اخى الفاضل زيد جلال :
ما زلت اجيب على اسئلتك راجيا ان يتوضح اخيرا علاقة كل ذلك بالموضوع الرئيس و هو من هم اهل البيت .

على كل حال :
تفضلت بالقول :
...........
إذا نظرنا للقرآن الكريم نراه يؤيد أن أبا بكر كان ثاني اثنين إذ هما في الغار وقد بايع الرسولَ تحت الشجرة وهو من أوائل المهاجرين. وقد رضي الله عن هؤلاء أجمعين بنص القرآن الكريم.
...........
الجواب:
القران يؤيد ان الرسول الاعظم كان ثانى اثنين و ليس ابابكر
و الاية نزلت للرسول و ليس ابا بكر
كما ان الاية للمتمعن توضح موقف ليس فى مصلحة ابى بكر مطلقا كما يود البعض ان يستغل الاية فى هذه الغاية .
و فى احسن الاحوال فالاية لا تمدح ابا بكر .
فبنى اسرائيل كلهم هاجروا فى صحبة موسى عليه السلام بل شق الله لهم البحر اكراما لموسى عليه السلام فهل معنى ذلك تزكيتهم ؟؟؟؟و هل يعنى ذلك انهم لم يعبدوا العجل ؟؟؟؟
على كل حال
فلنستعرض الايات :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ(40)

بتتبع الايات نجد ان الايات هى ايات عتاب للمسلمين لخذلانهم الرسول الاعظم
فيذكرهم الله بموقف اخر لم تتم فيه نصرة الرسول الاعظم من اى انسان فكان الله ناصره .
فى هذا الموقف الذى يذكر فيه الله ان الله فقط هو من نصر الرسول الاعظم يذكر ان ابا بكر هو الانسان الوحيد الذى كان مع الرسول الاعظم
اذا فهذا الانسان الوحيد لم ينصر الرسول الاعظم فى هذا الموقف .
النقاط التى يتمسك بها البعض فى صالح ابى بكر :
1.ثانى اثنين :
هذه نقطة ليس فيها مدح و لا ذم بل تقرير حقيقة و توصيل خبر بان عددهما اثنين فلا ادرى اين المدح فى ذلك ؟؟؟
2. (لصاحبه):
اذ يعتبر البعض ان هذا اقرار بالصحوبية و هذا مدح .
و لكن نقول بان لا ميزة فى ذلك و لا مدح
اذ ان الصحوبية هى صحوبية السفر و الهجرة
و قد عبر القران عن الصحوبية حتى فى العلاقة مع الكافر :

قال تعالى :
قَالَ لَهُ [COLOR=Red]صَاحِبُهُ
سورة الكهف (37)

قال تعالى :
مَا ضَلَّ[COLOR=Red] صَاحِبُكُمْ
سورة النجم (2)

قال تعالى :
وَمَا [COLOR=Red]صَاحِبُكُم
سورة التكوير (22)

يتضح من الايات ان صفة الصحوبية تم اطلاقها على غير المسلمين من الكفار .
فاين الفضيلة فى الاية بقوله :(لصاحبه)

و اخيرا فى هذه الايات امر الرسول الاعظم ابا بكر الا يحزن .
الحزن هنا اما ان يكون صفة حسنة ان كان حزنا للدين و فى الله .
و اما ان يكون صفة سيئة اذا كان هلعا و خوفا من الخسارة و جزعا على النفس و ضعف الثقة بالله .
فكيف نعرف اى حزن هو المقصود فى الاية ؟؟؟؟؟
لنعرف نوع هذا الحزن لابد ان نرى النتائج التى ترتبت على هذا الموقف , فان كان الله تعالى قد اكرم ابا بكر نتيجة حزنه علمنا انه حزن حسن فى سبيل الله و خوفا على الدين .
فان لم يكرمه الله فى النتيجة فان ذلك يعنى ان حزنه هو عبارة عن جزع و خوف على متعلقات الدنيا كالنفس و الحياة و عدم ثقة بالله و رسوله .
الايات تذكر ان نتيجة الموقف ككل هو نزول السكينة و تاييد الله .
فهل القران يذكر نزول السكينة على ابى بكر ؟؟؟
و تاييد ابى بكر ؟؟؟؟
القران يذكر ان السكينة نزلت فقط على الرسول الاعظم و التاييد تم للرسول الاعظم فقط .
قال تعالى :
فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِبِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا

من هنا نعلم ان ابا بكر كان جزعه من النوع الغير محمود .

و للمقارنة تامل معى هذه الايات التى تمدح موقف المؤمنين مع الرسول الاعظم و كيف تذكر نزول السكينة عليهم جميعا من الله :
قال تعالى :
ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ [COLOR=Red]سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ

و هنا مدح للامام على عليه السلام و العباس اللذان صمدا مع الرسول الاعظم فى حنين اذ فر الناس جميعا من حول الرسول الاعظم .

قال تعالى :
لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ [COLOR=Red]السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ

قال تعالى :
إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ [COLOR=Red]سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ

بعد هذه المقارنات اعتقد انه من الواضح ان حزن ابى بكر فى الغار لم يكن من النوع المحمود بل المذموم .

و اخيرا :
بالنسبة للمبايعة تحت الشجرة :
قال تعالى :
لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا

الله سبحانه و تعالى رضى عن المؤمنين الذين بايعوا تحت الشجرة لانهم وقفوا موقفا عظيما
و لكن اشتراطه الايمان يعنى ان تكون البيعة مختلطة بالايمان بينما من كان مسلما فقط و ليس من المؤمنين فالرضا لم يشمله .
و لا نستطيع بناء على هذه الاية تحديد من المؤمن من غير المؤمن الذين بايعوا فعلينا تتبع السيرة اى سيرة كل منهم لنعلم هل هو من المؤمنين ام لا
فان ثبت فى سيرته العمل الصالح و الوفاء للرسول الاعظم فهو من المؤمنين الذين بايعوا
اما اذا ثبت من سيرته سوء العمل فيدل ذلك على عدم الايمان من المبايع تحت الشجرة و ان رضا الله لم يشمله لانه يعلم الضمائر و القلوب .
هذا من ناحية
من ناحية اخرى
فان الله تعالى قبل هذه الاية اشترط اية اخرى جعلها قاعدة لما بعدها و هى :
إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا

و هنا ايضا يكون الرضا متعلقا بالوفاء بالبيعة و عدم نكثها .
و لذلك فالامر صار متعلقا بسيرة الصحابى
هل وفى بيعته التى بايع ام نكث ؟؟؟؟؟
و هذا بحث اخر لا اود التفرع اليه
و لكن ما يهمنى ان هذه الايات لا دلالة فيها لابى بكر بمدح او تزكية فلو ثبت انه ممن بايعوا فلا تزكية بذلك الا عند البحث فى سيرته .

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار