{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
كيف يمكن أن نحتفل بعيد ميلاد ماس؟
mass غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,041
الانضمام: Nov 2002
مشاركة: #30
كيف يمكن أن نحتفل بعيد ميلاد ماس؟
[CENTER]( 13 )

صمت الحكمة
سراب

[/CENTER]

أنهيت حمامي سريعا و بدأت في ارتداء ملابسي ....... نظرت في المرآة لألقي نظرة أخيرة على تأنقي .... تدخل لي والدتي
- إيه ده عريس يا ناس ...
- (أبتسم خجلا) مش للدرجة دي !
- لا ... أنت متحفلط النهاردة .... رايح فين؟
- لا عندي ميعاد مهم عزومة غداء
- آه ... عازم و لا معزوم
- عازم
- شكلها إيه ؟!
- العزومة ؟!
- (مبتسمة) أيوه
- بشنب
- كذاب .... اسيبك علشان ما أزعلش منك
- لا يا أمي .... حقيقي عزومة جادة ما فيهاش حاجة
- بس أنت متوضب قوي ..... زي ما يكون رايح فرح
- يعني بقالي كتير بمشي مبهدل ....(ضاحكا) ما ينفعش يوم أبقى فيه بني آدم زي باقي الناس
- (تضحك بسخرية من كلماتي ... أنها لا تصدقني) خلاص بس أنا خايفة عليك من الحساد
يدق جرس التليفون .... جاءت مبكرة عن موعدها عشر دقائق كاملة .... هذا بعيد عن عادتها فهي دائما تتأخر كثيرا و تعشق أن ينتظرها الآخر لا أن تنتظر هي.

نزلت سلالم المنزل ببطء شديد على عكس عادتي .... وصلت إلى مدخل البيت لأجدها خارج العربة واقفة تنظر إلى المدخل وقفت أنا في المقابل للحظات قليلة مشدوها لجمالها اليوم .... فقد ارتدت أجمل فساتينها ... شعرها أخذ شكلا آخر غير الأمس أنها متأنقة بحق ..... لقد شحذت كل أسلحتها الأنثوية لتملكني ثانية أنها تستعرض نفسها أمامي كأنها تقول لي ها أنا لقد ابتعدت عن كل هذا طوال هذه المدة السابقة .... شددت على يدها مرحبا وأنا أحاول التحكم في كل نبضة في داخلي .... طلبت منها الجلوس على المقعد الآخر لأتولى قيادة العربة بدلا منها .... ابتسمت في دلال مبالغ و ذهبت للجانب الآخر في شكل استسلامي أثار ابتسامة عريضة على شفتاي انطلقنا في شارع "9" متوجها إلى أحد المطاعم الأمريكية الشهيرة و عندما وصلنا جاءتني فكرة مجنونة ...
- إيه رأيك ناكل في البيت؟
- تعرف أني كنت هقولك نفس الكلام ..... خلاص ناخد الأكل تيك أوي و نروح نأكل هناك ... أنا عارفة انك مش هتتكلم براحتك طول ما في ناس حوالينا.
- (نظرت لها مبتسما) زي ما أنتي .. بتاخدي الكلمة من على طرف لساني
ركنت العربة و توجهنا سويا إلى مدخل المطعم .... توقفنا أمام لائحة الطعام المعلقة أعلى عاملة الكاشير .... نظرت خلفي لها قائلا: -
- أنا هاخد محشي ورق عنب و كفتة وعيش بوري و أنتي هتاخدي أيه !
- (انتظرت قليلا و عينها تتجول في لائحة الطعام) طيب أنا هاخد زيك عيش بوري و ورق عنب بس مش هاخد كفتة ... هاخد شيش طاووك.
طلبت من العاملة الطلبات .... التي تعاملت معها بآلية شديدة و ذكرت لي الحساب و هي تعطيني الإيصال اللازم للذهاب إلى مكان استلام الطلبات ....
توقفنا أمام عامل المطعم انتظارا لتجهيز الطعام ... كانت صديقتي تتلفت حولها باهتمام شديد تراقب الجالسين ... فهذه عادتها، تعشق مراقبة الآخرين في نظراتهم لبعض ... تعشق اكتشاف الآخر خصوصا العاشقين .. فهي تستطيع أن تحدد بدقة غير عادية المحب الحقيقي و الكاذب من نظرة عينيه ..... موهبة أحسدها عليها دائما.
- بص ... في الترابيزة الثالثة على اليمين مين قاعد هناك .... صديقك اشرف ومراته ... لا دي مش مراته .... دي واحدة تانية.
- نظرت لها ضاحكا ..... دي أخته الصغيرة .... نأبك طلع على شونة (و أخذت أتصنع الضحك ... لقـد كذبت عليها ... هذه ليست أخت صديقي بل هي زميلته في العمـل .... آه هذا الرعديد لم يتعلم من تجارب الماضي ... مازال يعيش حياة العزوبية .. رغم زواجه الذي أستمر إحدى عشر سنة .... أنا أعرفه يعشق زوجته عشقا غير عادي ولكنه مازال يهوى عيشة "الدون جوان" ... شعره الكستنائي اللامع المحلي بشعيرات فضية على الجانبين أعطته جاذبية فوق جاذبيته المشهور بها في صدر شبابه فهو متحدث لبق أخاذ ... ذو وجه منحوت حاد لكنه ناعم يذكرك بنجوم السينما العالمية فور أن تراه فملامحه أوروبية أكثر منها شرقية بسبب والدته ذات الأصل الإيطالي .... آه أشفق على زوجته المتيمة به)
- ما تيجي نسلم عليه
- لا ... مش وقته خلينا في نفسنا النهاردة ( لا أريد إحراجه خاصة و إنني أعرف زميلته عز المعرفة .... واعرف كم هي تافهة رغم جمالها و ذكائها)
- أحسن برده خلي النهاردة لينا بس
- (ابتسمت بتلقائية اقرب إلى الآلية مؤكدا جملتها)
تم تجهيز الطعام و أعطانا العامل كل ما طلبناه في حقائب بلاستيكية عريضة مع جملته المعتادة في مثل هذا الوقت Bona Bettie.




[CENTER]( 14 )
إنها الآن تفتح بابا على مسرح الحـلم
تقذف داخل و خارج صمتها
تبدأ اللحن
تشدو
ولكنها
في وقت النشوة تذكر البارحة
إنا الآن ليست لي أو ....
ها هي الآن ... نصف يذوب
و نصف يجمع أشلاءه
وأنا في الصمت أمضي
أريد الذي لا أقوله
هو الصمت لعبتي الرابحة



انطلقت بالعربة مترددا إلى شقتنا الخاصة التي تعايشنا بها ما يقرب من سبع سنوات ..... ترجلنا للصعود على سلالم المنزل سبقتها ببضع خطوات قليلة و في يدي حقائب الطعام الساخنة ... أقدامي تهتز بشدة و أنا اسمع وقع خطواتها من حذائها .... وقعت في المصيدة يا عزيزي باختيارك ..... شيطان ضعفك تغلب عليك و اخترت ارض المعركة التي يمكن هزيمتك فيها بسهولة .... ستكون وحدك معها و ستوجه إليك كل ما تملك من أسلحة .... ما باليد من حيلة هذا كان اختياري و علي مواجهته بقوة و إصرار...

أخرجت مفاتيحي من جيبي و على غير العادة لم أخطىء اختيار المفتاح ... هل يقف القدر ضـدي أيضا؟!

فتحت الباب و أدرت مفتاح الإضاءة الخاص بالمدخل .... الشقة لم أدخلها منذ شهور لابد أن الغبار ..... ما هذا ؟! الشقة تم تنظيفها حديثا فهناك رائحة صابون معطر يملأ المكان ..... نظرت خلفي وجدتها تقف مبتسمة ...
- هو مفتاح الشقة لسه معاكي
- أيوه
- يبقى أنتي اللي وضبتيها
- أيوه .... إيه متضايق ؟
- لا .... بس المفاجأة .... إيه اللي عرفك أننا ممكن نيجي هنا تاني؟
- خمنت ممكن تعمل أيه .... كمان أنا عرفاك كويس مش ممكن هتتكلم براحتك وسط الناس ففكرت أني ممكن أخليك تيجي هنا لو حسيت بالحرج ... و متأكدة أنك أكيد مخليها مزبلة .... أنت كسلان .. وما بتحبش شغل البيت.
- معلش أنا عارف إني عذبتك معايا في الموضوع ده خصوصا أني مش مرتب زيك في البيت ... أوراقي و كتبي ممكن تلاقيها فكل حتة...
- أنت هتقولي ..... ده حتى الحمام ما سلمش من بهدلتك ... كتب في الحمام ... حد يصدق
- (ابتسمت لها آسفا على عشوائيتي التي أعتدت عليها فكل من حولي يتعذب منها)
- هات الشنط و خش اقعد جوه
- (آه عادت تمارس تحكمها مرة ثانية .... هذه مملكتها و هي تعرف ذلك و أنا دخلتها بقدمي و باختياري)
تدخل المطبخ و بدأ صوت الملاعق و الأطباق يعلو ... أدرت مفتاح التلفزيون واخترت إحدى القنوات الأجنبية التي تعرض أغاني الفيديو كليب على مدار اليوم و جعلت الصوت خافتا .... ثم عرجت على حجرة المكتب لأري ماذا فعلت بها فهي كانت مثل الغابة .. أوراق ملقاة على الأرض .... ديسكات كمبيوتر ..... كومبيوتري القديم المفكك تماما على ما أتذكر كان مقطع الأوصال كل جزء منه في جانب ... فتحت الباب لأجـد كل شيء قد تم إعادة ترتيبه .... حاولت بقدر امكانها أن تحافظ على علاقة الأشياء ببعضها ....حسنا ليس سيئا فهي محاولة جيدة منها وفرت علي وقت و مجهود كبير...لأتنبه على صوتها من المطبخ ...
- بقولك .... فين الزفت بتاعك
- عندك في المطبخ في الدرفة التحتانية
- طيب !
- الكاسات في مكانها
- عارفة !
- أنتي شغلتي الثلاجة ...
- ايوه من أمبارح

آه هذا هو مشوار "مصر الجديدة" يا عزيزتي ..... حضرتي إلى هنا لتستكملين خطتك الجهنمية الرائعة .... حسنا نقطة كبيرة لصالحك لا ليست نقطة واحدة بل عدة نقاط .... تغلبتي على نفسك في البداية ..... و أصبحت أكثر مرونة من ذي قبل بل و تفعلين كل ما كنت أطلبه منك في الماضي بسهولة و يسر شديد ... لماذا كل هذا التغير؟! لن أتعجل ..... الإجابة سوف تأتي أنا على يقين من ذلك، خرجت من غرفة المكتب إلى غرفة النوم ... لقـد أعيد ترتيبها أيضا هذا هو الجانب الذي كان مخصص لها في الدولاب .... ملابسها القديمة كما هي ... غريبة لم تلمسها ! .... فقط الجانب الخاص بي أعيد ترتيبه رغم أني نقلت أغلب ملابسي إلى منزل الأسرة.

- خلاص كل حاجة جاهزة ياله علشان ناكل
- حاضر جي
ذهبت بشكل آلي إلى حجرة الطعام الصغيرة بجانب المطبخ ....فالحقيقة لم تكن حجرة طعام بل هي جانب من غرفة المعيشة خصصناه للأكل و فتحنا نافذة في الحائط بين هذا الجانب المقتطع و المطبخ ليتكون بار أمريكي كما يطلقون عليه، الطعام مرتب على المائدة بعناية شديدة .... و هي بكامل ملابسها ما عدا الحذاء الذي خلعته لتكون أكثر حرية في حركتها و تقف حافية القدمين، خلعت الجاكت الخاص بي .... فقد كنت جوعان بالفعل ... فرائحة الطعام شهية ... و إفطاري كان متوتر ولم اشعر بما تناولته منه رغم محاولتي الاستمتاع به، جلست على الكرسي الجانبي ... بينما أنا جلست في مقدمة الطاولة .. لنبدأ الأكل ..و بدأت هي بالحديث !!
- أظن بكده تبقى حاسس أني ندمانه على اللي حصل
- ايوه
- أيه رأيك
- جميل أنك تحسي بالندم .... خصوصا اعترافك بعـد سنة كاملة بخطأك
- رجعنا للتأنيب مرة تانيه
- معلش اللي حصل كان قاسي
- غلطة ... غلطة ما شوفتش فيها غير نفسي بس
- و أنا كنت فين .... أنتي عارفة أني تنازلت كتير علشانك .... كل أحلامي و طموحي تنازلت عنها علشان نقدر نعيش ... اخترت طريق تاني غير اللي كنت مختاره لحياتي علشان أقدر أوفر ليكي حياة مستقرة ماديا و عاطفيا ... لكن أنتي تجاهلتي كل ده علشان نفسك حتى الحاجة الوحيدة اللي طلبتها منك .... في لحظة رفضتيها و ....
- بقولك إيه ... ناكل أحسن
- (مبتسما) طيب
جعلت كل تركيزي في الطعام ..... الجوع عاد يتحكم في مرة ثانية ..... لم أراها لمدة ربع ساعة أو تزيد قليلا هي مدة تناولي للطعام



[CENTER]( 15 )
هي الآن تعرف أن اسمها
منحته القواميس معنى جديدا
وشكلا جديدا
و صوتا جديدا
فتهرب من شكلها المستعار
و تهرب من صوتها المستعار
و تهرب من حزنها المستعار
و تبحث وسط الحجارة عن وجهها المقتب تحت الجدار
و تسال بائعة عن رداء يغطي حدود البكاء الجديدة
تقولين ..... من أنت؟!


جلست على الكنبة التي أعتدت دائما أن اجلس عليها بعـد الأكل .... رفعت من صوت التلفزيون لأستمع لآخر الأغنيات المصورة .... فأنا لا أهتم بالصورة كثيرا في أغاني الفيديو كليب ..... بينما هي أخذت تعيد ترتيب المكان و تنظف آثار معركتنا مع الطعام .... فمن كان يشاهدنا أثناء الأكل سوف يذهب ذهنه أن هذان الاثنان لم يؤكلا منذ دهر على الأقل كان كل تركيزنا في الطعام فقط بعـد أن تناولنا كلماتنا المشهية في البداية.

عادت لتجلس بجانبي و هي تعطيني كاس الجن المعتاد .... بينما هي تشرب مشروبها المفضل الساخن .... يبدو أنها تحاول تستعيد طقوسنا القديمة حسنا أحب ذلك .... آه جسدها الساخن ملتصق بي أعرف كيمياء خلاياها عندما تتفاعل .... أثبت يا صديقي بدأت المواجهة الصعبة.

- بذمتك موحشتكش القعدة دي
- مش هكدب عليكي .... ايوه
- خلاص بقى .... مش عايزين حد يفرح فينا ... كفاية اللي فرحوا الفترة اللي فاتت
- أنتي اللي فتحتي الباب ليهم
- ما تزعلش ..... أنا كنت مجنونة
- عزيزتي .... صدقيني ما بقتش أحس بسحرك ..... و مش هتنازل عن أحلامي بسهولة ....... على فكرة أنا رجعت لخطتي القديمة .. بحاول الحق آخر قطار .... هتقدري تبقي جنبي الفترة دي
- يعني إيه مش فاهمة؟ مش فاهمة !
- تقعدي في البيت وسيبك من الشغل
- أنت بتقول إيه .... بتحط العقدة في المنشار و ألا أيه !!
- لا ... بس فعلا مش هتنازل المرة دي ... ده شرطي
- صعب ... حقيقي صعب اللي أنت بتقوله ... لازم يكون في حل وسط
- أنت وصلتي لمرحلة لا تستطيعين فيها الحياة بمفردك .... أنتي على حافة النجاح اللي كنتي مخططة ليه و في حاجة لشخص مطيع جميل يكون بمثابة كأس الليمون في آخر يوم عمل مرهق.
- أنت قاسي عليا جدا
- لا .... أنا حافظك كويس
- أنتي مش أتفقتي مع قناة فضائية على تقديم برنامج أسبوعي
- (مترددة) أيـوه
- و طبعا العيون كلها عليكي .... و الضغوط أعرفها في هذا الوسط ..... و أنتي لست لكي أخلاق العاهرات المحسوبين على هذا الوسط ووجود زوج في هذه الحالة أفضل حاجز لأي طامع
- أنت مبالغ
- لا واقعي .... و أنتي عارفة كويس أني حافظ وفاهم بشكل جيد اللي بيحصل خلف الشاشة
- المسألة مش كده ...
- أمال أيه
- أنا حسيت بالندم فعلا .... و مش هكدب عليك وجودك جنبي في الوقت ده مهم

آه .... لم أخطىء .... أنتي لم تتغيري ..... أنانية مفرطة لقد بحثت في دفاترك ..... لم تجدي سوى هذا الزوج القديم مع ذكريات جميلة معه و أنتي معتادة عليه و تحفظي نقاطه جيدا ... كما أنني لست خارج هذا الوسط و متفهم لظروفه و تعقيداته .... لكنك نسيت أنه زوج مجروح من داخله كره أنانيتك المفرطة و استغلالك لمن حولك

- عزيزتي ..... أنا بأجهز نفسي للعودة بقوة ... هذه المرة بدون قيود قد تعيقني .. احترمي رغبتي مرة كما احترمت رغباتك من قبل ... هتقبلي التفرغ لي على الأقل الستة شهور القادمة
- أتفرغ يعني أيه !!
- يعني تكوني ليا فقط .... أنسي موضوع البرنامج و كفاية عليكي شغلك الخاص
- لا ..... ده حلم بخطط ليه من فترة
- علشان كده ... قتلتي طفلنا بأيدك
- أرجوك ... أنسى بقى اللي حصـل
- أنسى أيه .... قسوتك و غرورك ..... كنتي سعيدة بالطفل لغاية لما أتعرض عليكي موضوع أنك تبقي مذيعة .... و فجأة كل شيء كان هيبوظ .... حمل و طفل ما ينفعش في الفترة القادمة ...... لازم تحافظي على رشاقتك و شكلك و طوز في الطفل ... هو أنتي كنتي شفتيه ...... مش هو ده كلامك لما عاتبتك على اللي عملتيه ...... هو أنت كنت شفته !!
- أرجوك حرام بقى ... يا أخي سامح
- أسامح ...... يا ريت اقدر .... حقيقي حاولت أنسى ..... لكن كل ما أشوف طفل في الشارع بفتكره
تجلس بعيدا و الدموع تملأ عينيها ..... وعدت أنا إلى كاسي مرة ثانية أتحسس مرارته .... تذهب هي إلى المطبخ ثم تعود بكاس في يدها ..... تخرج علبة سجائرها من حقيبتها ..... و تشعل سيجارتها ...... ما هذا أعرف هذه الرائحة؟!

- إيه ده بانجو ؟ !
- ايوه
- (خطفت السيجارة من يدها و أطفأتها) ..... بطلي قرف من أمتى بتشربي الزفت ده
- من فترة
فتحت حقيبتها و أخذت علبة سجائرها ..... وجدت بها أربعة سجائر مختلفة عن باقي العلبة ...... أخرجتهم و قمت بتقطيعهم و ذهبت لإلقائهم في صندوق القمامة.
- أنت عملت كده ليه !
- علشان اللي أنتي بتعمليه ... غلط
- و أنت مالك
- اللي بتعمليه ده غباء ... مش هيحل ليكي أي مشكلة لازم تواجهي نفسك و تغيريها ... كمان ده مدمر أكتر من أي حاجة تانية
- أرجوك ..... كفاية وصاية عليا ..... أنت كنت دايما محاصرني ... اعملي كذا و ما تعمليش كذا اكتر من أبويا
- علشان خايف عليكي و محبكيش تقعي في أي غلط
- أنا كنت زهقت من حصارك و توجيهاتك ..... كنت على طول محسسني أني طفلة
- طفلة ..... أنا كنت بتعامل معك كإنسانه ناضجة ولما كنت بشوف غلط كنت بوجهك لكن عمري ما فرضت عليكي حاجة ... كنت بشاور على الغلط من وجهة نظري و بسيب القرار ليكي
- تعرف مشكلتك أيه ..... أنك عاقل زيادة عن اللزوم لدرجة أني كنت بستغرب واحد طريقة تفكيره بالعقل ده يرتبط بواحدة مجنونة زي ليه ؟!
- ده جناني
- مشكلتك انك عايز واحدة عكسك ..... تعمل اللي أنت عايز تعمله و بتخاف تعمله .... فاكر "هالة" كانت مسمياك إيه ..... الأم الرءوم
- علشان خايف عليكي
- لا ... علشان تعوض النقص اللي جواك ..... جنوحك اللي أنت مكبله كنت بتشوفه فيا .... دايما بتفكر في كل خطوة بشكل ممل ...... كنت دايما بتردد قبل ما أقولك أي فكرة في دماغي يتحسسني أني بتناقش مع آلة حاسبة .... كل حاجة بالورقة و القلم ...... و بتقعد تحسب حاجات غريبة .. صحيح أغلبها صح لكن بتعقدني في عشتي بحس أني مش هقدر أعمل حاجة خالص.
- ............
- فاكر أول ما ارتبطنا ... قعدت شهر علشان تاخد قرار الزواج ... في واحدة هي اللي تطلب من راجل أنها تتجوزه أنت خلتني كفرت ... عمال تحسب كل حاجة زي ما يكون مشروع تجاري و قلتلك هعيش معاك حتى لو معكش مليم
- .........
- يوم ما اتفقنا على الجواز ..... رغم أن أهلك ما وفقوش عليا و لا أهلي وافقوا عليك إيه اللي حصل خدنا قرارنا و نفذناه حصل حاجة و اضطروا أنهم يتعاملوا مع الأمر الواقع و انتهى الموضوع زعلوا شهر و ألا اثنين و الموضوع أنتهي لكن أنت كنت عامله مشكلة...
- ما كنتش عايز حد يقاطعنا .... كان نفسي نعمل احتفال كبير الكل يحضره .. لكن فاكرة يوم جوازنا ..... قعدنا يومها على القهوة ... تفتكري فيه حد يتجوز و يعزم مرآته على القهوة بعدها ... علشان ما كنش في جيبه غير 30 جنيه.
- علشان أنت عملت فيها راجل و رفضت تاخد مني حاجة
- لا ..... علشان فكرت أن الفلوس اللي معاكي هنصرف منها لنهاية الشهر ... وأنا قلتلك كده
- طيب خلاص
- ( ابتسمت على طريقتها في قلب الأشياء و محاولتها الانتصار في أي نقاش كما هي العادة) المهم ... ده شرطي للعودة.
- شرط إيه !
- أنك تتفرغي ليا و بلاش موضوع التلفزيون
- لا صعب ... مش هتنازل
- ولا أنا .... أنا تنازلت قبل كده و معنديش طاقة للتنازل مرة ثانية
- مصمم
- ايوه
تخرج للشرفة المطلة على الشارع الجانبي .. وتقف صامتة ..... هل هي تفكر في التنازل عن طموحها .... حقيقي لو فعلتها سأفتح صفحة جديدة و قـد أتنازل عن مطالبي ...... رغم أني على أعتاب التقرب لامرأة جميلة بسامة ذات عيون ساحرة تأخذني حين أراها ذات عقلية جيدة رومانسية .. رغم أنها تنكر ذلك .... حنونة رغم قسوتها الظاهرة في التعامل مع الآخر ...... بشوشة ضاحكة.... ستبقى صديقتي حتى لو عدت للصامتة الآن؛ تدخل مرة أخرى بعـد أن أحست ببرودة الجو و تغلق خلفها الباب الزجاجي .... تقف ناظرة إلي ... أنها مترددة ... مترددة
- القرار صعب جدا
لم أرد عليها بقيت صامتا تعمدت أن تكون ملامحي مسطحه لا تعبر عن شيء، تذهب للمطبخ ...... اسمع صوت صنبور المياه و محاولتها الهرب بتنظيف الصحون ....... أركز كل حواسي مع الأصوات المنسابة من جهاز التلفاز ولكني ما زلت لا أركز مع الصورة ....... تعود و تضع يدها فوق راسي ..... تتخلل أصابعها شعري ..... تسري في جسدي رعشة ......... ترفع يديها ببطء ..... تقف حائلا بيني و بين الشاشة ......... تخلع دبلة ذهبية كنت أهديتها إياها بعـد ثلاثة أشهر من زواجنا فلم أكن أملك من النقود وقت الارتباط ما يمكنني من شراء هذا التقليد ......... تضعها بجانب التلفزيون ..... قلبي يدق بشكل غير معتاد .... لحظات كأنها دهر ........تلملم أشيائها .... حقيبتها .... علبة سجائرها ......... قرطها كانت قد خلعته أثناء تناول الطعام ...... ذهبت إليها أمسكت بيديها وطبعت قبلة صغيرة على أطراف أصابعها ....... سحبت يدها ببطء ... و تحركت نحـو الباب لتخرج........... في نفس اللحظة أحسست أن هناك شيء ما أنسلخ من داخلي .... عدت لأجلس كما كنت ..... ولكن هذه المرة لم أرى أو اسمع شيئا مما يعرض أمامي ...... لتسيل دمعة أخيرة تودع ذكرى لن تنسى.

[CENTER](( تذييل ))
معذرة يا أصدقاء
فالصبح جاء
و قصتي ما تزال مجهولة الهوية
و قلبي المشقوق ما يزال متخم بالأبجدية
لكني كرهت أن أملكم
و أن أبيعكم ما ليس تشترون
03-06-2006, 08:29 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
كيف يمكن أن نحتفل بعيد ميلاد ماس؟ - بواسطة mass - 03-06-2006, 08:29 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  عيد ميلاد سعيد يا " الجوكر " الدرة البيضاء 5 2,487 12-12-2011, 04:46 AM
آخر رد: إبراهيم
  عيد ميلاد سعيد لأبن سوريا مصطفى علي الخوري 4 3,276 10-16-2011, 10:33 PM
آخر رد: هاله
Brick عيد ميلاد بهيج و عام جديد سعيد . بهجت 25 9,614 01-09-2011, 05:24 PM
آخر رد: بهجت
  ميلاد مجيد عاشق الكنائس 1 1,135 12-27-2010, 04:35 PM
آخر رد: Narina
  عيد ميلاد سعيد طارق زيوس 46 9,708 10-17-2010, 12:20 PM
آخر رد: ابن سوريا

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS