[SIZE=4]
سألتك أخي عن مصدرك الذي يؤكد أن سيدنا عمر لم يتق الله قبيل موته ولم يراع خشيته وهو على أعتاب لقاء ربه وأمر بضرب عنق صحابي كبير بوزن سيدنا علي. ووجدتك تأتيني بمصدر لم يقل البتة ذلك. أخي اتهام الناس بدون دليل صريح أمر خطير (وهذه تسمية الإمام علي له مقتبسًا ذلك من الرسول لأن الله فرق به بين الحق والباطل):

"وذكر المدايني أن عمر قال لهم إذا اجتمع ثلاثة على رأي وثلاثة على رأي فحكموا عبد الله بن عمر فإن لم ترضوا بحكمه فقدموا من معه عبد الرحمن بن عوف. فإن أصابت الإمرة سعدًا يعني بن أبي وقاص وزاد المدايني وما أظن أن يلي هذا الأمر إلا علي أو عثمان فإن ولي عثمان فرجل فيه لين وإن ولي علي فستختلف عليه الناس وإن ولي سعد والا فليستعن به الوالي ثم قال لأبي طلحة ان الله قد نصر بكم الإسلام فاختر خمسين رجلا من الأنصار واستحث هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلا منهم ... فقال ادعوا لي عليا وعثمان وعبد الرحمن وسعدا والزبير وكان طلحة غائبا قال فلم يكلم أحدا يعدل عثمان وعلي فقال يا علي لعل هؤلاء القوم يعلمون لك حقك وقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهرك وما اتاك الله من الفقه والعلم فان وليت هذا الأمر فاتق الله فيه ثم دعا عثمان فقال يا عثمان فذكر له نحو ذلك ووقع في رواية إسرائيل عن أبي إسحاق في قصة عثمان فان ولوك هذا الأمر فاتق الله فيه ولا تحملن بني أبي معيط على رقاب الناس ثم قال ادعوا لي صهيبا فدعي له فقال صل بالناس ثلاثا وليحل هؤلاء القوم في بيت فإذا اجتمعوا على رجل فمن خالف فاضربوا عنقه فلما خرجوا من عنده قال ان تولوها الأجلح يسلك بهم الطريق فقال له ابنه ما يمنعك يا أمير المؤمنين منه قال أكره ان اتحملها حيا وميتا ... وله شاهد من حديث بن عمر أخرجه بن سعد بإسناد صحيح قال دخل الرهط على عمر فنظر إليهم فقال اني قد نظرت في أمر الناس فلم أجد الناس شقاقا فان كان وانما الأمر اليكم وكان طلحة يومئذ غائبا في امواله قال فان كان قومكم لايؤمرون الا لأحد الثلاثة عبد الرحمن بن عوف وعثمان وعلي فمن ولي منكم فلا يحمل قرابته على رقاب الناس قوموا فتشاوروا ثم قال عمر امهلوا فان حدث لي حدث فليصل لكم صهيب ثلاثا فمن تأمر منكم مشورة من المسلمين فاضربوا عنقه. (فتح الباري. ج7. ص 67، 68)

فإذا اجتمعوا على رجل فمن خالف فاضربوا عنقه
فمن تأمر منكم مشورة من المسلمين فاضربوا عنقه:

العبارة هنا عامة موجهة كأمر من سيدنا عمر ينفذها سيدنا عثمان وسيدنا عبد الرحمن وسيدنا علي ضد أي مسلم يحاول فرض حكمه على المسلمين دون مشورتهم. وهل يعقل أن يخاطب سيدنا عمر الثلاثة ويأمر اثنين منهم بقتل سيدنا علي وهو مستمع لأمر سيدنا عمر؟؟؟!!! ثم إن سيدنا علي نفسه أمر بقتل أي مسلم يخرج على مشورة المسلمين ورأي الأغلبية وقد أوردت لك ذلك في مداخلات سابقة أذكرك بها:

"فإن خرج منهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين." (نهج البلاغة)

والإمام علي هنا لا يأمر بقتل من يفرض نفسه حاكمًا للمسلمين، بل يأمر بقتل من يطعن في رأي الأغلبية بهدف إحداث فتنة وشق صف المسلمين.

ومع ذلك فالعبارة زائدة على الأصل ومن ثم ضعيفة وساقطة. اقرأ ما يلي:

وان كنت يا عبد الرحمن فاتق الله ولا تحملن أقاربك على رقاب الناس قال ويتبع الأقل الأكثر ومن تأمر أن يؤمر فاقتلوه قال الدارقطني أغرب سعيد بن عامر عن جويرية بهذه الألفاظ وقد رواه عبد الله بن محمد بن أسماء عن عمه فلم يذكرها يشير الى رواية البخاري. (فتح الباري. ج13. ص 196)

تعال نقرأ رواية ضعيفة أخرى هي الرواية الوحيدة في كتب الحديث التي وردت بها هذه العبارة:

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد الحمصي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه عن الزهري أنبأ سالم بن عبد الله بن عمر أن عبد الله بن عمر قال ... فقال عمر أمهلوا فإن حدث بي حدث فليصل للناس صهيب مولى بني جدعان ثلاث ليال ثم أجمعوا في اليوم الثالث أشراف الناس وأمراء الأجناد فأمروا أحدكم فمن تأمر مشورة فاضربوا عنقه. (سنن البيهقي الكبرى. ج8. ص 152) (الرواية ضعيفة لأن "محمد بن خالد الحمصي" مجهول لا يعرف إذ لم تذكره كتب الثقات ولا كتب الضعفاء)

في الرواية أعلاه يأمر سيدنا عمر الثلاثة صحابة أن يكون أمر المسلمين بيد أشرافهم وأكابرهم وقادتهم ومن شذ وأراد شق عصا الجماعة ليتولى سبيل غير المؤمنين، أمرهم بضرب عنقه. لم يحدد أي شخص كما ترى وتذكَّر أن كلا الروايتين ضعيفة