بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله

الأخت الفاضلة Hajer
أن يسوع كما تقدمه الكنيسة لا سند تاريخي له ، و ان ما تروج له هى شخصية مركّبة من تأليف آبائها القدامى ، و أن كل نصوصها وعقائدها نصوص غير منزّلة وغير حقيقية ومختلقة، أى أنه قد تم كتابتها عبر المجامع على مر التاريخ. [/quote]
و هذه حقيقة فعلا ، فلا يوجد أي دليل تاريخي على وجود يسوع أو على الأحاداث التي رواها الكتاب المقدس بخصوصه

اقتباس: Hajer كتب/كتبت
إذ كانت الكنيسة طوال ما أُطلق عليه عصر الظلمات ، الذى امتد قرابة ألف عام ، تحرّم عليهم الإطلاع على الأناجيل، وكان على الأتباع أن يكتفوا بما يُقرأ لهم فى قداس الأحد. بل لقد كان من المحرّم عليهم الإحتفاظ بنسخة من الكتاب المقدس فى بيوتهم !

هذه نقطة هامة جدا ، فالكتاب المقدس لم يكن بحوزة أحد سوى الكنيسة ، اذا الكنيسة كان بيدها اخفاء ما تريد و اظهار ما تريد من مخطوطات و نحن لا نعرف هل ما وصل الينا هو كل ما كان موجود أم لا ؟!
و بالطبع فان الكنيسة لم تكن لتسمح بظهور أي أمر يعارض فكرها و توجهها الذي يتيح لها و للأباء السيطرة على مقاليد الأمور

اقتباس: Hajer كتب/كتبت
وهى الأزمة التى طالب فيها العلماء الكنيسة بحذف كل ما لا يتمشى مع العلم والمنطق من نصوص الأناجيل ، من قبيل أن الأرض مسطحة أو أن عمر الإنسان على الأرض حوالى اربعة آلاف من السنين وما الى ذلك .. وهو ما أطلقوا عليه تحديث النصوص، فهاجت الكنيسة وصاحت معلنة فى مجمع ترانت ( 1545 – 1563 ) بأن نصوصها سليمة منزّلة ولا يمكن المساس بها لأن مؤلفها هو الله شخصيا
نقطة هامة أخرى ، فكثير من مسيحي الغرب لا يمانع بوجود خطأ في الكتاب المقدس عكس كثير من مسيحي الشرق الذين يستميتون و يلوون أعناق أي نص و ربما يؤلفون أحداث محاولين الهرب من هذه الفكرة ، أعتقد ربما لأن مسيحي الشرق و خصوصا العرب منهم قد تأثروا بالفكر الاسلامي بأن الوحي الالهي لا يمكن ان يحتوي على أخطاء لذا فهم يرون الاعتراف بأمر كهذا ينفي فكرة القداسة عن كتابهم و يجعلهم أقل منزلة ... ربما

لكن يوجد تساؤل على تعليق الكنيسة و هو هل يوجد فرق عندهم بين الاله و بين الروح القدس ؟

[quote] Hajer كتب/كتبت
وتزايدت الهاوية بصورة لافته للنظر حينما أثبت العلماء أن النصوص الحالية قد بدأت صياغتها فى النصف الثانى من القرن الميلادى الثانى واستقرت فى شكلها الحالى عندما قام البابا داماز فى القرن الرابع وطلب من القديس جيروم أن يجمع الأناجيل الموجودة – وكانت أكثر من خمسين إنجيلا ، وأن يعمل منها أربعة فقط هى المعروفة بشكلها الحالى. أما الأناجيل المحتجبة أو تلك التى إستبعدتها الكنيسة فقد بدأت صياغتها فى القرن الثالث الميلادى و حتى القرن السابع. ونطالع فى كتاب لوسيت فالنسى أن النصوص المعروفة منها مؤرخة من القرن التاسع إلى القرن الخامس عشر.

لدي كتاب اسمه تطور الانجيل من تأليف اينوك باول يتكلم عن أمر مشابه

اقتباس: Hajer كتب/كتبت
" إن المسيحية مسألة إيمان عند الأتباع ، وليست مسألة نصوص تاريخية " !!

هنا تكمن المصيبة ، فكثيرا من الزملاء المسيحيين عندما تناقشينهم في أخطاء مفترضة في النصوص تجدين الرد أن هذا لا يؤثر في المفهوم الروحي ، حسنا و لكن السؤال الذي يقفز الى ذهني وقتها و كيف أثق في هذا المفهوم الروحي و أستبعد الخطأ به مثلما وصل الى نصوص من المفترض أنكم تعتبرونها وحي !!!!

في النهاية أطرح وجهة نظر لي في موضوع اختفاء الدليل التاريخي على وجود يسوع ، و هي وجهة نظر لي كمسلم و ليس كمحايد ، و سواء كانت صحيحة أو خاطئة ، عقلانية أو لا فهي تبقى وجهة نظر و هي أن الكنيسة بسطوتها و سيطرتها على كل ما هو مكتوب و حتى نهاية العصور الوسطى و اتهاماتها الجاهزة بالهرطقة و حرق ما لا يحلو لها ، أخفت عامدة ما يتعلق بالمسيح تاريخيا لأنه ببساطة تكلم عن المسيح الرسول الانسان و هو ما ينفي الوهيته المزعومة

تحياتي