شكرا للأخوان المساهمين في الموضوع و شكرا لك أنت philalethistبالخصوص

إقتباس
ولم يكن ابن رشد طبيباً عظيماً، وكتابه المتداول اليوم (الكليات) هو محض كلامٍ نظرىٍّ تقليدىٍّ فى الطب، لم يخرج عما كان سائداً من قبل ابن رشد.. فالكتاب لايمثل فتحاً طبياً، ولا اعتمد عليه طبيبٌ واحد، ممن جاءوا بعد ابن رشد! ولقد أمضيتُ السنوات الطوال فى دراسة تاريخ الطب العربى الإسلامى، وفهرستُ آلاف المخطوطات؛ ولم أجد إشارةً واحدة لابن رشد عند كبار الأطباء اللاحقين عليه، ابتداءً من موفق الدين البغدادى وابن النفيس (القرن السابع الهجرى) حتى داود الأنطاكى والقوصونى (القرن الحادى عشر الهجرى).. بل إلى يوم الناس هذا!
philalethist
************************************************************
يبدو عليك يا صديقي أنك لم تقرأ بن رشد جيدا .

و إليك معلومة إضافية فإبن رشد هو أول من قام بتفنيد نظرية الطبيب الشهير جالينوس التي كانت تدور حول الروح الحيوانية و الروح النباتية. كما قام بتفنيد قول جالينوس بأن الكبد هي التي لها الرآسة على الجسم , فقد إعتبر بن رشد أن القلب هو الّذي له الرآسة على سائر أعضاء الجسم ذلك أنه ذاتي الحركة , كما أن الحرارة موجودة فيه أكثر من أي عضو آخر . بل و منه تتوزع إلى سائر الأعضاء الأخرى.
و المفاجأة الكبرى هي أنه يمكن إعتبار بن رشد بحق أول من قام بإكتشاف الدورة الدموية و ذلك قبل بن النفيس. إذ في كتابه الكليات قام بوصف دقيق للقلب و الأوردة و الشرايين و كذلك الدورة الدموية .
و أنصحك بمراجعة العدد السابق من عالم الفكر ففيه دراسة هامة حول الطبيب بن رشد و نظريته في القلب و الدورة الدموية.

أما بخصوص كون أنك لم تجد أطباء عرب أخذوا بن رشد كمرجعا لهم, أقول لك ياأخي حتى فلسفة بن رشد لم تصلنا إلا عبر أوربا نتيجة سيطرة الفقهاء على الجانب (الثقافي فيما بعد بن رشد أي عصر الإنحطاط) فما بالك بطبه, الذي درس في جامعات أوربا حتى ما بعد القرن 17 و إستمرت بعض الأدوات التي إخترعها في الإستعمال حتى القرن 19.

كم أليك الرابط التالي :
http://www.diafrica.org/nigeriaop/kenny/RushchronA.htm

أماعن سبب إحراق كتبه فذلك راجع إلى كونه فيلسوف عقلاني يعتبر أن أي إنسان (و إعتبر هذا التفكير واجب على كل مسلم)عليه أن يمارس التفكير بنفسه و هو وحده قادر أن يصل إلى الحقيقة دون اللجوء إلى الفقهاء الذين كانوا يحتكرون التفكير عن طريق إحتكارهم للإجتهاد الذي إعتبروه من حقهم فقط ذلك أنهم أهل لذلك في نظرهم , فالمسلم العادي لا يجوز أن يجتهد لأنه غير كفئ لذلك.
هؤلاء الفقهاء إعتبرهم بن رشد لم يقدموا شيئا للأمة سوى تفرقتها و تمزيقها إلى طوائف.
أدى هذا الرأي الثائر و المتقدم جدا(حيث حسب إعتقادي هو الفيلسوف المسلم الوحيد الذي قال بهذه الفكرة التي تشابه في نظري -على الأقل في النتائج-ما ذهب إليه ديكارت حين قال "أنا أفكر إذن أنا موجود") إلى النقلاب الفقهاء عليه نظرا لكون مصالحهم مهددة لو إنتشر هذا القول بين جميع المسلمين. و ضغطهم على الخليفة أبو يوسف المنصور الذي لم يجد سوى الإدعان لرغبة الضلاميين القدامى نظرا لما لهم من قدرة على التأثير في الناس.
أنقر هذا الرابط و سوف تكتشف كم هو بن رشد حداثي أكثر من الحداثيين العرب حاليا, بل إنك ستجده ما بعد حداثي في نظرته للمرأة و الحرية و السعادة...
http://maaber.50megs.com/philosophy/averroes.htm

أعتقد يا رفاقي أننا بأمس الحاجة لأن نفتح نقاشا حول هذا الفيلسوف العملاق الذي أنجبته أمتنا.و لكن للأسف هي آخر من إستفادت منه.