{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مجاوزة الميتافيزيقا
الموجة الثالثة غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 15
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #7
مجاوزة الميتافيزيقا
تحياتي للجميع
فيما يخص التقسيم المرحلي لأوجست كونت فهو تقسيم زائف لمراحل التاريخ ، فلا يتمرحل التاريخ وفقا لهذه الثلاثية فقد تداخلت على مدار التاريخ عبادة الطبيعة وعبادة الإنسان وعبادة الله فتخالطت المعينات المادية الفورية التي تلامس الأشياء بشكل تجريبي متجسد ( الطبيعة ) مع التطلع العقلاني والكارزمي القووي للهيمنة على الأشياء ( الإنسان ) ومع الحقائق الغيبية الكامنة وراء الأشكال والأحجام المتجسمة حسيا ( عقلانية الإيمان ) ، كما ان التاريخ الأوروبي الذي اعتمده ( كونت ) في تقسيمه لمراحل التاريخ لا يشهد على صدق دعواه ، فالمرحلة الفلسفية/ الميتافيزيقية ( مع اليونان ) جاءت بعدها ألف سنة من القرون الوسطى كانت دينية !فكيف يصح ان نقول بان هناك انتقال مرحلي داخل تاريخ الإنسانية وفق ثلاثية كونت.
ثم إن المرحلة الوضعية بنهجها العلمي التي يزعم كونت انها جاءت لاحقة لكل ماسبق هي أيضا مشكوك فيها فالتفكير العلمي لم يولد مع ميلاد المنهج التجريبي في القرن السابع عشر بل ثمة دراسات تشير الى ان قواعد التفكير العلمي موجود حتى عند البدائيين إذ لم يكن بفتقر الى التفكير العمي والا شتغال بمنهجيته بقدر ماكان يفتقر الى التراكم المعرفي وهذا واضح في تقنية إشعال النار لدى الإنسان البدائي ، الأمر الذي يؤكد بان التفكير العلمي والديني والفلسفي ليس انماط تفكير مشدودة الى صيرورة لحظات تطورية كل لا حق منها يلغي سابقه بل الأمر اعمق من هذه الرؤية السطحية التي بلورها اوجست كونت .
بل غن كونت في مرحلته الوضعية أضطر للإعتراف بأهمية الدين فنظر الى الوضعية باعتبارها (( دينا جديدا )) وهذا ما قاله ( كونت ) نفسه في إحدى كلماته .
اما فيما يخص مجاوزة الميتافيزيقا بالعلم فإن ذلك خلط للمسائل فالسؤال الديني من الناحية الإيبستمولوجية لا يمكن نفيه من داخل المعالجة العلمية التجريبية لأن سؤال العلم هو سؤال كيفي جزئي بينما سؤال الدين هو سؤال تعليلي غائي ، فالعلم يكشف عن أسباب الظواهر لكنه بتحديده لأسباب الظواهر ليس بإمكانه أن ينفي وجود مسبب لهذه الأسباب ، وهذا هو خطأ النزعة الوضعية التي تصورت ان تفسير ظواهر الكون يلغي طلب تعليل الكون ذاته ، في حين ان تفسير الكون من ناحية علمية يزيد من معقولية الإجابة الدينية ويفضح زيف الإجابة الإلحادية ، إضافة الى ان الإجابة العلمية لا تسد حاجة الفهم الأنطولوجي لوجود وهو لماذا وجد الوجود ابتداءا بل أقصى ما يصل إليه العلم هو فهم كيفية تعالق مكونات الوجود .
ومنشأ التفكير الوضعي ومحاولة مجاوزة الميتافيزيقا هو في الإسشكال الحاصل من غياب الميتافيزيقا واستحالة تشخيص منظومة الغيب للمعاينة الحسية والفحص التجريبي كما يفعل بأشياء العالم ، وربما للمتوف ( إبن عربي ) مقولة تزيل هذه الإشكالية فهو يقول( بان من كان في قبضة شيئ لا يدرك ذلك الشيئ ، لا تدرك الأبصار الهواء لكونها سابحة فيه ويريد البصر ان يدرك لون الماء وشفافيته فلا يدركها لأنه لو ادركها لقيّدها ).
بل إن العلم نفسه يجسد الإيمان الميتافيزيقي فعلى سبيل المثال فإن الجاذبية المعلومة بالفيزياء والرياضيات المعقدة لا تدخل في دوائر الحس ( لا ترى ولا تسمع بالوسائل الخمسة ) كما الأشياء المادية ولكن الإيمان بوجودها يقيني لدى المتعلم والجاهل .
03-23-2006, 12:43 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مجاوزة الميتافيزيقا - بواسطة philalethist - 03-21-2006, 07:54 AM,
مجاوزة الميتافيزيقا - بواسطة إبراهيم - 03-21-2006, 08:33 AM,
مجاوزة الميتافيزيقا - بواسطة philalethist - 03-21-2006, 11:01 AM,
مجاوزة الميتافيزيقا - بواسطة إبراهيم - 03-21-2006, 07:20 PM,
مجاوزة الميتافيزيقا - بواسطة الموجة الثالثة - 03-23-2006, 12:43 AM
مجاوزة الميتافيزيقا - بواسطة Awarfie - 03-26-2006, 10:37 AM,

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS