{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مستقبل الدين في عالم ليبرالي .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #9
مستقبل الدين في عالم ليبرالي .

اقتباس:( لو لم يكن لله وجود لتعين اختراعه ) فولتير .
يعرف القرن 18 في أوروبا بعصر العقل أو عصر التنوير نتيجة نزوع هذا القرن إلى العقلانية و إعمال العقل في كل شيء و تركيزه على العلم و الترفع عن الغيبيات ، و هو القرن الذي شهد ازدهار الفكر الليبرالي و الثورة البرجوازية العظمى في فرنسا عام 1789 ، كما شهد نهاية التفكير الغيبي و سقوط سلطة الكنيسة في أوروبا . شاع خلال هذا القرن اتجاهان يعارضان الدين المسيحي : الأول هو المذاهب الإلحادية التي تنكر فكرة الله و الثاني و ربما الأهم هو المذهب التأليهي الذي نشأ في القرن 17 ، ويؤمن أصحاب هذا المذهب الأخير بوجود كائن أسمى خالق يتسم بالعدل و الصلاح و الخير ،و لكنهم ينكرون في الوقت نفسه الدين المنزل و الوحي و الأنبياء و يرون ذلك كله نوعا من الدجل و أعمال الحواة .رغم أن المذهب التأليهي يدعو إلى الإيمان بالله و يحارب الإلحاد فإنه أصبح السبب الرئيسي في تقويض الدين المسيحي من أساسه ، و ذلك لأنه رغما من اشتراك التأليهيين و المسيحيين في الإيمان بالله إلا أن صورة الله مختلفة لديهما بشكل تام ، فصورة الله في المسيحية كانت تبدوا في أعين التأليهين صورة مشوهة كما لو كانت صورة حاوي أو ساحر متفرغ لصنع المعجزات التي تبهر الغوغاء . يرجع رفض الدين في الأساس إلى توفر كثير من المثقفين على دراسة الكتاب المقدس فاكتشفوا أنه مليء بالمتناقضات و الثغرات بالإضافة إلى عدم صحته من الناحية التاريخية . و يمكن القول أن الهجوم على الدين المسيحي بشكل عام لم يكن لأسباب الكراهية بل إلى تعارضه مع أحكام المنطق و العقل ،وهو ما لم يتسامح فيه العقل الأوروبي البازغ ، هناك أيضا أسباب أخرى مثل فساد رجال الكنيسة ، أيضا لوقوف الكنيسة بجانب الإقطاع في مواجهة البرجوازية الناشئة .
نتيجة توفر الحريات الليبرالية ازدهرت في القرن 18 دراسة متفقهة في شؤون المسيحية تعرف بنقد الكتاب المقدس ، وهي دراسة سعت إلى بيان ما في الدين من تناقضات و مجافاة للعقل و حقائق التاريخ .و يعتبر تشارلس بلاونت أول من انتقد الكتاب المقدس ليشكك أنه كتاب منزل ، و هو يصف الأنبياء بأنهم جماعة من المحتالين و النصابين الجشعين الذين اخترعوا الجنة و النار بهدف إحكام سيطرتهم على الجماهير الساذجة ،وهو أول من اكتشف أن الاقتصاد هو أساس العقائد الدينية التي يوظفها الكهنة من أجل مصلحة الطبقات الحاكمة ،و لعل أهم ما طرحه بلاونت هو رفضه القاطع لمعجزات الكتاب المقدس و الأساطير حول نشأة الخليقة و نهاية العالم . لم يقتصر النقد على العهد القديم بل امتد إلى العهد الجديد ، و حتى التشكيك في وجود المسيح ، وهناك عالم يدعى هرمان ريماروس عكف على دراسة حياة الرجل المدعو يسوع المسيح و الذي عاش في الناصرة أثناء حكم الحاكم الروماني تيبريوس ،و قد توصل لنتائج مدهشة نشرت لاحقا ، و فيها يرفض المعجزات المنسوبة للمسيح كلها ، بل يقرر أن المسيح لم يهدف إلى إلغاء اليهودية و استبدالها بدين آخر و أنه مجرد مصلح يهودي ،و أن الذي حول المسيحية إلى دين جديد يغزو العالم هو الإحباط الذي أصاب أتباع يسوع نتيجة نهايته المأساوية غير العادلة .
كانت فرنسا في القرن 18 مركزا لليبرالية والاستنارة الفكرية في أوروبا ، و تمثل الثورة الفرنسية عام 1789 قمة التحول نحو الحرية و الديمقراطية و القيم الليبرالية ، و أيضا قمة الرفض للكنيسة و الأفكار الدينية التقليدية ، بل لقد تعرضت الكنيسة المسيحية الفرنسية في القرن 18 من الهجوم ما يفوق في عنفه الهجوم الذي تعرضت له الملكية ،و أصبح واضحا لأنصار الكنيسة و النظام القديم على السواء أنهم يدافعون عن قضية خاسرة و أنهم لا يستطيعون وقف زحف الطبقة البرجوازية ولا منع الحريات العامة أو الإبقاء على الكاثوليكية المحافظة التي ذهبت إلى التاريخ . لم يكن هذا يعني القضاء على الدين فالطبقة البرجوازية كانت تخشى أن يفقد الدين سطوته على الطبقة العاملة مما يدفعها إلى التمرد و الثورة ، لهذا أفسحت البرجوازية مجالا مناسبا للدين على أن يتم ترويضه لصالح الطبقة الجديدة المنتصرة ،وهذا ما فهمه رجال الدين و تعاملوا معه بانتهازية تليق بحكمة يتوارثونها في صمت . أدت الثورة الفرنسية إلى حدوث انفصال بين الدولة و الكنيسة تم ترسيخه لاحقا كمعلم للجمهورية الفرنسية .
رغم انتصار القيم الليبرالية إلا أن الكنيسة قاومت الحريات الليبرالية بكل شدة ،و حتى اليوم تدين الكنيسة الكاثوليكية الأفكار الليبرالية بشكل علني ، فالكنيسة ترى أن ما تدعيه الليبرالية من استقلالية الإنسان كلية في مختلف الجوانب الروحية و الثقافية و الاجتماعية هو إنكار عملي لوجود الله ، كذلك هو رفض للعقائد الغيبية التي هي أساس الإيمان بالدين ، فالليبرالية تضع الإنسان كمرجعية بدلا عن الله . هذه الإدانة كانت واضحة للغاية في رفض المذهب العقلاني و المذهب الطبيعي على الإطلاق ، وهذا موثق فيما يعرف بدستور مجلس الفاتيكان في عام 1864 ،و تم تأكيده مرة أخرى في الملحق الذي أضافه بيوس العاشر في عام 1907 .
سوف أتوقف عند هذه المرحلة على أن استكمل المداخلة في مرة تالية منعا لطول الشريط .
للجميع تقديري .
03-07-2006, 02:31 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-04-2006, 06:49 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة neutral - 03-05-2006, 07:01 AM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة بهجت - 03-07-2006, 02:31 AM
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-11-2006, 06:54 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-12-2006, 04:51 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-20-2006, 06:45 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-20-2006, 09:01 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-20-2006, 09:43 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة mass - 03-21-2006, 04:08 AM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-22-2006, 05:41 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 02-27-2007, 06:00 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  كيف يرى السوريون مستقبل بلادهم؟ -- ممنوع دخول الجنس الثالث الملكة 13 3,359 04-27-2012, 03:18 PM
آخر رد: السلام الروحي
  كيف ترى مستقبل الحرية في العالم العربي ؟. بهجت 20 7,089 03-12-2012, 05:58 PM
آخر رد: بهجت
  مستقبل الجزيرة العربية في زمن الاحتكارات - عبد الله النفيسي عبادة الشايب 2 1,347 12-22-2011, 09:47 PM
آخر رد: Rfik_kamel
  سقوط العالم الإسلامي نظرة في مستقبل أمة تحتضر vodka 6 5,084 07-25-2011, 01:36 AM
آخر رد: بهجت
  هل الدين شر محض أم فيه خير ؟ Sniper + 6 1,828 11-20-2010, 05:15 PM
آخر رد: ماجن

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS