لحود عن مشادته مع وزير داخليته: بدأ بالشتيمة.. وأخذ الجواب
في يوم حافل بالخلافات: أحمد فتفت يبلغ لجنة التحقيق الدولية بأن الرئيس هدده بالقتل وقال له «سأفتفتك»
بيروت: «الشرق الاوسط»
شهدت بيروت امس يوما طويلا لخلافات وسجالات بلغت ذروته بإعلان وزير الداخلية، أحمد فتفت، ان رئيس الجمهورية، أميل لحود، هدده بالقتل من خلال قوله له: «أنت يا فتفت بدي فتفتك». وأعلن فتفت أن هذا التهديد مشابه لما حصل للرئيس رفيق الحريري. وقال انه أبلغ لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري بنص هذا التهديد. كما اتصل بالنائب العام التمييزي، القاضي سعيد ميرزا، للغاية نفسها وكلف عددا من المحامين رفع دعوى قضائية على رئيس الجمهورية بجرم التهديد بالقتل. وكان لحود، حين سئل أمس عما إذا كان هدد الوزير فتفت، وقال له «سأفتفتك» قد أجاب: «أحمد فتفت شغلته السير في المقدمة لكي يشتم الناس. وبدأ بالشتيمة.. وأخذ الجواب الذي اعتاد عليه». وكان يوم الخلافات الطويل في بيروت قد افتتح بجلسة «عتاب» قاس في مجلس النواب لام فيه رئيس المجلس، نبيه بري، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، على مشاركته في قمة الخرطوم «منفردا» عن الوفد اللبناني الرسمي الذي ترأسه أميل لحود، ووصف ما حصل في الخرطوم بانه «وصل الى درجة الخطيئة»، الامر الذي رد عليه السنيورة باتهام وزير الخارجية، فوزي صلوخ، بتزويده «بنصف الحقيقة» بشأن التعديل المطلوب على صيغة تأييد المقاومة، مضيفا انه حرص على «على تثبيت حق لبنان بداية بالمقاومة وليس حصريا بمجموعة من اللبنانيين».
وبعد ظهر أمس تفجرت الخلافات مجددا داخل مجلس الوزراء الذي انفرط بعد دقائق قليلة من عقده، إذ اندلعت مشادة بين وزير الاتصالات، مروان حمادة، ورئيس الجمهورية بسبب خلافات الخرطوم بين لحود والسنيورة.
وقال حمادة موجها كلامه لرئيس الجمهورية «اتكلم باسم الاكثرية التي يمثلها 71 نائبا (من اصل 128) نحتج على الطريقة التي تمت بها معاملة السنيورة في الخرطوم.. موفدنا الى القمة العربية هو الرئيس السنيورة. هو يمثلنا نحن الأكثرية وانتم موقفكم غير معبر».
وحاول لحود منع حمادة من الكلام، وقال له: «لا يحق لك الكلام.. اسكت»، فحصلت «جلبة» شارك فيها اكثر من وزير، فأمِرَ المصورون بالتوقف عن التقاط الصور وأخرِجُوا من القاعة. ولدى خروجه من المبنى، قال لحود بحدّة للصحافيين «ما جرى تمثيلية ليظهروا ـ أي نواب الاكثرية ـ ان عندهم الاكثرية».
==================================================
التعليــقــــات
على عسيرى، «المملكة العربية السعودية»، 31/03/2006
الديمقراطيات الهشة تنزل بمستويات زعاماتها الى مستوى يكشف مدى ضعف وهشاشة أرضية هذه الديمقراطية. الكثير في العالم العربي يعتقدون أن لبنان واحة للديموقراطية (قياسا بما لديهم) وحقيقة الواقع تقول إن لبنان لا تعرف من الديمقراطية إلا أدواتها (الانتخابات) لكن المناخ الديموقراطي بعيد كل البعد عن الممارسات اليومية. لبنان خليط من شتى الأديان والمذاهب وكل المدارس السياسية بلا استثناء. وقد شبهها (سنتور أميركي إبان الحرب الاهلية بعلبة الديدان نظرا لكثرة الطوائف). الديمقراطية في لبنان تعاني الإعاقة فهي ديموقراطية طوائف وحتى الطوائف هم في حقيقة الأمر مجموعة أسر تحكم لبنان منذ بداية القرن الماضي. المواطن اللبناني عنصر خلاق متى ما وجد الفرصة لا تنقصه الثقافة ولا المهارة وابداعاتهم تظهر جليا خارج لبنان والمهجر يحكي أروع قصص النجاح، وقد صلوا في المهجر أعلى المناصب.
محمد بدر / مصر حماها الله والامه، «مصر»، 31/03/2006
إذا كان حال القيادات في لبنان الشقيق أنهم لا يستطيعون أن يحلوا مشاكلهم الا بالسب واتهام بعضهم بالخيانة، فماذا تركوا للشعب؟! لقد اعتصرني الألم والملايين ممن شاهدوا تلك الفضيحة على الهواء.
لقد أحدثتم فجوة بينكم وبين شعبكم بهذه التصرفات التي أضرت ببلدكم لبنان وهذا من مصلحة عدوكم الذي يتربص بكم وقد استطاع أن يفرقكم شيعا وأحزابا.
علي همدر، «السويد»، 31/03/2006
الديمقراطية شيء جيد لكن الرعونة والمشاغبة وخلق حالة إرباك في لبنان ليبقى الوضع متأزما وبالتالي يبقى هؤلاء المسؤولون في سدة الحكم شيء مرفوض. كفى بعض السياسيين استغلالا لدماء الرئيس رفيق الحريري. إن لعبتهم هذه أصبحت سخيفة وتشعرنا بالتقيء, لأن الرئيس الحريري لم يكن حكرا لطرف دون آخر, لقد كان رئيس الحكومة اللبنانية من دون استثناء. أليس الصبح بقريب؟
عماد الساهر - KW، «تايلاند»، 31/03/2006 لقد أخذ الرئيس لحود أكثر مما يستحق وعليه أن يحفظ ما تبقى من ماء الوجه قبل فوات الأوان، الرجل غير مرغوب فيه محلياً ودولياً فماذا ينتظر؟ إنه يترجم حقيقة التشبث بالكرسي تماماً كما هو حاصل للحكام العرب المنبوذين من شعوبهم.
محسن عباس، «الولايات المتحدة الامريكية»، 31/03/2006 يا سيد لحود، حان وقت الرحيل.
الحاج نوري النجار، «استراليا»، 31/03/2006
لولا أميركا لما تمادى البعض في تحقير البعض . لقد أفلحت في أن تجر لبنان الذي اندمل جرحه إلى المربع الأول.
شعيب البردوعي، «سوريا»، 31/03/2006 تصرّف غير لائق من الرئيس السنيورة. ووزير الداخلية غريب عن عالم الدبلوماسية.
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?s...&article=355858