المشكلة ليست في الأحزاب وحدها ولكن في المنظومة بأكملها ، الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية دأبت على تهميش دور الأحزاب للقضاء عليها من خلال مجموعة من القوانين المكبلة لحركتها في الشارع أو من خلال تسفيه ما يقدموه من أفكار ، فالدراما المصرية وقفت حائلا أمام تعريف المواطن العادي بأفكار الأحزاب المختلفة فدائما ما يظهر المعارض – إذا ظهر – خاصة اليساري في شكل مزري للغاية إما تائها وسط المخدرات و جلسات الغناء ، أو شخص غريب الهيئة يتكلم بجمل رنانة كبيرة لا رابط بينهم فيظهر على شاكلة البلهاء.

خطة إعلامية رائعة نظمت على مدار سنوات طويلة بنت حائطا ضخما بين الأحزاب و المواطن المصري و في نفس الوقت فتحت الباب على مصراعيه أمام تحركات اليمين الديني ليصل إلى رجل الشارع فالخطاب الديني صعب مواجهته بنفس الأسلوب و إن كانت هناك محاولات لذلك ولكن الحالة مختلفة فاليمين الديني يعرف جيدا قوة الأعلام و نجح في إنشاء قنوات إعلامية بعيدة عن سيطرة النظام الحاكم خاصة مع ظهور شبكة الانترنيت و القنوات الفضائية ، فصنع سدا قويا لأي محاولة من النيل منه عن طريق أجهزة الإعلام الرسمية.

للأسف لم يحاول أي حزب مصري أن يستغل هذه الشبكة بشكل جيد لتوضيح وجهات نظره المختلفة للشباب المصري الذي أصبح الانترنيت جزء مهم من حياته اليومية فغابت المواقع الحوارية الخاصة بالأحزاب ربما فقط حزب الوفد هو الذي افتتح منتدى حواري له http://montada.alwafd.org ، و لكن أين بقية الأحزاب ... لا يوجد لها مكان سوى نسخة اليكترونية من الجريدة الخاصة بها فقــط.

و السؤال لماذا لا تتحرك الأحزاب لإنشاء قناة تلفزيونية تتكلم باسمهم بعيدا عن السيطرة الحكومية ، فأغلب قادتها مليونيرات كبار !! حتى اليساريين منهم – مليــون علامة استفهام و تعجب – الأحزاب للأسف رضت بالواقع و أصبحت مصداقيتها في الشارع المصري أقرب إلى الصــفر