اقتباس:  Logikal   كتب/كتبت  

اقتباس:  روزا لوكسمبرج   كتب/كتبت  
قبل أن نحاول ان نلتقط ماهو موضوعي وغير موضوعي في كلام وفاء سلطان, اعتقد أنه علينا في البداية أن نتساءل عن سر ظهورها القوي هذه الأيام وليس من قبل.  

نظرية المؤامرة إياها. نفس الكلام دائما، كلما قال أحد شيئا نشتمّ فيه فكرة ايجابية عن الغير، فهو لا بد متآمر معهم يريد القضاء علينا. كلما انتقد أحدهم شيئا عربيا او اسلامية، نعيد تكرار لائحة خطايا الغرب.

أفكر جديا بكتابة برنامج كمبيوتر يمكن استخدامه يقوم بالبحث في مداخلات العلمانيين، و كلما وجد كلمة "اميركا" او "اسرائيل" مثلا، يقوم باضافة مداخلة اوتوماتيكية يلخص فيها أهم أخطاء و جرائم اميركا و اسرائيل و بريطانيا على مدار التاريخ، مبررا بذلك نقائص العرب و المسلمين.

و يذكرني هذا كله بزميل لي في المدرسة الابتدائية، كان دائما يرسب في الاختبارات، و لكن في المرات التي كان يرسب معه أطفال آخرون، كان يشعر بالارتياح و يقول، "طالما هم رسبوا، فأنا لست وحدي." و كأن هذا يعفيه من النجاح!

خلاص يعني، افهموا يا جماعة... طالما أميركا و اسرائيل و بريطانيا فعلوا ما فعلوه في الزمن الماضي و الزمن الحاضر، مش عايزين اي حد ينتقد العرب او المسلمين. العرب و المسلمين فيهم من النواقص و التخلف ما فيهم، و لكن من كان منكم بلا خطيئة، فليرمنا بحجر! و اللي بيته من زجاج...

عزيزي لوجيكال ..
أنا أكثر الناس احتقاراً لنظريّات المؤامرة .. لكنني أحبّ الموضوعيّة في كلّ شيء .. وأكره كثيراً الكلام العاطفي ..
لا أحب من يتكلّم على طريقة "يا طخّو .. يا كسير مخّو" ..

أي .. لا يمكن تناول "أمريكا" كصديق يملك عصاً سحريّة سيخلّصنا من كل مشاكلنا .. وليس من العدل أن نرى فيها مثالاً للإنسانيّة .. عالم السياسة هو عالم "مصالح" أوّلاً وأخيراً .. وكما أنّ أمريكا تتبنّى نشر "حق الاعتقاد" .. "الديمقراطيّة" .. "المبادئ العلمانيّة والليبراليّة الحديثة والجميلة" .. هي تمارس "من جهة أخرى" استعماراً اقتصادياً وسياسياً لا يخدم أحداً كما يخدمها .. يمكن أن نسمّي ذلك بالإستعمار الحديث الذي لا يستخدم القوى العسكرية (وقد يستخدمها أحياناً كما في العراق) .. (هذا كلّه إذا ما وضعنا الموقف الغربي من القضيّة الفلسطينيّة جانباً) ..

لا أحد تحدّث هنا عن مساندته للتطرّف الإسلامي .. لكنني أجد هنا نوع من الحلقة الجدليّة .. وسؤالاً يشبه سؤال .. من يأتي أوّلاً .. البيضة أم الدجاجة .. !!
التطرّف الإسلامي الإرهابي (واستبداد السلطات أيضاً) هو من يبرر للغرب تدخّلاته "واستعماره" .. كما أن تدخّلات الغرب وطمعه لما يخدم مصالحه يبرر التطرّف الإسلامي ..
لا يمكن دائماً .. إنكار الضغط .. الظلم .. الإستغلال.. الذي يتعرّض له المسلمون في "فلسطين" .. "العراق" .. والذي يدفعهم للتطرّف أكثر فأكثر ..

مع العلم .. أنّي لا أكره شيئاً كما أكره هؤلاء الإسلاميّين .. لكن دعنا نكون منطقيين .. موضوعيين .. التطرّف والإرهاب لا يخلق من عدم .. وإن كانت النصوص الإسلاميّة مسؤوله عنه ببعض أجزائه .. فهي ليست المسؤول الأوّل والأخير ..

العولمة لا تعترف بالمبادئ الإنسانيّة .. إنّما هي صراع "مصالح" أوّلا وأخيراً .. والدليل هو الدعم المادي الكبير التي تقدّمه أمريكا للدكتاتوريين العرب متخلّية بذلك عن كلّ مبادئها "الحداثيّة" .. (كما قالت روزا) .. وسهرات "الستربتيز" السوداء التي تحييها مع حكّام الخليج ..


خوليو