نيوترال

ليس مهماً أن تزعجك مواقف البعض أو تزعجني أنت بمواقفك. فما نحن إلا لقبين افتراضيين ورأيين مختلفين في ساحة حوار. فبالنسبة لي، النظام الإيراني مثل الإخوان المسلمين، حذوك النعل بالنعل، فكلاهما يجسد ثيوقراطية أمقتها وأتمنى نهايتها ولا أرى تقدماً للمنطقة بدون التخلص منها ومن آثارها. طبعاً هنا، وعلى سبيل التوضيح، أعتبر الشعب الإيراني من الشعوب الأكثر حضارة في المنطقة، والتي ساهمت مساهمة فعالة في كل قبس نور في الشرق منذ آلاف السنين، ومن ناحية أخرى فإن معاداتي "للنظام الثيوقراطي الإيراني" ليس معاداة للشيعة ولا لمذهبهم ولا لدينهم. فهم أحرار في علاقتهم بربهم. طبعاً، هنا أيضاً، أعادي النظام الإيراني مثلما أعادي النظم "السلطوية الدينية" القائمة في العالم العربي وعلى رأسها نظام الوهابيين في السعودية.

نعود إلى الموضوع الآن

إيران تستطيع أن تضع "مفاعلاتها" تحت المراقبة الشاملة والتامة "لوكالة الطاقة" وترتاح من عبء "اتهامها". ولكن هذا لم يحدث حتى الآن، وما نراه هو "عنتريات نجادية" بالوصول إلى مرحلة "الوقود النووي" دون إشارة إلى "حدود المشروع النووي الإيراني".

المشكلة هي أن "إيران" لم تعط أي ضمانات في عدم سعيها إلى انتاج القنبلة النووية. ووجود أسلحة دمار شامل بيد نظام مثل نظام طهران يؤدي إلى ارتفاع وتيرة التشنج في المنطقة ويهدد رأس كل واحد في الشرق الأوسط.

طبعاً أنا لست أمريكياً، وأكره سياسة أمريكا أكثر من إيران نفسها. ولكني أيضاً ضد "الأسلحة النووية بجميع ألوانها" ومع ضرورة "نزعها" نزعاً شاملاً.

النزع الشامل للأسلحة النووية ليس بمتاح، ولكن الوقوف في وجه دولة تريد امتلاك هذا السلاح هو أكثر من متاح اليوم.
القنبلة النووية لا تؤدي إلى الاستقرار، لأن مجرد استعمالها مرة واحدة فقط يحقق من البلاء والدمار والموت ما تفعله حرب كاملة. وليس هناك ما يضمن ضماناً كاملاً عدم استعمال هذا السلاح، لذلك فمن الأسلم لكل شخص في هذا العالم أن يكون هذا السلاح "غير موجود". فالحارة التي يمتلك جميع أفرادها قطع سلاح، كل فرد فيها مهدد بأن يموت قتلاً بالرصاص في يوم من الأيام.

إيران تستعمل الورقة الفلسطينية وتتمسح بآلام الشعب الفلسطيني مثل غيرها، وهذا يظهر أكثر في الأزمات. وإلا ما فائدة تصريحات نجاد وعنترياته اليوم؟ وما وجه انكاره "للمحرقة" غير افتعال أزمات جانبية على حساب القضية الفلسطينية لربح بعض التعاطف من المسلمين وتوجيه الأنظار نحو أمور أخرى غير برنامجه النووي الذي أخذ منحى خطيراً في المدة الأخيرة وأصبح من المواضيع الثابتة على أغلفة جميع الصحف؟

بالنسبة لدول الخليج العربية، فهي دول غصباً عني وعنك، ولها أصواتها في الأمم المتحدة مثل أي دولة أخرى. ومصلحتها - كعربي - تهمني أكثر من مصلحة "إيران".

وميض يا سندي

أنا اعترضت على "صياغة هذا البيان" وقلت أنه "ناقص" ومماليء لنظام الملالي، لأنه لا يحوي أي إشارة لمشروع إيران النووي وكأن "إيران" حملاً وديعاً تريد الولايات المتحدة ابتلاعه. "البيان" لا يقول شيئاً خاطئاً بالمرة، ولكنه "يتغاضى" عن أصل المشكلة، وهذا هو "جرمه" - عندي -.

واسلموا لي
العلماني