يا جورجيوس:

و هل القضيب الذي يجعل من الرجل رجل؟ ما أكثر القضبان و ما أكثر منعدمي الرجولة أمامها. ما نحن أمامه ليس التماس و لكن إعادة نظر و قراءة التاريخ من جديد. نحن تربينا على أن الرجل هو السيد لأن هذا انغرس في قلوبنا و عقولنا، و لكن أحقا هو السيد؟! و في العبرانية و لغات المشرق البعل أي الزوج هو أيضا مصطلح آخر للإله فصارت البعولة مؤلهة عند كثير من الساميين.

آه يا جاورجيوس لو تعلم مدى تقززي من حال المرأة عندما تصير لا تعرف سوى الطبخ و التبعية للرجل لأني رأيت هذا بعيني أمام عيني و في بيتي فكان أبشع ما رأيت ( ضيوف من العالم المتخلف! ). هل تريد خادمة؟! أم تريد إنسانة تحس أنها تفهمك و تقف بجوارك؟ يا جاورجيوس، من وقف جواري في لحظات الأزمة طوال حياتي لم يكونوا من الرجال بل من السيدات فرأيت في صداقتهن أمتع لحظات العمر. عندما تصل المرأة لمستوى معين من القوة و الحقوق فصدقني أنت المستفيد الأول. لا أريد حمارة لا تعرف شيء سوى الطبخ و الكلام في الأكل. أريد إنسانة أحس أنها تستخرج إنسانيتي من داخلي و تعيدني إلى طبيعتي الكونية الحقيقية. أريد أن أرى ذاتي فيها. ما أقوله لك ليس أشعار بل أشياء عشتها و أعيشها و سوف أعيشها دوما. هذا كلام عملي جدا. تحياتي لك.