أخي العزيز Charactos:

أشكرك جزيل الشكر على اهتمامك بي و هذه الوصلة لكل هذه القصص المثيرة. أنا يا صديقي شهدت تحولات من كل شكل و لون، هذا يتحول من الإسلام للمسيحية و هذا يتحول من المسيحية للإسلام و هذا يتحول من المسيحية لليهودية و هذا يتحول من المسيحية إلى اللا دينية بعد أن كان مبشر ضليع و صاحب إيمان رفيع و هذا يتحول من اللا دينية إلى المسيحية و مع ذلك له نكهته الخاصة و تحفظاته.. و القائمة طويلة و عريضة و طريفة في الوقت نفسه.

كل هؤلاء يبحثون عن الخالق، أو بتعبير أدق يبحثون عن مصدر وجودهم.. كلنا نريد أن نعرف من أين أتينا و إلى أين نذهب.. سؤال العمر.. مش كدة؟!.. يريدون أن يعرفوه حق المعرفة. و هذا شيء ممتع و جميل. لكن الكلام هنا ليس من باب العلم التجريبي يا صديقي و لكنه يقع تحت إطار الميتافيزيقا أي أننا نتحدث عما قد نؤمن به بشكل استدلالي دون وجود أي برهان ملموس على وجوده. و بالتالي تصبح تجربة الإيمان تجربة شخصية و المؤمن وحده هو الذي يحكم عليها. وليم جيمس قد توسع في هذا الأمر في كتابه الشهير: Varieties of Religious Experience. نقطة أخيرة، المسألة يدخل فيها العامل النفسي بشكل قوي و هو عامل لا يستهان به و يضاف إليه عامل آخر و هو ما ترسخ في وعينا الباطني او العقل الباطن. إلى الآن تعودت بعد أن أنتهي من الأكل أن أقول دائما: الحمد لله، هي عبارتي المفضلة.. لا تفسير لهذا و لكن هذا ما ترسخ في عقلي الباطن و أنا في وفاق مع كل مكونات نفسي.

شكرا جزيلا لاهتمامك.

(f)