{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مستقبل الدين في عالم ليبرالي .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #19
مستقبل الدين في عالم ليبرالي .
اقتباس:" فرأيت السحب تتراكم كأنها ليل ، ثم استجابت لرياح الشرق فانقشعت ، فبشرني هاتف الغيب بالعزاء " نجيب محفوظ .
منذ 11 سبتمبر تحتل قضية الأصولية الإسلامية الجهادية ( الإرهابية ) مكان الصدارة من اهتمام العقل الغربي ، هذه الحوادث أدت إلى كبح التوقعات المتفائلة لإمكانية دمج المسلمين في مجتمع العولمة لتثير من جديد مفهوم الثقافات المارقة ، و تؤكد أكثر الأفكار تشاؤما حول حتمية صراع الإسلام مع الحضارة المعاصرة. إن الأصولية ليست فقط قرحة روحية كما وصفها روجيه جارودي و لكنها أيضا بلاهة سياسية و خراب اقتصادي .يمكننا أن نرى ذلك بوضوح عندما نعرف أن الأهم للبلاد الأقل تطورا هو أن تزج بنفسها في السلسلة السلعية و الدورات النقدية العالمية كي تتجنب التهميش السياسي و الاقتصادي ، من التكرار إذا إن نؤكد على حتمية تبني تلك البلاد سياسات توافقية لتحقيق أهدافها في التنمية و التطوير ، بينما لا تعني الأصولية سوى حتميات التصادم و مزيدا من العزلة و التردي الاقتصادي و الطغيان و القهر الداخلي و التخلي الطوعي عن منجزات البشرية .
علينا إذا أن نتخطى العبارات الدينية التعميمية غير الدقيقة ، علينا أن نستفيد من الرؤى المعرفية العميقة لنظريات الحداثة و تطبيقاتها في مجتمعات أخرى ، علينا أن نفهم كيف تستطيع هذه الرؤى الواقعية أن تفسر و توضح قضايا التنمية الحالية ، على أن نفعل كل ذلك بدلا أن نحيل الدين مشجبا نعلق عليه عجزنا و هواننا على أنفسنا و على الناس .. بدلا أن نحيله إلى أفيون انتهت صلاحيته !. من يبحث عن الحل لمشاكل التنمية في عقيدة دينية سيكون كمن يبحث عن الماء في مستودعات البترول مجرد أحمق ، فلا يمكن التحرر من علاقات التبعية التي يفرضها النظام العالمي سوى خلال أفكار علمانية بديلة ، هذا ما حدث بالفعل في أمريكا اللاتينية عندما كانت العودة إلى أفكار ( فريدرك ليست) الألماني و ليس إلى العهد القديم مبعث الإلهام للذين سعوا من أجل درب مستقل للتنمية .
علينا أن نوقن أن الإسلام الأصولي هو ممارسة سلبية للدين ، فهو يقودنا و بشكل تلقائي إلى التصادم المجاني مع البشرية ، بل مع أفضل ما حققته البشرية من فرص التقدم . إن الفرص العملية لهذه الأصولية ضئيلة و لكنها ستكون منعدمة على المدى الطويل ، فهي مجرد نتوء حاد ،و لكنه مجرد نتوء في المسار العام للدين في مجتمع العولمة .
تواجه الأصولية الإسلامية ضغوطا متزايدة بالفعل ، هذه الضغوط ستقوم عند مستوى محدد بتفتيت الغلاف المتشقق الذي يضم كتلتين مختلفتين من المجتمعات الأصولية ، وهما :
1- الكتلة الأولى هي بعض شعوب الشرق الأوسط التي تمثل منابع النموذج الأصولي ، وهي محدودة بطبيعتها و إمكانياتها ، فالنموذج السني يستمد منابعه من السعودية و بعض المجتمعات القريبة التي تدور في فلكها ، بينما تمثل إيران و امتدادها المذهبي القريب منابع الشيعية الأصولية . ومن المنتظر أن تخوض تلك المجتمعات صراعا مكلفا قبل انهيار النموذج الأصولي و المجتمعات الحاضنة له .
2- الكتلة الثانية : باقي المجتمعات الإسلامية التي تصب فيها أصوليات إسلامية بنسب متفاوتة ،و سوف تنفصل تلك المجتمعات تدريجيا عن التيار الأصولي و تتبنى نماذجا أكثر ليبرالية من الإسلام .
ينتظر أن يستمر العالم في التعامل مع البؤر الأصولية بنفس الترتيبات الحالية مع بعض الإضافات و ربما التوسعات هنا و هناك ، هذه الترتيبات تتشابه للتقريب مع تلك المتخذة مع الملفات المصابة بفيروسات .
1- محاولة إصلاح المجتمعات الأصولية الهامة التي لا يمكن الاستغناء عنها ، وهذا يحدث بالفعل مع السعودية و دول الخليج و بدرجة ما مع مصر ،و النتائج الأولية كلها محبطة للجميع .
2- حصار محكم حول المجتمعات التي لا يمكن إصلاحها ولا تدميرها مثل إيران .
3- تدمير المجتمعات التي لا يمكن إصلاحها و لا جدوى من حصارها ،وهذا ما تحاول إسرائيل أدعائه عندما تدمر السلطة الفلسطينية ( حماس ) بدعوى مكافحة الإرهاب !!،و ينتظر أن يحدث في مجتمعات أخرى كالسودان .
الأصولية هو مشروع بلا مستقبل كما هو جلي ،و لكنه لن يختفي هكذا لمجرد ان نصيح في وجهه و نقنعه بالمنطق ان يغادر تلك الشعوب الضائعة و يتركها لمصير أفضل و إن لم يكن زاهيا بشكل استثنائي بسبب تسكعها الطويل في دهاليز التاريخ . سوف يستمر النموذج الأصولي الإسلامي لفترة ما ،و يتوقف ذلك على عدة عوامل :
1- مدى النجاح في فرض الانضباط على التدفقات المالية الخليجية إلى البنى الأصولية و الإرهابية ، فالتمويل الخليجي هو شريان الحياة للأصولية .
2- مدى نجاح عمليات إصلاح التعليم و محو الأمية و القضاء على الجهل في المجتمعات الإسلامية الأكثر تخلفا في هذا المجال ، السودان و اليمن و صعيد مصر مثالا .
3- الجهود التي يمكن أن تبذلها النخب المحلية من أجل نشر قيم الاستنارة و التطور و الحداثة ، وهنا ننظر إلى الليبرالية السعودية تحديدا .
4- إمكانية فك الارتباط بين القومية الفارسية و الأصولية الشيعية ، وفصل القيادات الدينية الإيرانية عن امتدادها المذهبي في الدول المجاورة ( العراق تحديدا ) .
5- نجاح الغرب في إعادة الوحدة لصفوفه بعد الصدع الكبير الذي أدى لتفارق المسارين الأوروبي العلماني و الأمريكي المسيحي الجديد .
03-18-2006, 07:35 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-04-2006, 06:49 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة neutral - 03-05-2006, 07:01 AM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-11-2006, 06:54 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-12-2006, 04:51 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة بهجت - 03-18-2006, 07:35 AM
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-20-2006, 06:45 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-20-2006, 09:01 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-20-2006, 09:43 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة mass - 03-21-2006, 04:08 AM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 03-22-2006, 05:41 PM,
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بواسطة Waleed - 02-27-2007, 06:00 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  كيف يرى السوريون مستقبل بلادهم؟ -- ممنوع دخول الجنس الثالث الملكة 13 3,255 04-27-2012, 03:18 PM
آخر رد: السلام الروحي
  كيف ترى مستقبل الحرية في العالم العربي ؟. بهجت 20 6,940 03-12-2012, 05:58 PM
آخر رد: بهجت
  مستقبل الجزيرة العربية في زمن الاحتكارات - عبد الله النفيسي عبادة الشايب 2 1,297 12-22-2011, 09:47 PM
آخر رد: Rfik_kamel
  سقوط العالم الإسلامي نظرة في مستقبل أمة تحتضر vodka 6 5,015 07-25-2011, 01:36 AM
آخر رد: بهجت
  هل الدين شر محض أم فيه خير ؟ Sniper + 6 1,751 11-20-2010, 05:15 PM
آخر رد: ماجن

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS