بشار دراغمه
تمكنت إيلاف من الوصول إلى مدينة أريحا رغم الحصار المشدد الذي تفرضه القوات الإسرائيلية على المدينة ووصلت إلى مشارف السجن الذي تحاصر فيه تلك القوات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات. وبدأت القوات الإسرائيلية المرحلة الأخيرة من اقتحام السجن الذي يحتجز فيه سعادات ورفاقه من الجبهة الشعبية المتهمين بترتيب عملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلية السابق رحبعام زئيفي والعميد فؤاد الشوبكي المتهم بالوقوف خلف تهريب سفينة الأسلحة في غزة "كارن إي".
وبدأت القوات الإسرائيلية قبل قليل ما أسمته بالمرحلة الأخيرة من حصار سعدات في سجنه والتي تمثلت باقتحام السجن. وتمكنت وحدات خاصة إسرائيلية من الانتشار بشكل مكثف فوق أسطح السجن استعداد لاعتقال سعادات أو اغتياله. وأكد سعدات أنه لن يستسلم وإنما سيواجه مصيره هو ومن معه. وقال في تصريحات صحافية:" الوضع عندنا صعب للغاية وأحذر من مجزرة جماعية لان هناك أكثر من 200 محاصر ". وبين سعادات أن عملية حصاره في سجن أريحا من قبل القوات الإسرائيلية تمت بتواطؤ من القوات البريطانية والأمريكية التي تحرس السجن وغادرته قبل حصاره بدقائق.
وكانت أكثر من 40 آلية عسكرية إسرائيلية حاصرت سجن أريحا وطلبت من سعدات ومن معه بتسليم أنفسهم وأدت العملية المستمرة حتى لحظة كتابة هذا التقرير إلى مقتل فلسطينيين وإصابة أكثر من 15 آخرين بجراح. بينما شرعت جرافات إسرائيلية بهدف أسوار وبوابات السجن.
السعدات : الوضع صعب ولن أستسلم
وكان أكد الأمين العام ل "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أحمد السعدات الذي تحاصره القوات الإسرائيلية في هذه الأثناء بسجن أريحا أنه لن يستسلم بل سيواجه مصيره هو ومن معه. وقال في تصريحات صحافية: " الوضع عندنا صعب للغاية وأحذر من مجزرة جماعية لان هناك أكثر من 200 محاصر ". وأوضح السعدات أن حصار القوات الإسرائيلية لسجنه في أريحا حصل بتواطؤ من القوات البريطانية والأميركية التي تحرس السجن عادة ، وقد غادرته قبل حصاره بدقائق. وكانت أكثر من 40 آلية عسكرية إسرائيلية حاصرت السجن أريحا وطلبت من سعدات ومن معه بتسليم أنفسهم. وأدت العملية المستمرة حتى لحظة كتابة هذا التقرير إلى مقتل فلسطينيين وإصابة أكثر من 15 آخرين بجراح. بينما شرعت جرافات إسرائيلية بهدف أسوار وبوابات السجن. وتتهم إسرائيل أحمد السعدات بالمسؤولية عن اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي السابق رحبعام زئيفي.
وأكد أحد رجال الأمن الفلسطيني المحاصرين لـ"إيلاف" أن الوضع داخل السجن كارثي وصعب للغاية، مشيرا إلى أن القوات الإسرائيلية لا تزال تطلب من السعدات تسليم نفسه. وأضاف أن رجل أمن فلسطينيا قتل بنيران إسرائيلية في السجن أريحا إضافة إلى مقتل أحد المعتقلين وإصابة ثمانية آخرين بجروح. وبحسب مصادر "إيلاف" بدأت الجرافات الإسرائيلية بهدم السور المحيط في السجن ، ويدعو الجنود عبر مكبرات الصوت السعدات إلى تسليم نفسه ومن معه وتحديدا العميد فؤاد الشوبكي الذي تتهمه إسرائيل بتهريب سفينة الأسلحة "كرن إي". ولاتزال القوات الإسرائيلية تقصف محيط السجن بالرشاشات الثقيلة والمدفعية مع تحليق واسع للطيران الإسرائيلي في سماء أريحا. وأكد وزير الأمن الإسرائيلي شاؤول موفاز أن هذه العملية تهدف إلى اعتقال سعادات بسبب مسؤوليته عن اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي السابق رحبعام زئيفي. وأكد على أن سعي إسرائيل لاعتقاله يأتي بعد أن وافق الرئيس الفلسطيني محمود عباس على إطلاق سراحه من السجن. بينما أكد جميل مجدلاوي القيادي في الجبهة الشعبية أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية يتحملان معا أي مسؤولية عن حياة السعدات وأي مكروه قد يحصل له.
ونقلت المصادر الإسرائيلية عن رئيس الأمن الوقائي في أريحا، أكرم الرجوب، أن السجانين البريطانيين والأميركيين تركوا السجن بموجب اتفاق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وفور مغادرتهم طوقت قوات إسرائيلية صباح اليوم منطقة السجن . وتمركزت وحدة شرطية لمكافحة الإرهاب على سقف المبنى في حين أغلقت قوات أخرى كل الطرق المؤدية إلى السجن وذلك بهدف اعتقال من وصفتهم "قتلة زئيفي".كما جاء أن إشتباكات مسلحة وقعت في محيط السجن، في حين طلب من سعادات ورفاقه الخروج وتسليم أنفسهم.
قطاع غزة
وفي قطاع غزة أفادت مصادر فلسطينية أن مسلحين فلسطينيين اختطفوا اثنين من الرعايا الفرنسيين في أعقاب اقتحام القوات الإسرائيلية لسجن أريحا ومحاصرة السعدات فيه. بينما أقدمت مجموعة مسلحة أخرى على اقتحام المجلس الثقافي البريطاني في القطاع، بعدما اتهمت الجبهة الشعبية القوات البريطانية التي تحرس السجن بالتواطؤ مع القوات الإسرائيلية والانسحاب من المكان قبل اقتحامها السجن بدقائق معدودة.
وأطلق المسلحون النار بكثافة داخل المقر وفي محيطه. وحملت السلطة الفلسطينية ممثلة برئيسها محمود عباس (أبو مازن) الإدارة الأميركية والحكومة البريطانية مسؤولية ما يجري في أريحا. وبعث الرئيس عباس كتابا عاجلا للإتحاد الأوروبي من أجل التدخل لوقف الأحداث الجارية وإنقاذ حياة السعدات.
وذكرت مصادر الشرطة الفلسطينية ان "مسلحين من الجبهة الشعبية (لتحرير فلسطين) حاول اختطاف مواطن اميركي عند بلدة بيت حانون قرب معبر ايريز شمال قطاع غزة وتدخلت الشرطة وتم انقاذه". واضافت المصادر ان "الاميركي نقل الى مركز الشرطة القريب وبعد ذلك حاولوا اخراجه من غزة لكن المسلحين اطلقوا النار على موكب الشرطة التي لم ترد، وعادت بالمواطن الى مقر الشرطة بمدينة غزة".
عريقات
وصرح رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اليوم ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس طلب من رئاسة الاتحاد الاوروبي والادارة الاميركية التدخل فورا لوقف الهجوم الاسرائيلي على سجن اريحا. وقال عريقات الذي يرافق عباس في زيارته الى فيينا في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "الرئيس (عباس) يجري اتصالات مكثفة مع كل الاطراف الدولية لوقف اقتحام سجن اريحا وطلب من مستشار النمسا (تتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي) التدخل فورا لوقف العدوان الاسرائيلي". واضاف ان "هناك اتصالات مع الاطراف الاميركية والاسرائيلية والبريطانية على اعلى المستويات لوقف اقتحام سجن اريحا". واكد عريقات ان "استكمال العلمية سواء بالاختطاف والاعتقال سيكون له نتائج كارثية على عملية السلام".
من جهتها طلبت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح اليوم من الرعايا الاميركيين والبريطانيين مغادرة الاراضي الفلسطينية، محذرة من حدوث "ما لا تحمد عقباه" ردا على "التخاذل والتآمر" الاميركي البريطاني اثر انسحاب عناصر البلدين من سجن اريحا الذي كان تحت حمايتهم. وقالت كتائب الاقصى في بيان "ندعو كافة الاميركيين والبريطانيين الى مغادرة الاراضي الفلسطينية فورا والا سيحدث ما لا يحمد عقباه ردا على التخاذل والتآمر من قبل الاميركيين والبريطانيين في سجن اريحا". واضاف البيان ان "المساس بالاخوة المناضلين في اريحا احمد السعدات وفؤاد الشوبكي سيكون الرد عليه مزلزلا وبحجم الجريمة"، داعيا "كل المعنيين الى التدخل السريع والا ستكون نتائج لا تحمد عقباها".
هنية
من جهته حذر رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف إسماعيل هنية الحكومة الإسرائيلية من أي محاولة للمساس بحياة سعادات.ويعمل جيش الإحتلال على اعتقال السعدات ورفاقه، الذين كان من المقرر إطلاق سراحهم بعد أيام معدودة بموجب إعلان للسلطة الفلسطينية.
إيلاف
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/200...06/3/134987.htm