{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مستقبل الدين في عالم ليبرالي .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #18
مستقبل الدين في عالم ليبرالي .

اقتباس:هاهو مخلوق جديد يولد مكللا بالطموح الأعمى و الجنون و الندم ، و يسأل الغوث من الرحمن فتنسكب عليه خمر الفتن . نجيب محفوظ .
[U][B]هل يمكن أن يتعايش الإسلام مع العالم المعاصر أم أن التصادم حتمي ، وما هو مستقبل الأصولية الإسلامية في عالم ليبرالي ؟.
منذ بداية القرن 19 وحتى اليوم ظل الليبراليون و الاشتراكيون يحلمون بثقافة عالمية واحدة ، كل برؤيته الخاصة . هذا الحلم بشر به رجال متنوعون بتنوع ميل و سبنسر وكارل ماركس في القرن 19 وصولا إلى بارسونز و سملسر في القرن 20 . لدهشة الجميع بدأ هذا الحلم يتحقق ، حيث أدت الحداثة إلى تآكل الخصوصيات المحلية و بزوغ مجتمعات متنقلة هائلة و متشابكة و مرنة حتى بدت أكبر الدول القومية مجرد محطة في سلم ارتقاء البشرية ، كان ذلك بشيرا بعصر جديد ( العولمة ) حيث تذوب الحدود و التصنيفات لصالح مفهوم المجتمع الإنساني الواحد . ربما لم تأت العولمة بثقافة متجانسة بعد و لكنها نجحت في تنظيم التنوع بين الثقافات التي تتفاعل بشكل غير مسبوق في التاريخ الإنساني ، منذ بداية المشروع الثقافي الكوني الواحد لم يواجه تحديا يماثل في طبيعته و التوائه و استغلاقه على التحليل و الفهم مثل الأصولية الإسلامية .
رغم نفوري من الأحكام الدوجمائية القاطعة ، إلا أني أتفق مع الرأي القائل بأن الأصولية الإسلامية أصبحت الخطر الحقيقي الذي يهدد العالم كله الآن ،و لكنها تهدد بشكل أخص و مباشر الدول الإسلامية ذاتها . في مواجهة هذه الحقيقة يجد المستنيرون العرب أنفسهم في موقف مرتبك ، إنهم لا يمكن أن يشاركوا الإسلاميين رؤيتهم ولا خندقهم الدموي ، و لكن أيضا يجب أن يكون موقفهم مختلفا عن موقف غير العرب ، فالعالم يرى في الأصولية الإسلامية عدوا يجب القضاء عليه و لكنه بالنسبة لنا مرض يجب مقاومته ، و هناك فرق كبير بين عدو و مرض فلا يمكن علاج المريض بقتله ،و لكن يمكن دائما الشفاء من المرض لو أحسن علاجه !.من جانب آخر يجب أن نعترف أن التصادم بين الإسلام و العالم المعاصر أصبح تصادما حقيقيا و ليس احتمالا يمكن تفاديه ، إننا نعاني ظواهره المتفجرة في كل مكان ، أعمالا إرهابية يقوم بها إسلاميون غاضبون ضد كل الهويات البشرية بما في ذلك مواطنيهم ، يقابلها غزو عسكري سافر يشنه الغرب ضد كيانات إسلامية يراها مارقة في أفغانستان و العراق وفلسطين وربما إيران و غيرها لاحقا . المدهش أن المسلمين ينقادون خلف الأصوليين - الذين شنوا تلك الحرب الدينية منذ البداية - إلى صراع لا تكافؤ بين أطرافه ،هذا الصراع يشبه انتحارا أكثر منه قتالا ففي المواجهة الحالية هناك 100 مسلم يقتل في مقابل واحد فقط من غير المسلمين .
[B]أين المشكلة إذا ؟
يبقى أن أبدى ملاحظة شخصية هي أنه رغم كل ما يقال عن حوار الحضارات أرى أن الجهود الحقيقية تبذل من مختلف الأطراف لتأجيج حدة الصراع و ليس لتجاوزه .
إن الإسلام كأي دين آخر له وجهان هما الوظيفة التي يمارسها ضمن نسقه الوظيفي مثل مختلف الأنساق الفرعية المجتمعية ،وهناك أيضا الممارسة ..أي تأثيره العام وهذا ظاهر في النفوذ الذي تمارسه قيادات الدين على المجتمع ككل . إن ممارسة الإسلام لوظيفته في نسقه الديني لا تعني سوى المسلمين الملتزمين دينيا ،و لكن المشكلة كلها تنشأ عندما يمارس الإسلام تأثيره العام على المجتمعات الإسلامية كنموذج أصولي قياسي بلا نظير تقريبا لأنه يتصادم مع الجميع ، إن العولمة تعني أنه من المستحيل أن يحتفظ دين ما بتأثيره العام محليا إذا تصادم مع النسيج الثقافي العام للمجتمع العالمي ، فحتى الأديان المحلية تمارس تأثيرها العام على أنساق مهنية أضحت عالمية عابرة للمجتمعات البشرية ، هذه الحقيقة تذكرنا بقول بول فاليري :" “ لن يتم فعل شئ بعد الآن دون أن يشارك العالم كله فيه " .
الشروط الواجب توافرها ليتحقق التأثير العام للدين .
هناك شروط يجب توفرها في أي دين كي يمارس تأثيرا كبيرا على المجتمع ، هذه الشروط هي :
أولا : توفر مستوى عالي من التدين الفردي وهو شرط غير كافي ما لم يترجمه أتباع الدين إلى فعل عام مستلهم دينيا .
ثانيا : قيام رجال الدين بصياغة التدين و تركيزه في مؤسسات دينية .وهذا شرط أساسي للدين في حد ذاته .
ثالثا : أن تكون القيادات الدينية مسيطرة على خدمة لا يمكن الاستغناء عنها في عالم اليوم مثل العاملون في مجال الصحة و التعليم أو الزعماء السياسيين ، وهذا هو الضلع الثالث في المثلث الذي لا يكتمل بدونه ، وهذا يفسر اهتمام الحركات الدينية السياسية بالأنشطة الخدمية الحيوية كالرعاية الصحية و التعليم .
إذا طبقنا هذه الشروط على الإسلام الأصولي سنجد أنه يحققها جميعا ، و لكن يجب أن نتوقف بعض الشيء عند الشرط الثالث . مع تهميش النموذج الإسلامي الليبرالي نجد أن هناك أصوليتين و ليس أصولية واحدة تتقاسمان قيادة المسلمين : الأولى الأصولية السنية الوهابية- الإخوانية و الثانية هي الأصولية الشيعية الإمامية .
[B]الأصولية السنية
الأصولية السنية هي الأخطر و الأكثر انتشارا فهي تحكم بالفعل في السعودية أهم الدول العربية بما لا يقارن و المنتج الرئيس للنفط في العالم ، والسودان و اليمن و فلسطين و في طريقها للحكم في دول أخرى مثل مصر و الأردن وربما غيرهما . هذه الأصولية تمتلك بالفعل نفوذا قويا على مؤسسات الدولة في أكثر من دولة مثل باكستان و المغرب ،و يمتلك الأصوليون الإسلاميون تنظيمات مسلحة و ثروات طائلة ومؤسسات مالية كبيرة في كل مكان في العالم ، و يمكن اعتبار الوصول إلى مركز قيادي إسلامي يعني ضمنيا الدخول إلى نادي الأثرياء . كل ذلك يعطي للسنية الأصولية تأثيرا طاغيا .
يقر العالم كله أن السعودية هي مركز الأصولية السنية و هنا تكمن المشكلة ، فالسعودية ليست مستودعا عالميا للأصولية فقط و لكنها أيضا مستودع الطاقة العالمية و الحليف الرئيس للغرب في المنطقة ، هذا يجعل من المجتمع السعودي العدو الرئيسي للغرب و لكنه يجعل من الحكم السعودي حليفه الأول !.إن تدمير معاقل الوهابية يعني إصابة النظام السعودي كله في مقتل ،وهذا أسوأ ما يمكن أن يحدث للمصالح الغربية بل و للاقتصاد العالمي ، فالنظام السعودي ينفرد بين الأنظمة العربية بل وربما الإسلامية أنه لا يمكن الاستغناء عنه أو إحلاله بآخر ، إن مصر هبة النيل و لكن السعودية هبة آل سعود و بدونهم ستتحول الجزيرة إلى عشرات الإمارات المتقاتلة و تعم الفوضى في كل مكان ،وهذا يعني ببساطة ندرة في الطاقة و انهيار النظام الاقتصادي القائم حاليا . لو حاولنا صياغة هذه المعضلة بشكل بسيط سنجد أمامنا عبارة أشبه بالدراما الإغريقية تقول :" إن الانتعاش العالمي يعني في جزء منه دعم النظام السعودي ، و هذا الدعم يعني أيضا في جزء هام منه دعما للأصولية السنية التي تتبنى الجهاد أي الحرب الدينية ضد القوى التي تدعمها بشكل غير مباشر ( الغرب تحديدا ) " ، هذه الحقيقة تقودنا مباشرة إلى متناقضات العقل العربي التي لا قرار لها ولا غاية . بالإضافة لخصائص النموذج الديني الأصولي ، تتميز الأصولية الإسلامية السنية بعدد إضافي من الخصائص أهمها من وجهة نظري هي :
1. هي النموذج الأكثر شيوعا و الأوسع تعبيرا عن التدين السني نتيجة طبيعية لتهميش الإسلام الليبرالي الذي يتحول تدريجيا إلى خيار ثقافي للصفوة و ليس ممارسة شعبية .
