بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على خير الخلق اجمعين سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين .
تحية سلام و محبة الى جميع المشاركين من الاخوة المسيحيين و المسلمين .
اخى المحترم غاد هلب اس :
موضوعك الذى تفضلت بطرحه موضوع جميل و منطقى
و اشكرك اذ ان هذا الموضوع فى صميم الحوار الدينى .
اخى الفاضل :
المقدمة التى تفضلت بها لا بد من تصحيح بعض المفاهيم التى طرحت ليكون الحوار اكثر موضوعية .
اولا:
رسالة الله الى الناس باختلاف الرسل الا ان الجوهر و المضمون واحد و ذلك منذ ادم عليه السلام الى الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه و اله الطاهرين .
فلو اختلف مضمون و جوهر الرسالات و لم يكن واحدا لثبت ان المرسل ليس واحدا .
لان الله سبحانه و تعالى لا يبنى علاقة بين مخلوقاته قبل مليون سنة مختلفة عن علاقته بمخلوقاته المولودة قبل لحظات .
و لذلك فجوهر الرسالات جميعا واحد .
و هو التوحيد و الاقرار بالعبودية لله الواحد الاحد.
ملاحظة :تلافيا للتعليقات الغير ضرورية فان العبودية هى اسمى مراحل المحبة .
و هكذا فان جميع الرسالات التى جاء بها الرسل من الله هى رسالة الاسلام .
و لكن التسمية اللاحقة هى ليست تسمية الرسول بل تسمية قومه من بعده .
فمثلا :المسيح عليه السلام لم يقل اتيتكم بالمسيحية .

ثانيا:
كل رسالة بالاضافة الى جوهرها و مضمونها الواحد الا انها كانت تحتوى على خصوصية مرتبطة بطبيعة القوم الذين ارسل الله اليهم الرسول .

ثالثا:
لخصوصية الرسالة اختار الله رسله مناسبين لخصوصية الرسالة
الرجل المناسب فى الوقت و المكان المناسب.

و هكذا فرسالة الرسول الاعظم هى الرسالة الخاتمة الى العالمين .
و لذلك فانه لابد ان تحتوى الخصوصيات السالفة و تراعى خصوصيات العالم و تحتوى خصوصية فى التعامل مع القوم الذين نزلت بينهم بذور الرسالة و بداياتها و ان تكون تعاليمها مرنة قابلة لاستيعاب المواجهات المستقبلية بكل اشكالها الفكرية و الاقتصادية و السياسية و الايدلوجية دون الخروج عن المضمون و الجوهر الاساس و دون تغلب المادة على الروح بل ان تصل الروح الى مستوى تسير به الحاجات المادية فى تناسق رائع جميل .
الرسالة الخاتمة تنهى الصراع التاريخى بين المادة و الروح , و ذلك بانتصار الروح و قيادتها للمادة , و ليس فقط قيادة الروح الخاصة بل قيادة المجتمع و العالم باجمعه قيادة روحانية .
المسيحية تبنت الرهبنة و الانقطاع الى الله لتهذيب النفس و الروح .
و هذا منهج رائع جميل و سامى
و لكن السؤال :
و ماذا بعد ذلك ؟؟؟
الرسالة المحمدية تعتبر الانقطاع و العزلة مرحلة من مراحل السمو الروحانى و تهذيب النفس على شرط ان يتابع الروحانى سموه و يستفيد من تهذيب النفس و الروح و تدريبهما بان يرجع الى عالم المادة قويا مسلحا بالقيم الروحانية و المقام العرفانى ليؤثر فى العالم المادى و يقوده الى الروحانية .

اخى غاد هلب اس:
هذا بالنسبة للرسالة و للحديث بقية
و اما بالنسبة للتعاليم الجديدة و روحانيتها و صفاتها فسنتابع الموضوع ان شاء الله
و اعتذر للاطالة .
ملاحظة:
تحية صداقة و تقدير للاخ ابراهيم عرفات .
الاخ فرى مايند:
بارك الله بك و جازاك خيرا .

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار