و لو أني لا أفهم ما علاقة كلامي بردك.
الجريمة و الاعتداء الجسدي تحدث في أي مكان في العالم. أفغانستان أيام طالبان مثلاً، كان يتم ضرب من تخالف و لو ميلليمتراً في ارتداء و تنسيق الحجاب الأزرق المفروض على كل النساء.
كان يتم ضربها بعصا، و ليس بمجرد لكمات.
قبل سنوات ـ تقريباً خمسة ـ كانت هناك حادثة مريعة وقعت على كورنيش جدة؛ أحد أفراد الأسرة المالكة و اثنان من رفاقه أجبروا سيدة على نزع ثيابها على الكورنيش. ليس هذا فقط، بل و في حضور زوجها الذي لم يتمكن من إنقاذها.
الإصابات و الاعتداءات و الإهانات البالغة التي تحدث داخل بيت الزوجية الإسلامي، و التي يحميها من هم مثلك ممن "يكرمون" المرأة، أخطر بكثير من مجرد "اعتداء و سرقة" من مجرم ( كما يظهر في المقطع الذي أرفقته في ردك) سيتم ملاحقته و استرداد جميع حقوق الضحية منه. في حالة بيت الزوجية الإسلامي الذي تسوّقه أنت، فالمرأة لا يحق لها الدفاع عن نفسها، و الرجل يحق له ضربها بأي شكل يشاء. عندك حادثة الاعتداء على المطربة السعودية ـ أظنها وعد ـ قبل شهور كثيرة. رأيت الصور؟ رأيت خطورة ما تتحدث عنه؟
هذا مجرد نموذج لما خرج إلى العلن بسبب شهرة الضحية لا أكثر؛ هناك حالات كثيرة جداً من الاعتداء بالضرب و العنف المنزلي في الأسر الإسلامية التي تتبع منطقك، و لا أحد يمكنه إيقافها إلا باللجوء إلى قانون وضعي لحماية الضحية - المرأة المكرمة سابقاً.
قوانين معاقبة العنف الأسري قاسية جداً في العالم ـ و ليس الغرب فقط، لأن آسيا و أستراليا و شرق أوروبا أيضاً في نفس المجموعة.
باختصار، الاعتداءات الجسدية الواقعة في إطار منظومتك المتمحورة حول "تملك قضيباً أم لا؟"، والتي تحاول تسويقها و تبريرها أكثر بكثير من تلك المعلن عنها في العالم الواقع خارج منظومتك.
أرجو أن تعود لمشاركتي السابقة و أن تقرأها بتمعن. أنا لا دخل لي بعقيدتك بالمناسبة؛ أنا أهاجم منظومة عبودية سخيفة تحاول أنت ـ و من هم مثلك ـ تسويقها في باكيج العقيدة الإسلامية. يعني لو كان الله ـ على الأقل في الإسلام ـ يقول بالحرف:
" وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا " (124) النساء.
"مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ" (40) غافر.
"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (97) النحل.
فكيف تأتي أنت و أمثالك و تحاولون تبرير العبودية الجنسية؟ لو كان صحيحاً كل ما نُقل عن الرسول من أحاديث العبودية الجنسية، لكنت أول من وقف أمامه لأقول: أنت تخالف ما قاله الله. أنت تهرّج.
كي لا أتعبك بالعودة صفحة كاملة، سأقتبس لك مشاركتي السابقة هنا:
اقتباس: ليلين كتب/كتبت
شيء واحد فقط من كل هذا التهريج أريد التعليق عليه.
اقتباس:هذا يدل على تقدير الإسلام لطبيعة المرأة فهي عاطفية لا تستطيع ان تتحمل رؤية الجريمة لتؤدي كامل تفاصيلها
بلا بلا بلا..
النص جاء في القرآن واضحاً في حديثه عن الشهادة على العقود و الديون بشكل خاص. من أين خرجت أنت بقصة الجريمة و العاطفة و هذه الأشياء؟
باختصار شديد، أنت تعقلن rationalizing الأمور كي تمررها اعتباطاً على اعتبار أنها حكمة بالغة و عظيمة.
أسلوبك هو نفس أسلوب أي شخص ينتمي لأي منظومة مثيرة للجدل، مثلك مثل غوبليز و هتلر (العرق الآري هو الأنقى في الكون. و الدليل أن الآريين عظام.) و مثل نتنياهو و جيفيرسون مع اليهود و البيض على التوالي.
باختصار أكثر: أنت بلا مصداقية = فاقد للأهلية. إلا لو خرجت بعقلنة جيدة لتبرير ما فعلته النازنية و الصهيونية و التفرقة العنصرية لليوم.
و على فكرة، كل المنظومات الفكرية/العقائدية المشابهة معك في نفس السلة، دينية و لادينية على السواء.
الإنسان واحد. كل إنسان مساوٍ للآخر. لو تريد أنت أن تعيد تصنيف البشر طبقاً لتكوينهم الجسدي، فيجب أن تضع الرجال الضعفاء تحت النساء القويات مثلاً. غير هذا ستكون تمارس تصنيفاً للبشر إلى: يملك قضيباً / لا يملك قضيباً، و هذا لا يدعم كثيراً كلامك عن أن المرأة في الإسلام ليست للمضاجعة/الركوب مثلما هو الحال في الغرب الكافر.
السبب الأساسي لما حدث في العالم كله من مساواة ـ و مطالبة بالمساواة ـ بين الرجل و المرأة هو أن عصر القوة البدنية قد انتهى، و بدأ عصر العقل من زمان. من يعمل اليوم و يكسب النقود و بالتالي قادر على أن "يعول" و "يقوم" هو من يملك الكفاءة. أعمال مثل السياسة، الدبلوماسية، التحرير، الإعلام، الترجمة، التدريس، الإدارة، التجارة، إلخ، لم تعد تحتاج أن تظعن على ظهر راحلتك إلى أرض السود أو بلاد الشام شهوراً، أو أن تحمل حسامك و تقرع و تمارس البلطجة.
لو كان الأمر كما تحاول أن تفرض عنوة هنا، لكان أجدر أن:
1. يعمل الرجال المسلمون الأقوياء ذوو العضلات و التكوين الجسدي القوي الذي يمنح صاحبه السلطة و الأولوية على المرأة المسلمة الضعيفة، يعمل هؤلاء الرجال في المصانع و المناجم، بينما تعمل المرأة في المكاتب المكيفة في الأقسام الإدارية و التسويقية و رئاسة مجلس الإدارة. (بالمرة طالما تؤيد الفصل في أماكن العمل، تكون الأقسام الإدارية و التسويقية مقصورة على المرأة فقط، بينما المناجم و المصانع مقصورة على الرجل.)
2. أن تؤمن بنظرية النشوء و الارتقاء تبع داروين، و أن البقاء للأصلح بحسب ظروف الطبيعة.
إلى آخره.