أخي الكريم مستر كامل ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

سأرد على بعض النقاط التي ذكرتها إن شاء الله ، و البعض الآخر ستبين لنا جوابها تباعاً إن شاء الله ..

1- الفكرة مقتبسة عن كتاب اسمه : إنزعوا قناع بولس عن وجه المسيح – بتصرف. و مسألة نجاة المسيح من الصلب ليست فكرة جديدة و يمكننا أن نجدها في أسفار الأبوكريفا في مكتبة نجع حمادي. و كذلك براءة يهوذا من الخيانة، لم تكن فكرة جديدة على المسيحية.

2- بالنسبة لمخالفة إنجيل برنابا، فبالنسبة لي لا يعتبر مرجعاً أعود إليه لأتكد من صحة الأحداث، فحاله من حيث الإسناد و التواتر كحال الأناجيل الأربعة الأخرى القانونية، فلا يمكن إثبات صحة نسبه للحواري برنابا. و الفارق الوحيد بينه و بين الأناجيل الأخرى من هذه الناحية هي أن إنجيل برنابا اختفى من التداول لفترة طويلة مما أكسبه خط دفاع ضد التبديل و التغيير.. و لكن هذه الحجة لا تنفي عنه الشبهة.

3- لم أقل في مقالي أن الصلب وقع على ملاك. بل قلت بالحرف الواحد:
و عودة إلى الملاك الذي ظهر لعيسى وفق لوقا: كيف عرف لوقا أن ذلك القادم من العالم الآخر هو ملاك و لم يكن البديل الذي جاء ليأخذ مكان عيسى؟ ألم يقل أنه لم يأخذ معه أحد من التلاميذ، بل تركهم عند باب الحديقة؟ ألم ينزّل الله كبشاً من العالم الآخر ليفدي اسماعيل من الذبح؟ إن أساليب الله تختلف عن أساليبنا، فهو يعمل مشيئته بطرق لا نعرفها نحن! وما يؤكد قولنا هذا أن الظلام كان قد أسدل ستائره فتعذرت الرؤيا في الليل.كما ذكر لنا لوقا نزول الملاك و لم يذكر صعوده، بالإضافة إلى نقاط أخرى سنذكرها في حينها.... و هذا ما يؤكد لنا تماماً أن القادم من العالم الآخر تحت جنح الظلام لم يكن ملاكاً ليقوي عيسى كما ذكر لوقا، إنما كان البديل الشبيه الذي أرسله الله ليفدي به عيسى، بدليل ذكر لوقا مجيئه و لم يذكر لنا ذهابه!

فالحديث هنا عن مخلوق نزل من السماء خلق خصيصاً لهذا الهدف، وليس ملاكاً كما ذكر لوقا... هذه النقطة سيتم توضيحها تباعاً مع الأقسام الأخرى التالية..

4- بالنسبة لاختلاف التراجم و سوء الترجمات العربية ، فإننا سنعود إليها ترجمات أكثر دقة كلما لزم الأمر.

5- نحن هنا نتكلم عن أحد الحواريين المبشرين بالجنة (حسب إنجيل متى) و أحد الحواريين الإثني عشر المصطفين من قبل نبي الله عيسى عليه السلام. فلا يتوقع منه مثل هذا العمل مادام مع الحواريين الإثني عشر، و مادام المسيح قد اختاره بنفسه ، و لم يكن أحد الأتباع الآخرين العاديين. فلا نقبل نحن المسلمون رواية دون إسناد و تدقيق و تمحيص عن أحد الصحابة مثلاً أنه قد خان الرسول صلى اللله عليه و سلم أو أفشى سره أو سلمه لعدوه. فما بالك بمن كان من المبشرين بالجنة؟

6- النبوءات في العهد القديم كثيرة التأويل و عليها اختلاف بين جمهور النصارى و اليهود. و هي غير ملزمة لنا. كما يمكن تأويلها كأدلة للصلب!

7- حقيقة أن كتبة الأناجيل هم من تلاميذ بولس، فهذا ما سنراه من خلال الأثر المتروك على النص و من خلال القفزات التي سنجدها أثناء المحاكمة ، و الأدلة التي سنقدمها على صحة ما أتينا به. المهم في الجزء الأول هنا أن يهوذا قد تم تبرءته قانونياً من التهمة وفق الأناجيل فإن تم ذلك، فقد حققنا الهدف في هذا الجزء.

8- لم يكن يهوذا هو الوحيد المختفي في الأناجيل بعد إلقاء القبض على يسوع (أو الشبيه) بل سنجد اختفاء لكافة أتباعه إلا اثنين أو ثلاثة. أضف إلى أن التضارب الموجود في نهاية يهوذا بين متى و اعمال الرسل يجعل من هذه الرواية في موضع الشك و التجريح.

سأضع الملف كاملاً بالشكل الذي طلبت إن شاء الله و لكن أطلب منك اعطائي فرصة كافية حتى أكمل الموضوع، فهو ليس بالأمر السهل. و أنا في شوق أيضاً لإتمامه .. بارك الله فيك .. و أكرر مرة أخرى ، نحن لا نتكلم هنا عن صلب ملاك.. و سترى الدلائل الأخرى تباعاً..