إن الموضوع هنا ليس في تحريم الزواج ثانية بل في تحريم الطلاق، فالذين لا يسمح لهم بالزواج ثانية في الكنيسة هم الذين تطلقوا بدون الرجوع إلى الكنيسة و بدون الاستناد إلى تعاليم الانجيل. إن تشدد الكنيسة القبطية يمكن أن نفهمه هنا من زاوية رفض الطلاق غير الموافق لتعاليم الانجيل ( الذي حسب ما فهمت تسمح به الدولة بدون الرجوع إلى الكنيسة ) و الاصرار على عدم تزويج المطلقين يأتي في هذا الاتجاه.

يمكن أن يكون هنالك حوار و اختلاف على أسباب الطلاق الموجبة حتى بين المسيحيين، لكن يجب أن نأخذ الأمور من جميع زواياها.

إن الزواج شركة مقدسة و شخصان اتحدا ليصيرا جسداً واحداً، و هي طريقة مقدسة ليتعلم كل من الزوجين محبة الزوج الآخر و خدمته و بالتالي ليتعلم و يعيش الحية الحقيقية التي تدعو إليها المسيحية.

أما إذا كان الطلاق مباحاً بدون شروط فهذا يعني أن الزوج أو الزوجة يستطيع الخلاص من زوجه إذا أنزعج منه لسبب من الأسباب، و ليس مضطراً إلى أن يضغط على نفسه لكي يحبه. و إن تحليل الطلاق أيضاً يؤدي أحياناً إلى أن يقوم أحد الزوجين بجعل حياة الآخر جحيماً لا يطاق من أجل الحصول على الطلاق الذي قد يرغب به لأسباب متعددة.

مثلاً في الإسلام يكفي أن يكون الرجل قادراً ماديا على دفع المتأخر ليكون الطلاق عنده أسهل الأمور، صحيح أن الطلاق هو أبغض الحلال إلى الله لكن ليس هنالك أي تشريع يفرض عقوبة على الزوج إذا طلق بدون سبب موجب. بينما الرادع في المسيحية هو عدم السماح له بالزواج من امرأة أخرى ( و هو السبب الأكثر احتمالاً لتطليقه زوجته ). كما أن المرأة قد تحول حياة زوجها جحيماً من أجل أن يطلقها فتحصل على المتأخر و أيضاً الفرصة للزواج بشخص آخر يعجبها أكثر ...

التشريع له أسس منطقية و أسباب و نتائج عملية و واقعية تجب مناقشتها عند مناقشة أي تشريع.

تحية محبة