بعض العلماء الامريكيين عرفوا من زمن عن وجود منطقة معينة في الجهاز العصبي مسؤولة عن الهلوسات و الروحانيات، و أسموها "الجينة الالهية" (أو The God Gene). و قد قام بعضهم مثل برسنجر Persinger بعمل بعض التجارب تم خلالها التأثير على هذه المنطقة ببعض الموجات الكهرومغناطيسية، مما ادى الى حدوث هلوسات مختلفة في الاشخاص التي تم اجراء التجارب عليهم، فروى بعضهم رؤيته لمريم العذراء، و الاخر رأى بوذا، و الاخر رأى جدته المتوفاة، أي كلٌ حسب ايمانه المسبق.

و يقول العلماء بأن هذه المنطقة في الجهاز العصبي تكون اكثر حساسية و اكثر تأثيرا على الدماغ في بعض الاشخاص، مما يؤدي الى تدينهم و تقبلهم للمزاعم الدينية، بينما البعض الاخر يسيطر الشطر الايسر من دماغهم عليها فيجدون صعوبة في تصديق المزاعم الدينية و يكونون اقل عرضة للاختبارات "الروحية" او الرؤيا.

و يبدو أن وجود هذه الخاصية هي نتيجة عملية التطور، حيث انها تعين الكثير من الناس على تقبل المصاعب و تحملها لأنها تعطيهم خاصية الايمان و "التوكل على اللـه" بينما الاخرون يعانون من واقعية زائدة و نظرة للامور تغلب عليها العقلانية الجافة.

لكن مع تطور العلوم الحديثة و الحضارة المعاصرة، بات من السهل للكثيرين التخلص من تأثير هذه الخاصية بعد ان انكمشت قدرة الدين و اللـه على تفسير الاشياء، و بات الكثيرون يرون الاجوبة في الحياة العلمانية او اللادينية المعتمدة على العلم و المنطق البحت.

و قد تفسر هذه الخاصية وجود ما يُسمى بـ "الانبياء" و غيرهم، و تفسر كيف سمع ابراهيم صوت اللـه في عقله يأمره بقتل ابنه، و كيف سمع محمد و رأى الملائكة، و غيرها من الهلوسات.