بعد متابعة ما كتبه الزملاء هنا، أحببت أن أضع بين يديكم المشاركة التالية، والتي اطلعت على بعض شؤونها بحكم تخصصي العلمي، وذلك لتصويب البحث حيث أني رأيته غير منضبط بقواعد علمية مختصة به.

المنهج التجريبي/المنهج العقلي:

من المعروف أن المنهج التجريبي يفترض لإثبات الحقيقة أو النظرية هو خضوعها لتجربة يمكن قياس نتائجها وتكرارها. وقد ثبت لدينا استحالة إجراء التطور بمفهومه السائد في المختبر. لذا فلا يصلح الزعم بأن نظرية التطور هي نظرية علمية تعتمد المنهج التجريبي. بل يصلح اعتبارها نظرية تعتمد البرهان الفلسفي وربط الأسباب بمسبباتها المظنونة بجامع التشابه.
وهذا يقودنا إلى قضية معرفية هامة، ألا وهي دور العلم التجريبي بالوصول إلى الحقيقة، وهل هو ناقص ومحتاج إلى البحث البرهاني الفلسفي الغير معتمد على التجربة؟
قد رأيت زميلنا الختيار قد اتبع ذلك بالفعل، وقد أدى به تسلسله الطبيعي في الأسباب والمسببات إلى الوصول إلى الصانع، بغض النظر عن ماهية الصانع. وكيفية الخلق.

السؤال المطروح هو هل التطور هو نظرية علمية تجريبية أم نظرية عقلية برهانية؟

المنهج التجريبي:
مع تحفظنا على المنهج، إلا أنه قد استقر لدينا أن الغائب يقاس على الشاهد وليس العكس. حيث اني بملاحظتي لتمدد قطعة الحديد بمعامل معين في حرارة معينة، يجعلني أفترض أن باقي حديد العالم سوف يتصرف بالمثل في نفس لظروف. ولا يجوز أن أحكم على قطعة الحديد الحاضرة بافتراضات تأملية مني لواقع الحديد في العالم، ثم ألزم قطعة الحديد بما قد توصلت إليه.
عودة للتطور وموضوعه، فقد وجب علينا علميا استشارة المتخصصين ضمن الموضوع إن أردنا الاتزام بالمنهج التجريبي.
وبعد فقد علمنا أن العدد الكرموسومي في النوع الواحد ثابت، فهو في الانسان 46 وفي القرد 48 وفي البط 46.
وقد علمنا أن الطفرات تندرج تحت بابين كبيرين:
- الطفرات الجينية: وتعني التغير في الصفات الوراثية في نفس الكرموسوم. وهذا يعطي قطعا نفس النوع.
- الطفرات الكرموسومية: وهي التي تعطي تغيرا في عدد الكرموسومات، ومثال عليها عند الإنسان هو تلازمة داون وتلازمة تيرنر وتلازمة كلاينفلتر.

بملاحظة القرد الشمبنزي والانسان والذان هما حسب النظرية/الفرضية قد تطورا عن أصل رئيس واحد ذات زمان سحيق، نجد اختلاف العدد الكرموسومي بشكل واضح بينهما، مما يشير ‘لى أن أحدهما على الأقل قد خالف الأصل في العدد الكرموسومي.
هنا تبرز المشكلة المحتاجة إلى حل تجريبي، هل ثبت امكان تغيير عدد الكرموسومات في الثدييات مع احتفاظ الكائن بالقدرة على الانجاب والعيش حياة طبيعية منتجة؟
هذا السؤال يجاب عليه بورقة علمية متخصصة أنشأت تجربة علمية محكمة مضبوطة تخضع للمقاييس العلمية.

المنهج العقلي البرهاني:
هل اتخذ التطوريون من حقيقة وجود تشابه نسبي بين حيوانات منقرضة وأخرى حية، سلما يتوصل به إلى ضرورة أن تكون هذه الحيوانات الحية قد تطورت من تلك المنقرضة.
خارج السياق "لم بل تكون الحيوانات المنقرضة قد تطورت من تلك الحية ثم فشلت في الحياة فانقرضت؟"
عموما هذا التشابه غير ملزم بالسببية، وإلا لكان مقبولا لدي بحكم أن يتطور الإنسان من البط نظرا لاشتراكهما في العدد الكرموسومي. ولا يكون مانعا عند من يؤمن بإله واحد أن يتخذ الحقيقة الدالة على وحدانية الإيه هي تشابه مخلوقاته. بل لا أرى ما يدعوني إلى التعسف في إثبات النظرية من غير المختصين بالبيولوجيا إلا محاولة لدحض قصة الخلق المعروفة، فتسقط دعوى الدين بسقوط أصوله.
وجد فريق من المتدينين وسيلة للتوفيق بين النظرية والدين، ووجد فريق آخر الأمر مدعاة لرجم النظرية، ووجدنا أن النظرية تفتقر إلى إجابات لم يتسن لنا الإطلاع عليها، فنرجو ممن يملك مراجع مفيدة عن تغير عدد الكرموسومات التطوري أن يفيدنا بذلك.

من أجل كل ما تقدم، ولأن كرموسومات الانسان 46 (ليس 49) والشمبنزي 48، أسمي الموضوع المطروح فرضية وليس نظرية.