{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مستقبل الدين في عالم ليبرالي .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #12
مستقبل الدين في عالم ليبرالي .
اقتباس: ليس من الضروري أن نؤمن بوجود الله حتى نؤمن بضرورة وجود نظام أخلاقي في الحياة . كاي نلسن.
الزملاء المحترمون .
تحية و تقدير .:97:
في هذه المداخلة أصل لنهاية المارثون ، لن يكون لدي المزيد الذي أريد أن أضيفه للخلفية التاريخية التي تتناول العلاقة بين الليبرالية و المسيحية ، و بالتالي سيكون هناك متسع للدخول إلى صلب الموضوع ، فقط هناك مجموعة من الملامح الهامة التي تشكل العلاقة القائمة حاليا و أقترح التركيز عليها .
أولا : أصبح العلم هو المرجعية المعرفية للمجتمع المعاصر وهي نفس المكانة التي كان يحتلها الدين في المجتمعات القديمة .
ثانيا : كان الهجوم على الكنيسة تقليدا لأكثرية بارزة من المفكرين ( الانتلجتسيا ) الذين تخلوا عن المؤسسات الدينية لأنها تشجع على إشاعة الظلمة في عقول الناس و على الظلم الاجتماعي ، حتى أن التدين التقليدي أصبح مدعاة للخجل و دليلا على ضيق الأفق و التدني الثقافي .
ثالثا : جرى في القرنين 19 و 20 ترسيخ العلمانية في أوروبا و من ثم العالم الصناعي المتقدم ، بدئا من فرنسا نتيجة الثورة الفرنسية و لكنها تعثرت في بريطانيا بعد ذلك ، و احتاج الأمر نضالا طويلا و بذل الجهود الحثيثة لمناضلين أمثال هوليوك و تشارلس برادلاف و جورج وليم فوت و زملائهم .و تشير الإحصائيات أن العلمانية هي أسرع المذاهب نموا في العالم .
رابعا : توقف المفكرون الليبراليون خاصة المتأخرين منهم و باطراد عن مناقشة صحة الدين و القضايا الميتافيزيقية و لكنهم أصبحوا يهتمون أكثر بمناقشة جدوى الدين ووظيفته و ممارساته .
خامسا: ارتباط الإلحاد الوثيق بانتشار الأفكار الاشتراكية سواء تلك الطوباوية التي روج لها أمثال روبرت أوين و سان سيمون أو الفابية التي نادى بها سيدني و بياتريس ويب و برنارد شو و هـ ج ويلز أو العلمية التي نادى بها كارل ماركس و فردريك إنجلز وأمثالهم .وسوف نلاحظ أنه بينما استطاعت المسيحية التعايش مع الليبرالية بشكل عملي ، فشلت أن تحقق ذلك مع الاشتراكية العلمية حتى انهيار التجربة الشيوعية في أوروبا .
سادسا : رغم أن الأغلبية العظمى من الشعوب المسيحية الغربية أصبحت تدرك مثالب الدين التقليدي إلا أنها تتغاضى عن ذلك و تفضل الالتجاء إلى الكنيسة من أجل الحصول على الخلاص الروحي و الراحة النفسية ، و لا أجد ما يعبر عن ذلك أصدق من قول جورج سنتيانا :" إنني أصدق المذهب الكاثوليكي رغم علمي أنه مذهب كاذب ". إن المجتمع الحديث الذي يرفض الدور العام للدين بحماس يشجع في الوقت ذاته الدين كوظيفة روحية طالما ظل حبيس دور العبادة لا يتخطاها .
ما هو موقف الليبرالية من الدين من وجهة نظر كاثوليكية ؟.
من وجهة النظر الكاثوليكية يمكن تاريخيا و كما جاء في الموسوعة الكاثوليكية Catholic Encyclopedia تمييز موقفين لليبرالية من الدين.
أولا : الليبرالية المعادية للاهوت . Anti-ecclesiastical Liberalism.
1- الليبرالية القديمة : وهي التي بدأت في جنيف بمدام دي ستايل و كونستانت و انضم إليها روسو لاحقا ،و يمكن وصفها بليبرالية غرف الرسم ، وكانت معادية للدين و ضد اللاهوت ، وهي التي أعطت الليبرالية سمعتها الطويلة كمبدأ معادي للعقيدة المسيحية . وقد انخرط فيها صفوة من طبقات المثقفين المتحررين فكريا ، و الذين رفضوا التنازل ليكونوا سياسيين أو رجال دولة ، لقد أصروا أن يكونوا مجموعة من النقاد نافذي الرؤية و المراقبين الممتازين الذين يعيشون فوق كل الأحزاب . رغم ذلك فكان هناك بعضهم الذي تحرك في فرنسا بدافع من الفروسية الليبرالية الحقيقية للدفاع عن الأقليات في وجه الأغلبية من اليعاقبة ( 1879-1880 ) .
2- الليبرالية العقائدية ، وهم جماعة من السياسيين و رجال الدولة الذين كانوا على علاقة بالليبرالية القديمة لمدام دي شتايل ، بدأت هذه الليبرالية في قاعة محاضرات روير – كولارد و صالون دوق بروجلي ( 1814-1830 ) .كانت هذه المجموعة تهدف إلى إقامة حكومات دستورية في جميع أنحاء أوروبا على أساس إعلان عام 1789. كان دوق بروجلي هو أهم ممثلي هذا التيار، بالإضافة إلى جيزوت و وروير – كولارد من فرنسا و كافور من إيطاليا و فون روتيك من ألمانيا .
3- الليبرالية البرجوازية. ظهرت كنمو طبيعي لليبرالية العقائدية ،و كانت أكثر ميلا للطبقات المالكة و الثرية ، و نظرا لأن رجال الدين و النبلاء كانوا يمتلكون السلطة بالفعل فكانت الطبقات البرجوازية هي وحدها المستفيدة من ظهور المؤسسات الليبرالية الجديدة ، نظرا لأن الجماهير العاملة كانت غير منظمة أو قادرة على إحداث تغيير ما . لهذا كان رجال الصناعة الأثرياء في كل مكان هم الذين يشكلون التيار الرئيسي لليبرالية . هذه الليبرالية البرجوازية ازدهرت بشدة في فرنسا أثناء حكم لويس فيليب (1830-1840 ) الذي اعتمد عليها كلية ، كما ازدهرت في ألمانيا تحت مسمى الليبرالية الوطنية ، كان يغلب على هذه الليبرالية الروح المادية و البحث عن المتع و استغلال الطبقات الشعبية و إرهاقها بالجمارك و الضرائب . كما تميزت بروح الحادية قوية و المعاداة للكنيسة الكاثوليكية و مطاردة رجالها و الاستهزاء بالأديان و تحقيرها .
4- الأحزاب التقدمية الليبرالية ، وهي أحزاب معادية للمحافظين و لليبرالية البرجوازية على السواء ، و كانت تهتم بتطبيق المبادئ الأساسية لليبرالية اكثر من اهتمامها بتطبيق سياسات ضيقة تهدف إلى دعم المصالح الشخصية للأغنياء ، لهذا بدت للمراقب الخارجي بانها أكثر انفتاحا .
5- الراديكاليون الليبراليون .كانوا مجموعة من التقدميين المتحمسين الذين حاولوا تطبيق أفكارهم دون مراعاة للنظام القائم أو مصالح و مشاعر غيرهم من الطبقات السياسية ،ومن هؤلاء تأسس أول حزب سياسي ليبرالي في أسبانيا عام 1810 ، كما قاموا تحت شعار الحرية بإنكار حقوق الكاثوليك في فرنسا .
6- الديمقراطيون الليبراليون . وهؤلاء يريدون جعل الجماهير العادية هم العامل المتحكم في السياسة ،و يعتمدون أساسا على الطبقة المتوسطة التي يعلنون أنفسهم حماة لمصالحها .
7- الاشتراكية : و هي نوع من الليبرالية كما تراها الموسوعة الكاثوليكية و لهذا أوردتها في هذا السياق ، و تراها رد فعل لكل التيارات الليبرالية السابقة ،و أهم فروعها هي الشيوعية و الديمقراطية الاشتراكية الراديكالية الماركسية التي تأسست في ألمانيا عام 1848 و مؤسسة الاشتراكية الديمقراطية في بريطانيا و الأحزاب الفوضوية التي أسسها باكونين و موست و كرابوتكين .( من الواضح أن اعتبار تلك التيارات ليبرالية هو نوع من التوسع الغير معتاد في تعريف الليبرالية لتصبح كل ما هو غير لاهوتي أو منكر للقداسة ) .
ثانيا : الليبرالية اللاهوتية ( الليبرالية الكاثوليكية ) Ecclesiastical Liberalism (Liberal Catholicism .
1- إن الشكل السائد من الليبرالية الدينية الكاثوليكية هي تلك التي تنظم العلاقة بين الدولة و الكنيسة و المجتمع الحديث على أساس المبادئ الليبرالية التي وضعها مفكر كبير هو بنيامين كونستانت ،و غيره من المصلحين .
2- هناك نوع أكثر التزاما بالدين من الليبرالية الكاثوليكية ، ينتمي إلى ما يعرف بالجانسينزم و يهدف إلى إجراء عدد من الإصلاحات في العقائد الأكليريكية ،وفقا للإصلاحات البروتستانتية و النظريات العلمية و مبادئ الاستنارة ذات الطبيعة الإلحادية السائدة .
بعد هذه الخلفية التاريخية ، أضع أمامكم مجموعة من الأسئلة أطرحها للاسترشاد بها في مناقشة الموضوع ، وسأحاول الإجابة على بعض منها ، و يمكن لمن يشاء أن يطرح أسئلة مختلفة للمناقشة و أن يعرض وجهة نظره بالشكل الذي يراه ،فالشريط أشبه بطاولة مستديرة و سيكون دوري مجرد مشارك مثل غيري مع دور تنسيقي محدود .
1. ما هو مستقبل الدين في مجتمع العولمة كوظيفة أو عقيدة ؟.
2. هل هناك احتمال جدي لظهور أشكال جديدة للتدين ؟.
3. هل سيكون هناك نموذج عالمي متفق عليه لدور الدين في المجتمع ؟.
4. ما هو مستقبل المؤسسات الدينية في المجتمع ؟
5. ما هو مستقبل الدور العام للدين ( الدين الدولة ) ؟.
6. هل يمكن أن يتعايش الإسلام مع العالم المعاصر أم أن التصادم حتمي ؟ .
7. هل سيتجذر الإرهاب ليكون ملمحا أصيلا للإسلام السياسي ؟.
8. ما هو مستقبل الأصولية الإسلامية في عالم ليبرالي ؟.
9. ما هي فرص نجاح الإسلاميين في فرض نموذجهم الديني على المجتمعات العربية ؟
10. ما هي فرص نجاح المشروع الإسلامي في فرض الإسلام كدين عالمي واحد خلال الجهاد المقدس ؟.
11. ما هي فرص قيام دولة شيعية بقيادة المهدي المنتظر ؟.
بهذا سينتهي دوري كعارض للموضوع ليبدأ دوري كمشارك مثل غيري .
تقديري و تمنياتي .
03-11-2006, 03:30 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-04-2006, 06:49 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة neutral - 03-05-2006, 07:01 AM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة بهجت - 03-11-2006, 03:30 AM
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-11-2006, 06:54 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-12-2006, 04:51 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-20-2006, 06:45 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-20-2006, 09:01 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-20-2006, 09:43 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة mass - 03-21-2006, 04:08 AM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-22-2006, 05:41 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 02-27-2007, 06:00 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  كيف يرى السوريون مستقبل بلادهم؟ -- ممنوع دخول الجنس الثالث الملكة 13 3,368 04-27-2012, 03:18 PM
آخر رد: السلام الروحي
  كيف ترى مستقبل الحرية في العالم العربي ؟. بهجت 20 7,093 03-12-2012, 05:58 PM
آخر رد: بهجت
  مستقبل الجزيرة العربية في زمن الاحتكارات - عبد الله النفيسي عبادة الشايب 2 1,349 12-22-2011, 09:47 PM
آخر رد: Rfik_kamel
  سقوط العالم الإسلامي نظرة في مستقبل أمة تحتضر vodka 6 5,096 07-25-2011, 01:36 AM
آخر رد: بهجت
  هل الدين شر محض أم فيه خير ؟ Sniper + 6 1,837 11-20-2010, 05:15 PM
آخر رد: ماجن

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS