لللادينيين فقط : ايهم اكثر قبولا من ناحيه الانسانيه / الفكر
أخي توما الرائي
هذا رأي في الدين
منذ حوالي 45 عاماٌ كنت متحمساٌ ومازلت للعلم والفكر العلمي الرياضي .
فكنت أجد الدين متناقض مع المعارف العلمية الدقيقة ومع التفكير المنطقي , وهناك عشرات الأدلة الواقعية والمنطقية والعلمية التي تؤكد أن الديانات جميعها نشأت في مرحلة معينة من تطور الإنسان بعد أن كان يعيش حياة اجتماعية بلغت حداٌ معيناٌ من الثقافة .
فكنت أجد الاختبار والمكافأة والعقاب لا تتفق نهائياٌ مع تعريف الله . فإذا كان بهذه القدرات ألا نهائية فمن المستحيل أن يقوم بمثل ذلك , فهو العليم بكل شيء , أي الزمن مفتوح بالنسبة له .
وهناك الكثير من البراهين والدلائل التي يعرفها أكثرنا ,التي تدل على عدم وجود ألله كما تقول الأديان .
لذلك كنت راهنت أصدقائي المؤمنين على أن الدين سوف ينتهي في مدة أقصاها خمسون سنة , وكنت واثقاٌ من ربحي الرهان .
وبعد عدة سنين وبعد إلحاح الأصدقاء المؤمنين على إقناعي بالله , وذلك رحمة بي كي لا أذهب إلى النار .
وجدت أن دافعهم النبيل بإقناعي بوجود الله يمكن أن يحل لي أهم مشكلة في حياتي .
لأنني بإيماني بوجود الله ووجود الجنة والحياة الأبدية في النعيم أحقق أفضل ما يمكن أن يطلبه الإنسان , وأنا بإيماني بعدم وجود الله , أعرف أنني أتيت من العدم وسوف أعود إلى العدم وهذا طبعاٌ نرهبه جميعاٌ , ونتمنى عدم حدوثه .
ولكنني كنت أقول لهم أتمنى أن يكون هناك إله وجنة ونار , فهذا غاية ما يتمناه كل منا , ولكن ليس هناك أية دلائل تثبت ذلك , ليتني أستطيع أن أؤمن فهذا حتماٌ أفضل لي , ولكن هذا غير ممكن فلا يمكنني أن أكذب البراهين الواقعية والمنطقية والعلمية التي تثبت العكس .
وقبل حوالي عشرون سنة أدركت أنني خسرت الرهان بشكل واضح , فالأديان تزداد قوة وانتشار وخاصة الدين الإسلامي .
لقد أدركت أنني لم أحكم على الأوضاع والظروف بشكل موضوعي ولم أراعي كافة العوامل والعناصر الموجودة , فقد كان هناك الكثير من العناصر والمؤثرات الاجتماعية والنفسية والفكرية التي لم أحسب لها حساب , وهذا ما جعلني أظن أن الأديان سوف تنتهي .
لقد وجدت أن الأديان عندما نشأت كان ذلك نتيجة لوظيفتها النفسية وفكرية الهامة جداٌ , وكذلك كان لها أيضاٌ وظيفة اجتماعية .
فقد كان لها دور إيجابي فردي ذاتي , ودور اجتماعي . و إلا لما تشكلت وانتشرت .
ونحن نعلم أن كل شيء و كل بنية موجودة مهما كانت طبيعتها وخصائصها , لا بد من وجود عناصر وقوى أدت لوجودها , وبما أن الأديان موجودة فلابد من وجود عناصر وعوامل وجودها .
ووجدت أيضاٌ أن الأفكار والعقائد والعادات .. ( الميمات ) يرثها الإنسان كما يرث لغته الأم , ومثلما يرث خصائصه البيولوجية من عائلته أولاٌ ثم من مجتمعه , فهي تنتقل إلى عقله وتتوضع فيه لأنها تلقن له في بداية حياته .
ولقد لاحظت أن العائلات المتدينة غالباٌ الأجيال الجديد منها تكون متدينة وكذلك غير المتدينة , طباٌ ليس كلهم , فهناك صفات بيولوجية ونفسية وفكرية أيضاٌ , تهيئ الفرد ليكون محافظاٌ أو مجدداٌ , فالمجدد يمكن أن يطور أو يغير الموروث الفكري ضمن حدود معينة , بعكس المحافظ الذي يتبنى ما ورثه ويحافظ عليه .
وكما ترون إن الأمور الأديان ليست بهذه البساطة فهي معقدة جداٌ وتحتاج إلى متابعة
|