اقتباس:  بوعائشة   كتب/كتبت  
ذكرى مولد الإنسان الأعظم والجهود البائسة واليائسة  
 
حافظ الشيخ صالح

.  

مع ذلك هذه شدّة وتزول، فلا تخيفنا مؤامرات كلّ هؤلاء، ولا ترهبنا ولا تسترهبنا، وهُم جميعاً يُراهنون في تعب ونصب على اختراق جدران رسالة الإنسان العظيم من خلال الأجيال الشابّة الجديدة، ومن خلال المرأة (و«تمكينها«)، ومع ذلك ها نحن نبصرهم اليوم بأمهات عيوننا، على مدار دار الإسلام وديار الاغتراب، يبوؤون بالفشل النهائي الفاجع لأفئدتهم، ويرجعون بالخسران يتجرعون كؤوسه يوميا، حتى وإنْ تساقطتْ منها وتهافتتْ نفايات تجد طريقها فوراً إلى مجاري النجاسة والنفاية. الانبعاث الإسلاميّ الجديد، انبعاث رسالة الإنسان الأعظم صلى اللّه عليه وسلّم، هُو اليوم حقيقة كونيّة واسعة، وبعيدة الآفاق، ليس ينبغي التهوين من العقبات التي في طريق هذا الانبعاث، والتحدّيات الجسام التي تواجهه ويواجهها،  

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO...=160377&Sn=shkh

هل الكاتب جاد حقاً فيما يقول؟ وهل يرى في هذه "الردة الحضارية" التي نعيشها بفضل "الإسلامويين" انبعاثاً ونهضة ورفعة وعلوا؟

ماذا أعطانا هذا "الانبعاث" الذي يتحدث عنه " حافظ الشيخ صالح" في العقدين الأخيرين غير نشر غسيلنا "الوسخ" أمام العالم أجمع، ومزيد من التحجر والتكلس والتكييس وقصر الجلابيب وطول اللحى و"ثريد الدم" الذي نفاخر به صباح مساء دون خجل أو حياء؟

"الرسول الكريم" "على العين وعلى الرأس" – كما نقول -، ولكن، هل يفاخر الرسول بنا اليوم لو عاد ورأى من تاجر باسمه وسنته وسيرته وحارب كل فكر وكل عقل وكل قبس من نور قد يشتعل بين الفينة والفينة في "أطلال" هذا الشرق المتخلف البائس؟

ترك الرسول ديناً تقدمياً حضارياً بالقياس إلى القرن السابع الميلادي، ومشكلتنا ليست في هذا الإرث المحمدي، ولكن مشكلتنا هي مع من يريد أن يبقينا في القرن السابع الميلادي، ولا يرى الدنيا إلى من خلال فسطاطين، ولا يرى القرن الواحد والعشرين إلا من خلال غبار قرون طويلة.

ما يسميه كاتب المقال "بالإنبعاث الإسلامي" ليس إلا هذه الحركات المتخلفة التي نراها اليوم "كالفطر" تخرج في جميع الحقول وليس بين يديها شيء سوى "كيّس" و"اذبح" و"فجّر" و"اقتل" و"هدّد" و"توعد" و"اطعن" كل مخالف لك في الرأي أو الدين أو العقيدة، وكل شيء جميل في حياة البشر.

ما يسميه كاتب المقال "انبعاثاً إسلامياً" ليس إلا حركات سياسية بائسة مسكينة بدون مشروع ودون رؤية تجابه العصر سوى بعض المقولات العامة مثل: "الإسلام هو الحل" و"تطبيق حدود" اجلد واقطع واجدع واسحل واذبح وارجم و"إن الله شديد العقاب وغفور رحيم".

لا مانع من الاحتفاء بمحمد وحياة محمد وأخلاق محمد وسيرة محمد، ولكن أن يسوّق لنا أصحاب هذه المقالات الإسلام السياسي الذي نراه على أنه انبعاث اسلامي، فهو بحد ذاته تخلف وقذى في العيون وعمى في القلوب وغشاوة أصابت البصيرة...

واسلموا لي
العلماني