يقول فيسك: "ولكن هيهات أن يبلغ طوني بلير مكانة هؤلاء رغم كل ادعاءاته بأنه صديق للرب! ولا حتى بوش ولا نائبه ديك تشيني اللذين تهربا من حرب فيتنام أو غوردون براون أو كونداليزا رايس أو جون هوارد رئيس حكومة استراليا هم بأولئك القادة المميزون."

ويعتقد الكاتب أن الأمور في العراق الآن هي أسوأ بكثير مما يجري تصويرها للناس. "فإدارتنا الآن هي أكثر دموية وأقل كفاءة مما هو معروف لدى العامة. ونحن اليوم لسنا ببعيدين عن كارثة محققة."

وينهي فيسك مقاله بوفاق مع الرئيس الأمريكي جورج بوش على الأقل في نقطة واحدة حول أحد الحقائق المتصلة بالحرب في العراق حيث صرح بوش مؤخراً أنه "ينبغي علينا بذل المزيد من التضحيات."

ويقول فيسك: "بالطبع سيكون هناك الكثير من هذه التضحيات إن نحنا مضينا قدماُ في مسيرة الحماقة هذه!"

وفي تحقيق ميداني جاء تحت عنوان "فرق الموت تعيث فساداً في بلد شلّه الرعب" كتبه مراسل الصحيفة في مدينة إربيل من شمال العراق، تصف الإنديبندنت كيف أن البلاد قد تحولت بعد ثلاث سنوات من الغزو إلى مستنقع للخوف والموت والدمار وعدم الأمان.

ويكشف التحقيق أن أكثر من 1,300 شخصاً معظمهم من العراقيين السنة قد سحلوا في الشوارع إثر تدمير العتبات الشيعية المقدسة في الثاني والعشرين من الشهر الماضي.

وعلى كامل الصفحتين الرابعة والخامسة تنشر الصحيفة قائمة بأسماء وصور لحوالي 3,000 شخصاً تقول أنهم يمثلون فقط عشر أولئك الذين قتلوا في العراق وفقاً لأكثر التقديرات تحفظاً.

وتنشر الصحيفة مقالاً آخر لجون هاري بعنوان "لقد كنت مخطئاً حقاً، فكم كان علي أن أتبين الدليل بشكل أكثر وضوحاً منذ البداية" يعرب فيه عن قناعته أن كل من سبق له وصدق خرافة أسلحة الدمار الشامل في العراق لابد وأنه الآن يندى جبينه خجلاً من فعلته تلك.

وعلى الطرف المقابل نقرأ في صحيفة التايمز تعليقاً للكاتب تيم هيمز تحت عنوان "ثلاث سنوات وتبقى المأساة الوحيدة في غزو العراق هي حقيقة أن لا غزوات ستأتي بعدها في تلك المنطقة".

وينتقد الكاتب في مقاله المناهضين للحرب في العراق وعلى رأسهم تحالف "أوقفوا الحرب" الذين يحملهم مسؤولية عدم إمكانية إزاحة أياً من الحكام الديكتاتوريين في العالم وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط.

ويضيف: "إن المأساة لم تكن قط بإرسال القوات إلى العراق عام 2003 بل في عدم وصول تلك القوات إلى هناك بشكل أبكر وبأعداد أضخم. ومأساة العراق اليوم هي أنه يحتفل بالذكرى الثالثة وليست السابعة لتحريره."

أما على الصفحة المقابلة في نفس الصحيفة فنرى رسماً كاريكاتورياً يظهر فيه الرئيس العراقي جلال طالباني مع ضيفه وزير الدفاع البريطاني جون ريد إذ يقول له طالباني: "يصرح رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي أن هناك حرباً أهلية في البلاد."

فيرد عليه الوزير البريطاني قائلاً: "ولكن عليك أن تتذكر أنه ماكان ليسمح له بقول ذلك تحت حكم صدام!"

وتنشر الصحيفة أيضاً تحقيقات وأخبار موسعة عن الأوضاع الأمنية والسياسية المتفاقمة في العراق وتبرز تصريحات علاوي حول وجود حرب أهلية حقيقية في البلاد.

وترفق ذلك كله بخلفية تاريخية للأسباب التي أدت إلى اندلاع العديد من الحروب الأهية في الماضي وكيف أن العراق لديه الآن كل العناصر الموضوعية التي تشكل عادة وقوداً لأية حرب أهلية.

أما صحيفة الغارديان فقد أوردت العديد من التحليلات والتحقيقات والأخبار المتعلقة بالوضع في العراق. وهاجم أحد التقارير وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد لدوره في حرب العراق، كما صور تحقيق آخر كيف قادت حرب العراق الرئيس جورج بوش إلى شبه عزلة دولية بعد أن أبعدت العالم عنه.

كما أفردت مساحة كبيرة للوحة رسمها المشاركون في مظاهرة مناهضة للحرب نظمها تحالف "أوقفوا الحرب" في لندن يوم أمس السبت حيث تتكون اللوحة من ألف لويحة من الورق المقوى على كل منها مئة نقطة حمراء ترمز كل واحدة إلى أحد ضحايا الحرب في العراق.

وفي صحيفة الديلي تيليغراف نقرأ تحقيقات وتعليقات عن الوضع في العراق في الذكرى الثالثة لغزوه بالإضافة إلى رصد للتطورات اليومية هناك وبشكل أساسي تصريحات علاوي عن "الحرب الأهلية" وقول رامسفيلد أن اي "انسحاب سريع من العراق سيجلب العار والذل لأمريكا."