المتنبي :
أنا أتكلم عن الشيوعية حسب المفهوم الماركسي وليس اللينيني الستاليني الذي جرى تطبيقه في الاتحاد السوفيتي.
فالاتحاد السوفيتي تجربة
سأفصل هذا الأمر أكثر في مداخلتي أدناه للزميل لوجيكال
Logikal :
سأجيبك ، جميع المجتمعات الإنسانية تقوم بفرض ضريبة الدخل وبشكل تصاعدي لإعادة توزيع الثروة في المجتمع وحتى لا تتركز في أيدي فئة قليلة طبعا أنت تستطيع و بنفس المنطق ان تتساءل لماذا تقتطع الدولة جزء من اموالي التي لم تتعب ولم تشاركني تحصيلها.
لا أظن أنك ترفض فكرة العدالة في توزيع الثروة من خلال الضرائب التصاعدية التي تأخذ بعين الاعتبار دخل الانسان فهذا أصبح قيمة إنسانية عالمية.
أنا الآن أطرح هنا مفهوم للعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة متقدم وسابق لعصره
لذلك من الطبيعي أن ترى هذه الأشياء من منظور قيم العدالة في عصرك تماما مثل الراسماليين في القرن التاسع عشر الذين كانوا يوظفون العمال في مناجم الفحم 16 ساعة وأكثر وكان أجور هؤلاء العمال = حد الكفاف مثل هذا الشخص لن يتقبل فكرة تحديد ساعات العمل والأجور.
وقبله لن لن يتقبل السيد الذي يعيش في العصور القديمة فكرة ان العبد الذي اشتراه بماله له الحق في التحرر.
اقتباس:لو فرضنا اني اشتريت آلة ثمنها ملايين الدولارات، و أعطيتك وظيفة تقوم انت من خلالها بتشغيل هذه الالة و صنع منتج معين لأبيعه انا بمبلغ معين، فعلى أي أساس أعطيك 50% من الارباح؟؟؟ طيب الالة لي انا، و انا الذي أبيعه، و كل ما فعلته انت هو تشغيل الالة. فبأي حق اذن؟
يا لوجيكال عناصر الإنتاج التي درسناها في تخصص الاقتصاد هي 5
رأس المال و العمل والأرض والتنظيم والوقت
أنت ساهمت في جزء من هذه العناصر والعمال ساهموا بدورهم بالجزء الآخر فأعطوك العمل والتنظيم والوقت يعني هم لهم حق بالقيمة المضافة ((الأرباح)) والخديعة التاريخية الكبرى التي يتحدث عنها ماركس هي عندما قبل العمال بمبدأ الأجور وهو ما يعني حسب آلية السوق ان تتركز الثروة في يد اصحاب رأس المال ويكون مستوى هذه الأجور معادلا لحد الكفاف لأنه خضع لمبدأ العرض والطلب.
قل لي هل تستطيع ان تبني وتشغل مصنعا بدون عمال وموظفين وأقسام ادارية مختلفة ومتنوعة
أنت وهم شركاء العملية الانتاجية ، فلماذا تحتفظ أنت لوحدك بفائض القيمة.
اقتباس:ماذا تقصد بالمساهمين؟ هل يسمح النظام الشيوعي بوجود اشخاص منتفعين لا يعملون؟ هل يمكن لي مثلا ان امتلك جزءا من شركة، و اجلس في بيتي لا افعل شيئا و في نفس الوقت اجني نسبة من الارباح التي تحققها الشركة بمجهود العمال؟
إذا كنت تقصد الشيوعية على الطريقة السوفيتية فهذا غير ممكن
لأن الذي حصل هنا هو تحويل كل الملكيات للقطاع العام والغاء الملكية الفردية
اما الذي اتحدث عنه فهو أقرب لما طرحه ماركس وانجلز
بالطبع يمكنك هذا فالماركسية لم تتحدث عن الغاء الطبقة البرجوازية (اصحاب رأس المال) ولا الطبقة العاملة (البروليتاريا) وسيطرة القطاع العام.
اقتباس:ثالثا:
لماذا لا يُسمح لي كإنسان ان اعمل بجهد كبير لتحقيق ارض اكبر مما احتاج بغرض المتعة و الاستجمام؟
هناك أرض تكفي الجميع تماما مثلما المياه الموجودة في نهر النيل تكفي الجميع
سأضرب لك هذا المثل
لو حولنا نهر النيل إلى شركة سوف ينتج عن ذلك ارتفاع هائل لأسعار المياه لأن مصلحة مالك هذا النهر الاقتصادية هي ان يرفع اسعاره للحد الذي لن يستطيع معه معظم الناس شراء الماء
وهنا بدأت المشكلة فالماء متواجد بكميات لانهائية شأنه في ذلك شأن الأرض و الهواء الذي نتنفسه ويستطيع كل انسان ان يأخذ حاجته لكن المشكلة تبدأ عندما تحول هذه الأشياء لتجارة مما سوف يؤدي بشكل حتمي لحرمان الأكثرية من اقتناء هذه الاشياء
وهذا ما يحصل عندنا في الأردن حيث ان اسعار الاراضي وصلت إلى حد لا يستطيع معه 95% من الناس شراءها
اقتباس:رابعا:
ما هو الدافع او الحافز للتقدم في المجتمع الشيوعي؟ لماذا اعمل جاهدا لتحقيق منتجات كثيرة طالما ان النظام لن يعطيني اكثر من حاجتي؟ في شركتي مثلا يتم مكافأة الموظف الذي يعمل جاهدا و يحصل على نتائج افضل من العادي، و تُعطى له الحوافز و الترقيات و المكافآت. لكن لو طبقنا النظام الشيوعي في الشركة، بحيث تعطي الشركة لكل موظف فقط ما يحتاجه، فكيف تتوقف من الموظف ان يفعل شيئا افضل من غيره؟ ألن يقع ساعتها في دوامة لعمل المستوى الادنى من مهامه فقط، طالما انه لن يحصل على اكثر مما قررت الشركة انه يحتاج، سواء عمل جاهدا ام لا؟
لم أقل ذلك يا لوجيكال
لم أقل ان النظام الشيوعي يفترض به ان يلغي الملكيات و حق الانسان في ادارة مشروعه بالطريقة التي يرتئيها او تفويض من يدير مشروعه كما في الشركات المساهمة بما في ذلك حقه في فصل العمال غير المنتجين و الكسالى و حقه في مكافئة من يريد ألم أقل لك ان الماركسية لم تطبق بعد في العالم .
هل نسيت انني واياك اتفقنا على عدم وجود شيء اسمه فصل تعسفي وان الفصل هو حق لرب العمل.
اقتباس:بناء على النقطة السابقة، ألا ترى ان العالم ما كان ليتقدم و يحقق كل ما حققه اليوم من نتائج و تطورات و مخترعات لولا الحوافز المالية و سواها التي تدفع الافراد الى العمل الجاد و الابتكار و التطوير و المنافسة؟ يعني لو اكتفينا باعطاء الافراد فقط ما يحتاجونه، فما هو الحافز؟؟
بالطبع اتفق معك ان التطور جاء في اكثره من العالم الغربي في القرن العشرين نتيجة المنافسة التامة في سوق الانتاج وحتى سوق العمل في حين ان المصانع في دول الكتلة الشرقية التي كانت تحتكر الدولة فيها الانتاج لم تتقدم و كانت تحاول ان تنقل التقدم التكنولوجي عن الغرب.
محاربة الاحتكار والعمل في سوق منافسة تامة تقوم فيها السلعة الجيدة بطرد السلعة الرديئة أصبح في حكم المسلمات الآن والاحتكار الآن اصبح محاربا و يعتبر شكل من اشكال الفساد.