{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مستقبل الدين في عالم ليبرالي .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #15
مستقبل الدين في عالم ليبرالي .
الزملاء المحترمون . تحية و عرفان .
الأخ وليد .. مرحبا بك على الشريط ، و سيكون لي رد منفصل على مداخلتك الهامة .
لا أنكر أنني ترددت في طرح هذا الموضوع لسببين أولهما الحساسية المبالغ فيها التي نتعامل بها مع الدين حتى في جوانبه العملية ، من جانب آخر صعوبة التصدي للموضوعات المستقبلية ولو في القضايا العلمية حيث القوانين أكثر انضباطا ، و بالطبع ستكون هذه الصعوبة مضاعفة في القضايا الإنسانية مثل التدين ،و لكن أي متعة نجدها في السهل و البسط غير الكسل ؟.
إن المقترب المناسب لمعالجة مثل هذه القضية كما يذهب علماء الاجتماع هو اعتماد نموذجا استرشاديا يتم مناقشة المشكلة خلاله ، إن وجود هذا النموذج -الذي يجب اختياره بعناية- يساعدنا على تركيز أفكارنا داخل إطار محدد و منع تشتتها في مسارات جانبية ، و قد اعتمدت في مداخلتي نموذجا يلاقي قبولا واسعا منذ إطلاقه في التسعينات هو نموذج المفكر الألماني الشهير نيكلاس لومان Niklas Luhmann لمجتمع العولمة، و يمكن اعتبار لومان مع هبرماس أهم المفكرين الألمان لعصر ما بعد الحداثة ومجتمع العولمة في الغرب .
نموذج نيكلاس لومان .
إن السمة الرئيسية للمجتمع الحديث كما يراها كثير من المفكرين المعاصرين الكبار أمثال لومان و بارسنز و برجر - و كلها أسماء كبيرة وهامة لفهم التضاريس الفكرية للعالم الحديث - هي كما عرضتها في شريط سابق :
(التمايز المؤسسي و الهويات الفردية المتعددة)
. إن المؤسسات الحديثة تتخصص في مجالات محددة من النشاط المهني ، هذه المجالات يطلق عليها لومان اسم الأنساق الفرعية المجتمعية ، هذه الأنساق متمايزة وظيفيا و مستقلة و لكنها تعمل في نفس المجتمع ، و تشمل هذه الأنساق أنشطة مثل إدارة شئون الدولة و الاقتصاد و العلم و الدين و الأسرة و القانون و التعليم و الفن و الصحة و غيرها ، من جانب آخر يمارس الإنسان أدوارا متعددة بتعدد تلك الأنساق و لكنها متكاملة ، فهو طالب و مريض و مهندس و منتظم في دين ما و عضو في حزب سياسي و مشجع لنادي رياضي و هكذا . وفقا لهذه النظرية فإن الدين بدوره يفرز نسقا فرعيا خاصا به و يؤدي وظيفته خلال هذا النسق الديني المتمايز عن غيره من أنساق المجتمع . طبقا لنموذج لومان فإنه يمكن لأي نسق وظيفي أن يكون له تأثير عام ،وهذا يتحقق عندما يكون قادرا على حل مشكلة تنشأ في نسق آخر و لكنها لسبب ما لا يمكن حلها داخل هذا النسق الآخر ، مثلا مشكلة الفقر التي تظهر في النسق الاقتصادي أو مشكلة الإجهاض التي تنشأ في النسق الطبي أو مشكلة القهر و الطغيان التي تنشأ في النسق السياسي ، كل تلك مشاكل تنشأ في أنساق بعينها و لكنها لا تحل داخل تلك الأنساق التي تنشأ فيها .و التأثير العام لنسق ما يشير إلى مدى الأهمية التي يحققها الفعل المهني على الآخرين خارج نسقه ، كمثال مدى أهمية الدور الذي يقوم به رجال العلم في المجالات الاقتصادية و رجال الدين في المجالات السياسية و الطبية و الاجتماعية ... الخ .
[SIZE=3]ما هو مستقبل الدين في عصر العولمة ؟.

أستحضر الآن مجموعة من الأفكار التي طرحتها في شريط زميلنا العزيز وليد عن ( هل ماتت الفلسفة ؟ ) لأني أجد التشابه كبيرا . لعل أهم تلك الأفكار هو التشكك في فكرة الإسقاط التي نميل إليها بشكل يكاد يكون غريزيا . لو افترضنا أن التاريخ سيسير في نفس مساره السابق و لن يغير طريقه ، فسيكون منطقيا أن يضمحل الدين و يفقد تأثيره باستمرار حتى يختفي في لحظة تاريخية ما ، ولكن هذا يعني أن التاريخ ينهج منهجا رياضيا و أن المستقبل سيعكس الماضي القريب بشكل آلي . ليست هذه نظرتي لحركة التاريخ ، و هنا أحبذ مرة أخرى رأي الفيلسوف ( فيتجنشتاين) عن المستقبل و أنه يسير في منحنيات تغير مسارها باستمرار . نعم أقر أن الدين قد خضع للخصخصة على الأقل في الجزء المتقدم من العالم المعاصر ، و أن الدين بصورته التقليدية فقد الكثير من وضعه العام و أصبح الآن مسألة فردية ، و أن القرار الديني هو قرار شخصي ، فالناس أتباع مخيرون لعدد من الأديان لا يتمتع أحدها سوى بنفوذ محدود على معتنقيه . و لكني أدعوكم كي نرى من الجانب الآخر مشهدا سيثير دهشتنا عندما نكتشف أن عولمة المجتمع و لأسباب متناقضة و على غير المتوقع تعتبر أرضا خصبة لظهور تأثيرات جديدة غير مسبوقة للدين .
1- في المركز من المجتمع المعولم تقبع المجتمعات الغنية ، حيث توجد أعداد متزايدة من البشر يرون أن زيادة المكون المادي في الحياة لا يحل كثيرا من القضايا ذات الإجابات المتنوعة ،وهنا يبدوا دور الدين و الفلسفة مطلوبا و ضروريا . هذا معناه أن على الفلسفة و الدين أيضا أن يخاطبا الإنسان العادي مباشرة . إن المجتمع الأغنى و الأكثر ثقافة هو المجتمع الذي يميل بشكل متزايد للتفكير بعمق فيما يفعله ، إن روح التدين و الفلسفة سيتم استدعاؤهما مرة أخرى و سيكون عليهما المساهمة بدور قيادي في البحث عن هياكل جديدة بديلا عن الهياكل المركزية القديمة و هي الأسرة و الأخلاق و الدين القديم ، كذلك لإجراء الحسابات الأخلاقية بالغة التعقيد و الغير مسبوقة التي يفرضها التقدم : مثل الاستنساخ البشري و الموازنة بين الصناعة و البيئة و التضحية بسلالات بشرية بذاتها لصالح البشرية كنوع و المفاضلة بين قيم الحرية و العدل ... الخ .
2- في المحيط مازالت الأنماط الثقافية الغربية سائدة بل و تزدهر نتيجة للعولمة الثقافية ، و بينما يرى الغرب في تلك الأنماط تقدما و قيما أخلاقيا فهناك من يراها -خارج الغرب - مجرد غزوا ثقافيا و امتدادا للهيمنة السياسية والاقتصادية للإمبرياليين الغربيين ،و لأن التحديث القائم على العولمة ليس خيرا كله ، و لأن ردود الفعل السياسية و الاقتصادية بما في ذلك خطط التنمية قد تفشل في الاستجابة لتحديات العولمة ، فإن الدين الذي يرتبط بروابط قوية بثقافات الجماعات المحلية يتم استدعاؤه لملء الفراغ ،و هكذا يجري التعبير عن الصراعات الإقليمية من منظور ديني ، في هذه الحالة يقوم المجتمع بالعودة إلى الرؤية التقليدية التراثية للدين .هذا الخيار المحافظ هو الذي يعيد إنتاج الدين الأصولي ويدفع به إلى مكان الصدارة على الأطراف في مجتمع العولمة كظاهرة طبيعية تؤكد العولمة ولا تنفيها !، أقر مرة أخرى أن استمرار تلك الظاهرة يتناقض مع آليات العولمة المحبذة للتمايز الوظيفي و ليس الإقليمي ،و لكن الأصولية تطور نفسها جينيا و بهذا يمكن أن تقاوم لزمن ما تكبح خلاله مد التحديث في بعض المناطق انتظارا لتداعي مجتمع العولمة ذاته مثل أي مجتمع تاريخي آخر،والأصولية في ذلك تلجأ لمختلف حيل البقاء مرتدية أقنعة لقضايا حقيقية مختلفة مثل العدل الاقتصادي في مصر و التحرر السياسي في فلسطين . ارتباط الأصولية بالعولمة يمكن أن يفسر لنا ظهور المد الأصولي في مجتمعات لم تعرف بالتدين بشكل خاص لمجرد أن تأثرها بالعولمة أكثر من غيرها مثل الجزائر .
للرد بقية .
03-13-2006, 02:15 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-04-2006, 06:49 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة neutral - 03-05-2006, 07:01 AM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-11-2006, 06:54 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-12-2006, 04:51 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة بهجت - 03-13-2006, 02:15 AM
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-20-2006, 06:45 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-20-2006, 09:01 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-20-2006, 09:43 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة mass - 03-21-2006, 04:08 AM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-22-2006, 05:41 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 02-27-2007, 06:00 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  كيف يرى السوريون مستقبل بلادهم؟ -- ممنوع دخول الجنس الثالث الملكة 13 3,360 04-27-2012, 03:18 PM
آخر رد: السلام الروحي
  كيف ترى مستقبل الحرية في العالم العربي ؟. بهجت 20 7,089 03-12-2012, 05:58 PM
آخر رد: بهجت
  مستقبل الجزيرة العربية في زمن الاحتكارات - عبد الله النفيسي عبادة الشايب 2 1,348 12-22-2011, 09:47 PM
آخر رد: Rfik_kamel
  سقوط العالم الإسلامي نظرة في مستقبل أمة تحتضر vodka 6 5,084 07-25-2011, 01:36 AM
آخر رد: بهجت
  هل الدين شر محض أم فيه خير ؟ Sniper + 6 1,828 11-20-2010, 05:15 PM
آخر رد: ماجن

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS