساكر?..هل هو مسيحي و يكتب بحيادية ..?
ايضاً انت قلت انها فتوحات و حروب, اي بمعنى اخر انها لم تكن هداية و لم يكن ل الكتاب المقدس اي شأن في نشر الرسالة السماوية كما كان الأمر في بداية الدعوة الاسلامية '' هجره المسلمين ل المدينه و اعتناق ابناء المدينه للاسلام عن طيب خاطر و من دون اجبار''.
هل كان الترهيب ام الترغيب طاغيا في هذه الفتوحات ?..
هذا الكلام مزعج لي جداً ولكني سأمتص الصدمة وأجيبك بهدوء
طبعاً إبن عساكر وغيره مؤرخون مسلمون ولكن هل من الضروري أن يكونوا مسيحيين حتى يكتبوا بحيادية؟ يعني هل هذه رواية لأحداث وقعت أم نظرية تحتمل آراء مختلفة؟ هل تشكين بكل ما ورد إلينا من التاريخ عن طريق المؤرخين المسلمين لمجرد أنهم مسلمون؟
أيضاً: هل لديك رواية تاريخية مختلفة؟ المسيحيون في بلاد الشام على درجة عالية من العلم والثقافة منذ القدم ولا بد أن فيهم مؤرخون حفظوا التراث ودونوا الأحداث - وكانت الأديرة والكنائس تقوم بمهمة حفظ الثقافة والعلوم الإنسانية ومنها التاريخ- فأين التاريخ الذي كتبوه عن تلك الفترة؟
طبعاً هي فتوحات وحروب - ولكن الأمر لا يختلف كثيراً عن حال انتشار الإسلام في المدينة - وهدف الحروب هو كسر مقاومة الجيوش والقوى العسكرية التي تمنع المسلمين من تبليغ رسالتهم للناس وليس أبداً إجبار الناس على الإسلام - الترهيب موجه إلى الجيوش وليس إلى السكان ، وزمن الحرب قصير جداً مقابل زمن السلام الذي تلاه - طبعاً لكتابنا المقدس (القرأن) الدور الأعظم في دعوة الناس إلى الإسلام - وهو ما حصل بعد زمن السلم الطويل الذي تلا معارك الفتح القصيرة - ولكن الكتاب المقدس لا يمكن الدعوة إليه (أو التكريز به) أثناء المعركة - بل قبلها أو بعدها - ولا يمكن التكريز به إذا كان الجيش يمنع وصوله إلى عموم الناس الذين يسيطر عليهم
لم يكن الترغيب ولا الترهيب طاغياً في الفتوحات بل كانت الرسالة التي وصلت إلى الناس فمنهم من أخذ بها ومنهم من أبى - والدليل هو مسيحيي بلاد الشام الأرثوذوكس الباقين حتى اليوم
ومجموع الجيوش الأسلامية أثناء الفتح الإسلامي لا يمكنها مجتمعة أن تسيطر على مدينة واحدة كبرى مثل دمشق إذا ثار أهلها عليهم، فكيف بالعدد القليل جداً الذي كان يبقى في المدينة بعد أن يغادرها الجيش الفاتح عائداً إلى المدينة المنورة أو مكة المكرمة أو متجهاً لفتح بلاد أخرى كالهند والعراق - لا أريد أن أذكر لك مجمل تعداد الجيوش الأسلامية لدى فتح الشام والعراق وفارس ومصر وشمال أفريقية في السنوات العشر الأولى من الفتح - بل أريدك أن تبحثي في المراجع المسيحية الصادقة والحيادية عن هذه المعلومة - وبإمكانك إيجادها عبر الإنترنت - ثم أريدك أن تشرحي لي بأي منطق تهدأ كل هذه الشعوب التي فتحتها الجيوش الإسلامية - مع أن عدد أفرادها قليل جداً جداً بالنسبة لملايين الناس من هذه الشعوب - وأنهم لو كانوا يعتمدون السطوة والترهيب لما استمروا مئات السنين في تلك البلاد مع كراهية من أهلها.
نعم - دخل الناس الإسلام عن طيب خاطر - ومن لم يطب خاطرهم بذلك فقد استمروا على أديانهم الأصلية وذرياتهم باقية إلى الآن
والله متم نوره ...