المضحك أن المؤمنين يظنون أنه بنسبة الاخلاق الى "اللـه"، تصبح هذه الاخلاق موضوعية، بينما اخلاق الملحد يخترعها هو. مع ان الواقع هو انهم اخترعوا اخلاقهم أيضا، والفرق الوحيد هو أنهم اخترعوا إلها و نسبوا أخلاقهم اليه، و كأن نسبة الاخلاق الى إلههم المخترع تعطيها مصداقية تفوق مصداقية اخلاق الملحد!!

اذن فأخلاق المؤمن و اخلاق الملحد كلتاهما اختراعات بشرية، و الفرق هو ان الملحد يبني اخلاقه على المنطق و على مصلحة الانسان، بينما المؤمن يبني اخلاقه على الخزعبلات و الخرافات.

و على المؤمن أولا ان يثبت أن هناك إله، و ثانيا عليه أن يثبت ان اخلاقه أتت من هذا الإله، و فقط بعدها يمكنه أن يزعم أن اخلاقه موضوعية و ليس هو الذي اخترعها.

اما اذا كلما أتى شخص و اخترع اخلاقا و كتب كتابا و ادعى انه موحى من إله، فالملحد أيضا يمكنه فعل هذا و لكن الملحد واقعي و لا يؤمن بالتوافه و الخرافات. الملحد يملك عقلا يمكنه ان يعرف به مصلحته و اخلاقه، و لا يحتاج الى نسبتها الى رجال مجنحين و مخلوقات من نار و غيرها من اقاصيص الاطفال التافهة التي ينسب المؤمن لها اخلاقه.

اخلاق الملحد ايضا قابلة للتفاعل و التطوير بتطور العصر و المعرفة، و ليست جامدة في عصر واحد و مكان واحد، كما يحاول البعض مثلا ان يطبق قوانين البدو على العصر الحديث، و أخلاق إلههم البدوي على الانسان المتمدن.