عرفت الأن أن الزميل العزيز "آدمن" عدل بعض الأمور الفنية ولم يحذف من مشاركتي شيئاً.

للآدمن التعبان معانا أوي

(f)


عودة للزميل لوجيكال..

اقتباس:  Logikal   كتب/كتبت  

طيب سأحاول تبيان وجهة نظري باختصار لعلكِ تجدين فيما يلي بعض الجمل المفيدة، و ان لم تجدي فبالنهاية أنا مُقرّ بأنكِ أنتِ السياسية المتمرسة و أنا مجرد حامل رأي، و بالتالي اقرأي رأيي للعلم ليس إلا و ما فيش مشكلة اطلاقا.

شوفي يا ستي، أنا معارض للإسلاميين منهجا و اسلوبا و ليس فقط من ناحية المنهج. أنا شخصيا أرى الحل في الطريقة الالمانية او اليابانية في التعامل مع الولايات المتحدة، و لو أني لا أعرف ان كان العرب أصلا قادرين على تطبيق هذا الحل.

أنتِ قلتِ في السابق أنك براغماتية و عملية، و على هذا الاساس تؤيدين الاسلاميين أحيانا حين تصب مصالحهم و مصالحكِ في نفس المجرى. أي أنك لا تتبعين المبادئ الايديولجية بشكل ساذج و انما تبحثين عن المصالح المشتركة.

طيب، و أنا أرى أن تأييد الحركات الاسلامية التي تحارب الغرب اليوم هو أمر ساذج لثلاثة أسباب:

1- الاسلاميون لن ينجحوا في محاربة الغرب بأسلوبهم هذا، و لهذا فلو أيدناهم فمصيرنا الفشل. تفجير عمارة او قطار لن ينفعنا بشيء على المدى البعيد.

2- و بالتالي فكل ما يفعله الاسلاميون اليوم بهذا الاسلوب هو تشويه صورتنا و تشويه صورة العرب بشكل عام.

3- و حتى لو افترضنا جدلا أنهم سينجحون، فليس من مصلحة أي علماني او انساني او نسوي أن ينجحوا لأنهم أسوأ من اسرائيل و أسوأ من الغرب، و التاريخ الحديث و القديم ملآنين بالأمثلة.

يعني مشروع الاسلاميين فاشل، و يشوه صورتنا في العالم، و فوق هذا و ذاك فهو يتعارض مع مصالحنا. فعلى أي أساس سأؤيد الاسلاميين؟ يا حسرة، ما فيش و لا سبب واحد جيد. و بالتالي فأرى أنه يجب محاربة الاسلاميين و ليس مناصرتهم.

هذا بالنسبة لي. أعتقد أني أستطيع رؤية وجهة نظرك، و الاختلاف بيننا جوهري. أنتِ ترين أن الحل هو التغيير الحالي عن طريق الثورة، و بالتالي فأي أداة تفيد في هذه الثورة هي جيدة بغض النظر عن أهدافها بعيدة المدى. يعني اذا كان هناك اسلامي او ثورجي أو انشالله عابد بقر مستعد للمشاركة في هذه الثورة، مهما كانت أهدافه و مصالحه، فأهلا و سهلا به. طبعا أنتِ تأملين أنه بعد انتهاء الثورة و البدء في مرحلة البناء، عندها سنستغني فجأة عن هؤلاء الاسلاميين و لن نسمح لهم بتطبيق ايديولوجيتهم على ارض الواقع و لن يأخذوا بزمام الامور.    صح؟

مش صح!!

لوجيكال, أنا لست برجماتية!! لا أعرف كيف أقنعك بأنني لست كذلك!! عموماً مش مهم..

أنا لا أدافع عن مشروع الإسلاميين, وإلا كنت خلصت نفسي وإنتميت للإخوان المسلمين وقلت قال الله وقال الرسول وخلصت القصة!! أنا أنتقد المشروع الإسلامي, وأراه "رجعياً". لكني أحاول أن لا أخلط بين موقفي من الأفكار كأفكار, وبين دوافع البشر لإعتناق هذه الأفكار. وبين تطويعهم لهذه الأفكار. بإختصار, لن آخذ عمري موقفاً معادياً من المقاومة لأنها إسلامية!! سأساندها وأدعمها بكل ما أملك -وهو للأسف ليس الكثير. لن أنتقي مقاومة على كيفي لأدعمها. ولن أحكم عليها بمنطق أنها علمانية أو دينية. هذا في رأيي خطأ كبير ويميع القضية الرئيسية.

أحاول أيضاً أن لا أكون إنفعالية ومتجنية في أحكامي, حتى لو ظهر لك العكس. موقفي الطبيعي كأنثى قبطية وشيوعية أن أخذ موقف مشابه لموقفك. لكني في نفس الوقت مقتنعة بأن ممارسات الإمبريالية العالمية هي المسؤولة عن الكثير من مشاكلنا. وأن الإستسلام لدعاية هذه الإمبريالية تجعلنا نخطئ في تقييم الأمور بشكلها الحقيقي. هل تنكر أن ضحايا هيروشيما مثلاً هم أكبر عدداً من مجموع ضحايا التفجيرات؟! أعتقد أنك تنكر, أو انك لا تعرف!! عندما نتهم فكرة ما بأنها "فاشية", فعلينا في البداية معرفة ماهي الفاشية وظروف نشأتها ومقارنتها بأوضاع الذين نريد إتهامهم. الإسلاميون ليسوا فاشيون!!

أغلب الإسلاميون إسلاميون, لانهم لم يجدوا إجابة اخرى على أسئلتهم!! ولا نستطيع لومهم على ذلك. علينا أن نشاركهم في نضالهم المنطقي جداً -اعرف أنك لا تراه منطقياً- ولنرى ماسيحدث!! نفس الشباب ذوي المزاج الإسلامي في شوارع القاهرة, آباؤهم كانوا أميل لليسار!! أمي المتدينة بعنف كانت ترسم صور جيفارا!! وعند سؤالي لأحد المناضلين الإسلاميين الشباب -من حزب العمل الإسلامي الذي كان إشتراكي فيما مضى- عن أسباب مشاركته في هذا الحزب, اجاب أنه إسلامي لأنه ثوري!! هذا الجمهور المتعطش فعلاً للتغير هو جمهور اليسار بلأساس, نحن بغباءنا وعصبويتنا تركناهم للإسلاميين!! النظام المصري المدعوم من أمريكا التي بهرك تمثال حريتها هو الذي دعم الإسلاميين في السبعينات لضرب اليسار, ونجح!!

بالمناسبة, أنا أكتب بسرعة وأعدل مشاركتي للمرة المليون فأعذرني لو كان كلامي غير مترابط.

أما عن تشويه صورتنا وهذا الكلام فهو حقاً لايعني لي الكثير. المقاومة ليست تشويه صورة, المقاومة هي محاولة لتعديل وضع ظالم وقاسي. كون أن هذه المقاومة ليست منظمة بالشكل الكافي, هذا له علاقة بإضمحلال الحالة السياسية في دول منطقتنا, والمرتبط بشكل مباشر بمصالح الإمبريالية العالمية وبقمع أنظمتنا الديكتاتورية!! الناس لا يولدون متخلفين وجهلة, وليس كل مسلم أو إسلامي هو جاهل ومتخلف!! يعني نحن ننتقد مطلقاتهم ثم نعود لنمارسها نحن أيضاً!! الناس يواجهوا بإفقار متعمد وتجهيل -إذا صح التعبير- متعمد يجعلهم كذلك. والناس تتغير, أحلف لك بإيه ان الناس بتتغير!! أنا رأيي ببساطة وبدون أن ترد علي بالدباجة إياها بتاعة انتي مسيسة وأنا بسيط والكلام الذي تعرف أنت وأعرف أنا أنه ليس صحيح, رأيي هو أن التغيير الحقيقي في أوضاعنا -بالتأكيد- لن يأتي على الطائرات الأمريكية, لأن الطائرات الأمريكية تقصف بيوتنا وتقتلنا. وهو أيضاً لن يخرج من تحت الجلاليب البيضاء. كما أنه أيضاً لن يخرج من "ادمغة" المثقفين العلمانيين اللي سادين أنوفهم من ريحة البشر من حولهم طول الوقت!! التغيير يأتي من العمل والمجهود المتواصل. ليس المجهود من نوعية مجهود السيدة سلطان, لكنه سيأت من الداخل, من قلب هؤلاء الغيبيين المتخلفين الذين لا يدخر البعض وسعاً في التعالي عليهم وشتمهم على الفاضية والمليانة.



لم أكمل كلامي..
لي عودة

(f)