اقتباس:  عوليس   كتب/كتبت  
ببساطة أنا أقول للادينيين:
أنتم آخر من يحق لهم أن الحديث عن الاخلاق...
فملحد لا يجد مشكلة أخلاقية في الإجهاض
وآخر يناقضه
وآخر يرى أن القضاء على بعض الفقراء لبقاء بعض الأغنياء هو أمر عادل لأنه من مصلحته
بينما يرى آخر بانه لا يحق له ذلك
يقول أحدهم علينا ان ننشر الديمقراطية في العراق وأفغانستان حتى لو كلفنا ذلك إهدار الدماء لأن الحرية حق لكل إنسان
بينما آخر يرى أنه لا يعنيه الأمر من قريب أو بعيد إلا حين يشعر بأن الخطر سيقترب منه  
وهكذا...

إذن ، بالعودة لقضيتنا الأولى، لو فرضنا - وهذا ما لا أؤمن به -  بأن عائشة كانت طفلة حينما تزوجها النبي صلى الله عليه وآله - فإن حديث العراب عن كون هذا الأمر غير أخلاقي لا معنى له
ولا يستطيع إثباته
ولا يلزم به أحداً سوى نفسه
لان الأمر نسبي حسب منطق اللادينيين...

وهو المطلوب إثباته :loveya:

إختلاف المفاهيم الأخلاقية هو امر طبيعي ...
لان الإنسان هو كائن متغير متطور المعارف أمسه يختلف عن غده ..
تلك هي الحياة ..
الأحياء متغيرون بينما الحجارة لو تركتها مكانها لفترة طالت او قصرت لن تجدها مختلفة إلا لو غير فيها أحد الاحياء ..
و أدعي أيضا أن السبب يرجع إلي أن مستوى المتواصل يختلف من شخص لآخر ..
هناك من يشعر بالنكد لو شاهد في نشرة الأخبار مثلا اشخاصا يعانوا ..
هنا من يبكي و يظل حزينا لفترة ...
هناك من لا يحتمل ان يجلس ساكنا دون ان يساعدهم ..
ليس مطلوبا من شخص أن يستجيب بذات الطريقة لشخص آخر ..
معارفنا تختلف و أحاسيسنا تختلف و منطقنا يختلف ..
و لكن في النهاية تظل تلك الاخلاق نابعة منا و من قناعاتنا و مفاهيمنا.
و بالتالي هي تعبير عنا ..
اما الدينيين فهم بلا فهم و ربما بلا ذات ..
يسحقون ذاتهم و يتبنون آراء و معتقدات هي خارجة عنهم و ليست منهم.
و ربما تكون بعيدة عنهم و ليست معنية بحالهم او تحسين تواصلهم مع الناس.
أتصورهم كالدواب التي كانت تنقل تابوت العهد في التوراة.


أما عن قضيتك الأولى فلن اقول لك شيئا ..
ربما تكون الأخلاق في الأساس إحساس و إن لم تكن قادرا على الإحساس كيف أستطيع أن أفهمك ؟
يعني إن لم تستطع ان تنظر إلي الطفلة و انت تعتدي على براءتها و طفولتها لترى في عينيها نظرة إحتقار تجعلك تكره نفسك ... لن يوجد وقتها كلام في العالم يستطيع ان يفهمك شيئا ؟
هناك مثل يقول : اللي مايشوفش من الغربال يبقى أعمى.
و آخر : إن لم تستح فإفعل ما شئت.

تحياتي (f)