2. ارتباطها على مستوى القمة و أجهزة الدعوة و التنظيم بالطفرة النفطية ، فالبترول هو الممول الرئيسي للأصولية السنية في مختلف دول العالم ،و لكنها ترتبط على مستوى القاعدة بالفقر و التخلف فهي تنتشر في الشعوب الأدنى على سلم التنمية ، حتى أن البعض يراها مجرد أيديولوجية بدائية تلائم الشعوب الأكثر تخلفا في العالم .
3. إقصائية بشكل مطلق (مضادة للبشرية) و تتميز بالتصادمية و العنف المجاني في صراعها الدموي مع مختلف الأديان و القوميات ،.و اعتماد الإرهاب كأداة رئيسية للجهاد الإسلامي .
4. السطحية و الضحالة الفكرية فهي تجسد أكثر درجات التناقض المعرفي مع العلوم و الثقافات المعاصرة ،وهذه السطحية متلازمة فكرية للأصولية نظرا أنها نتاج لتزاوج بين خطاب أحادي ساذج لفقهاء من البدو الرحل المنعزلين في نجد مثل محمد بن عبد الوهاب و موظفين صغار من فلاحي الدلتا الفقراء مثل حسن البنا و سيد قطب .
5. واسعة الانتشار جغرافيا ، فهي تنتشر أفقيا من إندونيسيا حتى المحيط الأطلنطي ، بالإضافة إلى وجود جاليات إسلامية كبيرة في كل مكان من العالم بما في ذلك أوروبا و الولايات المتحدة .
6. تتغذى على الفشل و الإحباط و الهزائم المتصلة التي تحمل رصيدا مذهلا منها .
7. التسليم المطلق للقيادات التنظيمية و قادة الفكر الديني ، و تداخل السياسة مع الدين بشكل بنيوي .
[B]الأصولية الشيعية.نعلم مبدئيا أن الأصولية المذهبية تهيمن على العقل الشيعي في كل مكان ، وهي بالفعل تسيطر على مؤسسات الحكم في دولة إسلامية غنية منتجة للنفط هي إيران ،هذه الدولة يراها الغرب كيانا خطيرا مارقا يسعى لدخول النادي النووي كي تردع الكفرة ( كل العالم عداها ) ، و يسيطر الأصوليون الشيعة أيضا على الحكم في العراق ، و العراق في طريقه لينضم إلى إيران كثاني دولة تحكمها الأصولية الشيعية و سوف يتحقق ذلك بشكل حتمي وبمجرد حصول العراق على سيادته كاملة سواء جرى تقسيمه أو ظل موحدا.
كيف يمكن أن يتطور الصراع بين الإسلام الأصولي و العالم ؟. هذا ما سأحاول افجابة عليه في مداخلة قادمة .
أحمد سالم .
شكري على كرمك و دعمك .
وصلات جميلة و سيكون لنا تعليق حولها .
تحياتي .
03-16-2006, 05:14 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-04-2006, 06:49 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة neutral - 03-05-2006, 07:01 AM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-11-2006, 06:54 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-12-2006, 04:51 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة بهجت - 03-16-2006, 05:14 PM
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-20-2006, 06:45 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-20-2006, 09:01 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-20-2006, 09:43 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة mass - 03-21-2006, 04:08 AM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-22-2006, 05:41 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 02-27-2007, 06:00 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  كيف يرى السوريون مستقبل بلادهم؟ -- ممنوع دخول الجنس الثالث الملكة 13 3,361 04-27-2012, 03:18 PM
آخر رد: السلام الروحي
  كيف ترى مستقبل الحرية في العالم العربي ؟. بهجت 20 7,089 03-12-2012, 05:58 PM
آخر رد: بهجت
  مستقبل الجزيرة العربية في زمن الاحتكارات - عبد الله النفيسي عبادة الشايب 2 1,348 12-22-2011, 09:47 PM
آخر رد: Rfik_kamel
  سقوط العالم الإسلامي نظرة في مستقبل أمة تحتضر vodka 6 5,084 07-25-2011, 01:36 AM
آخر رد: بهجت
  هل الدين شر محض أم فيه خير ؟ Sniper + 6 1,828 11-20-2010, 05:15 PM
آخر رد: ماجن

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS