{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
دعوة للنقاش الهادئ حول نظرية التطور "الداروينية"
إبراهيم غير متصل
بين شجوٍ وحنين
*****

المشاركات: 14,214
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #128
دعوة للنقاش الهادئ حول نظرية التطور "الداروينية"
هناك إذاً نظرتان متميّزتان إلى الكون، نظرة لاهوتية تسبر أعماق الكون للبحث عن معنى وجوده وتظهر ما بين الخلائق والله من علاقة حميمة على صعيد الكيان والوجود، ونظرة علمية تحاول العودة إلى أصل الكائنات لتبيِّن كيف برزت إلى الوجود. ماذا يقول لنا العلم اليوم عن أصل الكائنات، وهل يتفق ما وصل إليه مع معطيات الوحي والإيمان؟



1- نظرية التطوّر

ان نظرية التطور هي نظرية علمية ترى التطور في جميع مرافق الكون، من المادة، في جميع أصنافها على الأرض والكواكب، إلى الحياة في مختلف فروعها النباتية والحيوانية والبشرية. وقد حدث هذا التطوّر على ثلاث مراحل:

ففي البدء لم يكن سوى أولى انفجرت فأعطت غازات محرقة، ولما خفّت حرارة تلك الغازات تحوّلت إلى مليارات من النجوم. والشمس هي إحدى تلك النجوم، تكوّنت حولها فيمَا بعد الكواكب وظهرت الأرض. وكان ظهورها منذ خمسة مليارات سنة.

وفي المرحلة الثانية ظهرت الحياة على الأرض من جرَّاء إشعاعات الشمس على جوّ الأرض. فالحياة النباتية بدأت في أعماق البحار حيث وجدت غذاءً ملائماً، ثم تحوّلت إلى حياة حيوانية، فتكوّنت قبل كل شيء الأسماك، ومن البحر انتقلت الحياة الحيوانية إلى البرّ، وتطوّرت الحيوانات وتنوّعت.

اما الحياة الانسانية فلم تظهر إلا نتيجة تطور بعض أنواع القردة. وبدأ ذلك منذ سبعين مليون سنة، عندما أخذت بعض أنواع القردة التي لم يعد لها الآن أي أثر تنتصب على قدميها، ثم واصلت تطورها، فراحت تستخدم الآلات من حجارة وعظام؛ وظهر عندئذٍ الانسان القديم الذي اكتشف النار منذ مليوني سنة؛ ومنذ مئة ألف سنة بدأ يدفن موتاه ويضع في مدافنهم بعضاً من آلاتهم الحجرية وطعاماً زاداً لهم لحياة ما بعد الموت التي أخذ يؤمن بها.

ومنذ خمسة وثلاثين ألف سنة ظهر "الانسان العاقل" آخر حلقة من مرحلة طويلة. بدأ هذا الانسان باستخدام عقله وذكائه في رسوم يرسمها على جدران المغاور للتعبير عن أفكاره ورغباته؛ ومنذ خمسة آلاف سنة اخترع الكتابة ودوَّنَ أفكاره ومعتقداته في أساطير لا نزال نقرأها حتى اليوم.



2- هل من تناقض بين نظرية التطوّر وعقيدة الخلق؟

هذه النظرية هي اليوم النظرية الشائعة بين العلماء. ولكن ألا تناقض عقيدة الخلق؟ ان تلك النظرية تفسّر تفسيراً علمياً كيف ظهر الكون وتكوّن النبات والحيوان والانسان؛ إلاّ انها لا تجيب على السؤال الذي لا بدّ من طرحه: هل تلك الكائنات التي اكتشف العلم تطورها هي نفسها مبدأ وجودها، أم أنها مرتبطة بكائن آخر أعطاها الوجود؟ وهذا السؤال لا بدّ من طرحه، سواء تكوّن العالم في لحظة واحدة أم على مراحل استغرقت مليارات من السنين؛ وهذا السؤال لا يستطيع العلم الاجابة عليه، لأن العلم يحلّل المادة ويدرس تركيبها ويتقصّى تطورها، غير انه ليس من شأنه البحث في مبدإ وجودها.

وهذا ما يجيب عليه الايمان والوحي. لذلك لا تناقض بين الايمان والعلم. لأن لكل منهما ميدان بحث خاصاً به: العلم يبحث عن كيفية ظهور الأشياء، أما الإيمان فيرى أن هذه الأشياء والخلائق كلها ليست هي بذاتها مبدأ وجودها، إنما هي مرتبطة بالله الذي يعطيها الكيان والوجود.




* الانتقال من الحياة الحيوانية إلى الحياة البشرية

ولكن اذا قبلنا نظرية التطور، فكيف يمكننا تفسير الانتقال من جسد حيواني تحرّكه روح غير عاقلة إلى جسد بشري تحييه روح عاقلة؟

ان تطوّر الكون والانتقال من مستوى حياة إلى مستوى حياة أرقى يتطلّب تخطّياً للذات وازدياداً في الكيان؛ وهذا الازدياد في الكيان لا يمكن الكائنات أن تحصل عليه بقواها الخاصة، لذلك لا بدّ من الإقرار بوجود كائن يملك الكيان المطلق ويستطيع أن يعطي الكائنات هذا الازدياد في الكيان ويساعدها على تخطّي ذاتها والانتقال من حياة نباتية إلى حياة حيوانية ثم من حياة حيوانية إلى حياة انسانية.

يرى بعض اللاهوتيين ضرورة القول بتدخّل مباشر من قبل الله في لحظة الانتقال من حياة إلي حياة، ولا سيمَا من الحياة الحيوانية إلى الحياة البشرية ليخلق النفس الانسانية في الجسم الحيواني المتطوّر؛ ولكننا نقول مع البعض الآخر من اللاهوتيين ان هذا التدخل المباشر غير ضروري، فعمل الله يرافق التطور منذ بدايته؛ لذلك يجب ألا نتصوّر عمل الله في التطوّر عملاً موازياً لعمل الخلائق، به يتدخل الله من الخارج وفي فترات متقطعة، بل هو عمل من الداخل وعمل دائم، فالله هو المبدأ والقوة والسبب في بلوغ الكائنات قمة تطوّرها في الانسان.

* أصل واحد للبشر أم أُصول عديدة؟
هناك مشكلة أخيرة تعترضنا إذا قبلنا نظرية التطوّر.

فعندما تفسّر تلك النظرية التحوّل من الحياة الحيوانية إلى الحياة الانسانية، ترى أقرب إلى الواقع أن يكون هذا التحوّل قد حدث في فترات متقاربة في الزمن وفي مواضع عديدة من الكرة الأرضية؟ فليس البشر إذاً من أصل واحد بل من أصول متعدّدة. ولكن سفر التكوين يتكلم عن أصل واحد هو آدم؛ أفلا نجد هنا تناقضاً بين الكتاب المقدس والعلم؟

ان لفظة "آدم" في العبرية ليست اسماً لشخص معيّن، بل تعني "الانسان"، فكل ما يريد الكاتب المقدس تعليمنا إياه هو ان الله قد خلق "الانسان"؛ وقد أعطانا هذا التعليم في إطار نظرة قديمة هي أقرب إلى الأسطورة منها إلى العلم، تعتبر أن البشر كلهم ينحدرون من أصل واحد. أما اليوم، فإذا استطاع العلم أن يبيّن ان انحدار البشر من أكثر من إنسان هو أقرب إلى الصواب، فلا شيء يمنع من قبول تلك النظرة العلمية، شرط المحافظة على جوهر التعليم الكتابي، ألا وهو أن الكائنات كلها، من جماد ونبات وحيوان وبشر، تستقي وجودها وكيانها من الله، وان الانسان الأول، أفرداً كان أم عدّة أفراد، لم يصل إلى الحياة الانسانية إلا بقوة الله.

لذلك لا نزال، اليوم، في عصر العلم والاكتشافات الحديثة، نعلن قائلين: "نؤمن بإله واحد آب ضابط الكل خالق السماء والأرض، كل ما يُرى وما لا يُرى".

12-16-2004, 05:21 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
دعوة للنقاش الهادئ حول نظرية التطور "الداروينية" - بواسطة إبراهيم - 12-16-2004, 05:21 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  قضية التطور والكشف العالمي الخامس فخر الصادق 5 1,369 12-11-2012, 05:19 AM
آخر رد: فخر الصادق
Star دعوة لدين جديد الباحثة عن الحقيقة 10 3,428 02-09-2012, 08:38 PM
آخر رد: صلاح الدين بن شبيبة
  هل التطور يخالف القانون الثاني للثرموديناميك ؟؟؟ spinoza612 2 1,582 01-31-2012, 05:23 PM
آخر رد: spinoza612
Question هل حقا اعجب العرب ببلاغة القران واعجازه؟ (( دعوة للنقاش)) الباحثة عن الحقيقة 11 4,982 01-27-2012, 11:03 PM
آخر رد: ahmed ibrahim
  هذه دعوة حوار بالقرءان فقط القيس عون 19 5,612 12-05-2011, 10:47 PM
آخر رد: الفكر الحر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS