من كام يوم وأنا بتفرج علي التلفزيون - لاأتذكر إسم المحطة - كان هناك برنامج عن المسلمين في أمريكا ومن ضمن البرنامج كان هناك إمام مصري لأحد المراكز الإسلامية يدعي مجدي وبعد أحداث سبتمبر ووقوع إعتداءات علي المسلمين بأمريكا قامت كنيسة مجاورة للمركز الإسلامي بدعوته للقدوم إلي الكنيسة والتحدث إلي رعاياها عن الإسلام وتعريفهم بالإسلام وتم إستقباله في الكنيسة بمنتهي الإحترام والأدب وصاحب تلك المبادرة كان كاهن تلك الكنيسة

بعدها بكام يوم كنت أشاهد محطة PBS يوم الأحد الماضي وكان هناك برنامج للأطفال - أيوه أنا عيل وبشوف برامج الأطفال -عن التسامح الديني محوره طفل مسيحي مصري يعيش بأمريكا يذهب في جولة لتعريف أصدقاؤه بالثقافات المتعددة الموجودة بالشرق الأوسط ذهب خلالها لمطعم مملوك لشخص عربي مسلم ببروكلين ثم لمحل أدوات موسيقية مملوك لأسرة لبنانية مسلمة
ثم دعاهم لحضور قداس في كنيسته لأنه يشارك في فريق الكورال بالكنيسة وفي نهاية الجولة ذهب لحضور حفل عيد ميلاد لأحد أفراد أسرة سورية حيث شارك معهم في رقصة الدبكة السورية

خلاصة الكلام أن المجتمع الأمريكي أحد أهم أسباب قوته هو تعدديته وقبوله للأخر ومحاولة فهمه والتواصل معه

خلال وجودي بمصر لم أري أي شئ مماثل أو يقترب من تلك الصورة
عمري ماشفت شيخ جامع دعي قسيس للجامع للتحدث مع المسلمين
عمري ما شفت شيخ جامع ذهب لكنيسة لتهنئة المسيحيين بأي مناسبة
عمري ماشفت شريط كاسيت لشيخ يدين فيه الإعتداء علي المسيحيين وسرقة أموالهم كما حدث في الصعيد من مهاجمة لمحلات الذهب المملوكة للمسيحيين
كل مارأيته هو سب وقذف علني من علي منابر الجوامع وتحريض مباشر ضدهم

الفاعل الحقيقي وراء تلك المأساة ليس هؤلاء الحيوانات الثلاثة الذين هاجموا الكنائس فهم كسابقيهم في حوادث إغتيال فرج فودة وطعن نجيب محفوظ مجرد أدوات ولكن الفاعل الحقيقي هو من حرض وزرع الكراهية من فوق المنابر وعلي أشرطة الكاسيت

من الطبيعي أن يغضب المسيحيين لذلك ولكن ماأستكره ويشعرني بالقرف غياب أي رد فعل غاضب من المسلمين إحتجاجا علي تلك الجريمة
بالنسبة لمن أدان ذلك الحادث من المسلمين - خطوة جيدة علي كل حال لكن يجب أن تتوقف تماما محاولات التبرير وألقاء اللوم علي أطراف أخري مجهولة وأرجو في خطبة الجمعة القادمة عندما يبدأ الشيخ في لعن وسب النصاري الكفرة أن يقف له أحدكم ويوقفه عند حده حتي لاتحترق البلد ونتحول إلي لبنان أو عراق أخر