اقتباس:  هادم الاباطيل   كتب/كتبت  
لندخل الموضوع مباشرة يا صديقي ...  

ما تفسيرك للتناقض الواضح بين متى من جانب و لوقا و مرقص من جانب اخر بخصوص عدد المجانين الذين  أخرج يسوع منهم الأرواح النجسة و أرسلهم الى الخنازير؟؟

حسناً، لا شك بأن الأمر يعود إلى حالة أحدهما البارزة أكثر.

الواقع علينا أن لا نقرأ الحادثة فقط. تخيـُّلها ومحاولة العيش فيها سيساعدنا على إزالة الإلتباس. فمن الواضح بأن كتبة الأناجيل لم يكتبوا كل حالات الشفاء التي قام بها المسيح وتفاصيلها. أحياناً كانوا يكتفون بالقول بأنه "شفى كثيرين" أو "شفى قليلين" هنا أو هناك؛ بدون ذكر التفاصيل عندما تكون حالات الشفاء عادية نسبياً. فإن رافقنا يسوعاً في الطريق هناك لكنا رأينا بأن هذان المجنونان الخارجان من بين القبور (أو المنطقة المجاورة) لم يكونا سوية. فعلى الأرجح كان أحدهما قد شفي قبل الآخر وفي مكان مجاور مختلف. وبما أن حالته كانت عادية نسبياً (كالشفاءات العامة) لم يسجلها مرقس ولوقا. أما حالة الرجل الثاني فكانت تستحق الذكر من قِبَل الجميع إذ أنها ارتبطت بحوادث مرافقة عديدة:

1 - حالة هذا الرجل كانت بارزة ومستعصية. وكان شرساً أكثر ومعروفاً جيداً في المنطقة أكثر من الآخر.

2 - الحادثة ارتبطت باندفاع نحو 2000 خنزير إلى البحر.

3 - الحادثة أوضحت لنا سبب عدم تمكن يسوع من نشر رسالته في تلك المنطقة. فالسكان طلبوا منه المغادرة.

4 - هذا الرجل طلب من يسوع أن يرافقه في خدمته التبشيرية أينما ذهب. بينما المجنون الآخر لم يطلب ذلك.

5 - كان يسوع عادة يطلب من المستفيدين من الشفاء أن لا ينشروا الخبر عن ذلك. بينما هنا كانت الحالة فريدة وعكسية، إذ نرى بأن يسوع طلب من هذا الرجل بعد شفائه أن يذهب وينشر الخبر:

اقتباس:"5: 18 و لما دخل السفينة طلب اليه الذي كان مجنونا ان يكون معه
5: 19 فلم يدعه يسوع بل قال له اذهب الى بيتك والى اهلك و اخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك
5: 20 فمضى وابتدا ينادي في العشر المدن كم صنع به يسوع فتعجب الجميع"

- مرقس 5 : 18 - 20 .
http://st-takla.org/pub_newtest/41_mark.html

ويظهر بأن يسوع طلب منه نشر الخبر لأنه هو شخصياً طـُرد من تلك المنطقة بسبب تلك الحادثة، تاركاً له مهمة جعل يسوع ورسالته معروفاً لديهم، إذ كان معروفاً لدى الجميع بسبب شراسته القديمة.

وعلينا أن لا ننسى بأن شهادة ذلك الإنسان الحسنة عن يسوع وكونه ذو ماضٍ معروف؛ والآن قد شُفي؛ كان سيزود الدليل بكون يسوع شخصاً صالحاً، خاصة بعد التقارير السيئة التي كانت من الممكن أن تصل لمجتمعهم بعد خسارتهم لقطعان الخنازير الـ 2000 .