خذ جحا يراقب بوذا من بعيد لبعيد .. فشاهده يخرج فجراً و يشد الرحال إلى بلاد الأفغان .. فتبعه جحا على حماره دون أن يشعر بوذا .. فشاهده يشتري الحشيش من الأفغانيين ثم يعود إلى منطقة تقع بين حدود الهند و النيبال و ينزوي تحت شجرة و يأخذ من أوراقها و يلف كم Joint على رواق، فتلك الشجرة هي ما كان يأخذ منها الأوراق و يعمل منها سجائر الحشيش و مع كل سجارة تطلعه فكرة هائلة و مع كل نفس يشده تطلعه حكمة ..

فعرف جحا سر الأفكار و الحكم التي زعمها بوذا .. و عرف جحا أن بوذا هو زبون دائم لدى الأفغانيين .. و أحيانا كان يأخذ نص وقية حشيش تحت الحساب (عالدين) و يأتي بعد اسبوع لسداد الدين ..


إلى أن أتى ذلك اليوم الذي قرر بوذا أن يبدع و يكتب مخطوطات عن كل الحكم و التأملات المزعومة .. فذهب إلى الأفغان و طلب منهم 5 كيلو حشيش تحت الحساب ووعدهم بدفع المبلغ لاحقا ..

شاهد جحا حاكم الأفغان و هو يسلم بوذا البضاعة كاملة و جعله يشهد أمام الشعب بأنه سيدفع المبلغ كاملا .. ووعد بوذا بذلك ..

حمل بوذا الحشيش و ذهب إلى الشجرة .. و شرب 5 كيلو حشيش دفعة واحدة .. و أخذ يسجل ما تأتيه من أفكار .. أول كيلو حشيش جبله فكرة المباديء الأربعة النبيلة و انبسط .. وصل عن الكيلو الرابع ، شفطه شفط .. و طلع معه المبدأ الرابع ، شرب الكيلو الخامس .. ثم تفرع معه المبدأ الرابع إلى ثماني شعب .. و مات بوذا ، و لم يدفع المبلغ .. و بنوا له تلاميذه و أتباعه تمثال ضخم تمجيدا له ..

و من هنا .. بدأ جحا يفهم حقيقة الدين البوذي و أصله و كيفية نشأته ..


بعد فترة طويلة ، قرر جحا أن يزور بلاد الأفغان .. ليبتاع منهم بعض الحشيش لينشأ مذهب جديد ..

و لكنه انصدم، فوجد الأفغان معتنقين دين الإسلام و يزعمون أنه آخر الأديان و لا دين بعده ..

ثم قرر جحا أن يعرف كيف اعتنق الأفغان ذلك الدين .. فراقب الحاكم الأفغاني، و دخل إلى قصره خلسة، فوجد مخطوطة مكتوبة من وزير الاقتصاد الأفغاني إلى حاكم الأفغان .. مفادها :

من وزير الاقتصاد إلى حاكم الأفغان العظيم، هناك دين ظهر جديد يدعو إلى التوحيد و ينبذ الوثنية و الأصنام، فأنا أنصحك بأن تجعل شعبك يعتنق هذا الدين، لأنه و من خلاله نستطيع أن نهدد البوذيين جميعا بتحطيم تمثالهم إن لم يدفعوا سعر الحشيش الذي ابتاعه بوذا و أخل بوعده و مات دون أن يدفعه.

فوجد جحا أن الحاكم اقتنع برسالة وزير الاقتصاد، و اعتنق الإسلام و أجبر شعبه على أن يعتنقوا الإسلام لمصالح اقتصادية و سياسية ..

ثم شاهد جحا كيف حطم الأفغان تمثال بوذا العظيم بدعوى أنها بدعة وثنية و أنهم يعبدون الأصنام .. و لكن بالحقيقة هو أن التمثال تم تحطيمه لأن بوذا لم يدفع سعر الحشيش .. و كان ذلك مجرد انتقام .. و كل ذلك تم تحت اسم الإسلام و استغلو الدين الإسلامي و استتروا تحت اسمه لتحقيق مصالح اقتصادية ..


من هنا .. زاد جحا كفراً و إلحادا بعد أن فهم حقيقة الأديان و كيف يتم توظيفها لمصالح دماغية أو اقتصادية ..



بعرفش اذا يتبع أو لأ ..