أيوب:
الكلام المضحك الذي أحلتنا إليه عن أخطاء التصميم طريف للغاية!
يا سيدي الفاضل: التصميم مبدع حينما يراعي الهدف الذي وجد من أجله.. وهذا مشاهد في أداء هذه الكائنات لأدوارها، وكذلك في جمالها وتنوعها وإثرائها للحياة!
كما أنّك تتجاهل أنّ الحياة صممت لهدف.. كيف يمكن أن يكون هناك اختبار للإنسان إذا كان سوبرمان لا يمرض ولا يشيخ ولا يموت؟! (الأطباء سيكرهونك على كلام البروستاتا.. أرزاق الناس يا عالم!!)
كيف يوضع في اختبار بلا غرائز ونقاط ضعف وتفاوت في القوة؟!
ثم كيف كانت الحياة ستستمرّ لو كان التصميم ((مثاليا)) كما تصوره لنا، ولا مخلوق يمرض ويموت؟!
هذا كان يقتضي أن نكون أزليين، وبلا تناسل، وبلا عواطف ومشاعر!!
بخلاف هذا: لم يكن هناك داع لوجود طب، ولا وجود علم أصلا يبحث في أسباب المشاكل ولا... ولا .... ولا....
نحن نقول بأن خلق الله بديع وتصميمه رائع.. لكنّنا لا نقول بأنّ المخلوقات كاملة، فالنقص مركّب فيها لتدرك حاجتها لخالقها، ولتكتمل دورة الحياة!

بالمناسبة:
لو كان مدار الأرض دائريا ومحورها عموديا على مسارها، لما كانت هناك أيّ فصول أو تغير في المناخ أو تنوع في الفاكهة وأنواع الملابس وسمات الشعوب على سطح الأرض!!
إن هذا ((النقص)) الذي تراه عيبا يثبت حكمة بالغة من الله سبحانه.. حاول أن تتخيل كيف ستكون الحياة محدودة ومملة ورتيبة على الأرض من دون هذا ((النقص))!
انظر للنظام System في مجمله.. وإلا كنت كشخص أتى من الفضاء، واستغرب بشناعة عندما رآنا نصمّم الفرامل في السيارة، فهي من وجهة نظره توقف الحركة وتهدر الطاقة وتعرض الراكب لصدمة عكسية، وتهلك الإطارات!!
إنّ التفكير على مستوى النظام يجعلنا نعلم أنّ النظام المثالي ((كما تتصوره)) محكوم عليه بالانفجار والخروج عن الاستقرار.. لهذا لا بد من وجود ممانعة في كلّ نظام:
كالمقاومة الكهربية في الدوائر الالكترونية والمقاومة الحرارية في الموصلات، والاحتكاك في الحركة، واللزوجة في السوائل، والجاذبية للطيران...... إلخ!
بغير هذا لم يكن للعلم الذي تراه الآن ولا تطبيقاته أيّ وجود!
الضعف والنقص في هذه الدنيا إبداع لا تستطيع أن تفهمه إلا حينما تنظر للنظام الذي يحيويه بنظرة شاملة.. ليتك تدرس علوم النظم والتحكّم Control لتفهم ما أعنيه.

وسبحان من له الكمال.