العاقل..

اقتباس:6- سأضع لك قائمة بخمسة عشر أسم من الحضارة الإسلامية ، وأتمنى أن تحدد موقفك منهم ، والشخص الذي لا تعرفه قل أنك لا تعرفه :

قائمة طويلة..بعضهم أعرفه "شخصيا" و بعضهم قرأته و بعضهم قرأت عنه...و سأضع رأيي في كل واحد حسب ما لدي..

أرى أن الشخصيات العامة و الآراء و الأفكار هي "إنتاج" تحمل في طياتها خائص و مواصفات "المنتج" أو بعبارة ثانية هي نتائج لإسباب" و أعتقد أنك موافق على قانون السببية",و ما كانت لتكون إلا بهذا الشكل طالما أسبابها كانت بذاك الشكل..و عند دراسة شخصية أو فكرة يجب عدم فصلها عن لحظتهاالتاريخية و مقدماتها ففي هذين العاملين يكمن فهمها و إمكانية التعبير عنها, و أفضل ان نبتعد عن التعابير العصرية في توصيف حدث تاريخي كأن يوصف القرامطة مثلا بالإشتراكيين..و هكذا

اقتباس:أ- النبي محمد .

أسمح لي..سأكتب موضوعا منفصلا عن النبي محمد أبين فيه بالتفصيل ما أعتقده فيه..و ساهديه أليك...

اقتباس:ب- عمر بن الخطاب .

اسم ليس لصاحبة ذلك الحضور القوي في السير و المغازي و في الأخبار القليلة التي يكون بطلها تتخللها الدراما أو الأكشن بشكل مقصود لإلقاء ظلا ذو لون محدد على هذه الشخصية, و كأنه تمهيد لدور أكبر سيقوم به فيما بعد, و يكاد لا يظهر بشكل واضح إلا في ثلاثة مشاهد الأول مشهد إسلامه و الثاني مشهد هجرته و الثالث مشهد موقفه من أسرى بدر الأول يدل على "فطنة و روح مؤمنه" و الثاني يدل على "شجاعة و إقدام" و الثالث يدل على "حكمة تقترب به من مرتبة نبي" تشكل هذه المشاهد الثلاثة شخصيته التي يريدها المؤرخون له, و أنا شخصيا لدي شك كبير بهذه الأحداث الثلاثة لأن شكلها و طريقة سردها تحمل "ملقا و تحامل و تناقض",إعتبارا من حادثة السقيفة لا يكف هذا الرجل على أن يكون الممثل الرئيسي, أعتقد انه كان رجلا ذا حضور و كاريزما قوية و ربما كان المستشار ألقوى "للنبي" و النبي نفسه كان يدرك ذلك و لهذا السبب كان يضن به على المغازي و الحروب, كاريزما من هذا النوع تسقط مشهد أسلامه الملفق و المتحامل على عمر فقد بينه رجل واه خاو يتهالك على ركبيته من مجرد قطعة نثرية ولو كانت قرآنا, لأنه في المشهد الثالث يعلو به ليساوية بالقرآن و قد جاء مصدقا لما قاله , و قد يكون وراء إسلامه أسباب أكثر عمقا و حكمة مما روي.
عمر في خلافته كان "أميرا" بمعيار ميكيافيلي و هذا طبيعي لما أصاب جسد الدولة من تصدع في أحداث السقيفة و حروب الردة و كان وجوده "ضروريا " و مطلوبا و بفضله أخذت الدولة الإسلامية شكلها وبعض مضمونها أيضا لأن أحكامة كانت أقرب الى الوحي و لست أشك في أنه أدخل في العقيدة أشياء جديدة تناسب شخصيته منها "الحجاب", أستطاع بحزم إزاحة خصومة و منافسية" خالد بن الوليد" و أثبت جدارة في قيادة مؤسسة حديثة التكوين بل أعطاها طابعا دام حتى نهاية الحكم الأموي و أستقت منه العهود اللاحقة الكثير.و أذا كان "النبي" محمد مؤسس الدين فإن عمر منظمه و قد أطلق عليه "النبي الثاني".

سأعود